وصف الأديب علاء الأسواني الكلمة المسجلة للرئيس السابق مبارك، التي اذيعت قبل اصدار الحكم بحبسه 15 يوماً علي ذمة التحقيق بأنها استكمال للثورة المضادة، التي تهدف لضرب العلاقة بين الجيش والشعب، وأكد أن استخدام "الرئيس المخلوع" لكلمات عاطفية مثل "تألمت ومازالت أتألم" لم تفلح في التأثير علي الشعب المصري، وكل مظاهر الثورات المضادة تقول: "سقط مبارك ولكن مازال النظام قائما". وعما تتعرض له الثورة المصرية من خطر قال الأسواني في ندوة "مستقبل مصر والعالم العربي" التي استضافتها كلية الفنون الجميلة: الثورة أدت لوجود ثلاثة أنماط من البشر نتعامل معهم يومياً، الأول: كتلة فعالة ومؤثرة من الشعب تتمتع بوعي سياسي وتدافع عن مطالب الثورة، ولا يعنيها ما تفعله القلة وهم من نظموا "المحاكمة الرمزية" في التحرير بعد تأخر المحاكمات. والثاني: الكتلة المضادة، ويقوم بها عناصر من النظام السابق، وأساليبها أصبحت واضحة ومكشوفة، وتمثل خطورة علي الثورة، وتشمل كل المجالس المحلية التي لايزال أعضاؤها من الحزب الوطني، فلدينا 55 ألف مواطن يدفعون ما يملكون لاسترداد صلاحيتهم. والثالث: الكتلة غير الفعالة، وهي موجودة في كل مكان، ولم تصل الثورة إلي أعماقهم، ويرددون "كفاية بقي عايزين نرجع لحياتنا الطبيعة" وهؤلاء مصريون طيبون، منهم من يتعاطف مع خطابات مبارك الوهمية، وربما البعض منهم غير مستعد لأي تعديل لأنه تعود علي نمط حياة معين، أما الفتنة الطائفية فلم تفلح كل محاولات إثارتها، لأنها من الأصل بدعة النظام السابق. ولفت الأسواني إلي أن الثورة قامت ضد التوريث، ولكن للأسف النظام السابق ورث الشعب الإحباط والفقر والاكتئاب، وعلينا النهوض بأنفسنا وبشعبنا الجدير بالاحترام، للتخلص من كل الآثار السلبية التي عاشت بنفوسنا 30 عاما. أما عن المرشحين للانتخابات الرئاسية، فأكد الأسواني أنه لابد أن يعرف كل المرشحين أن منصب رئيس الجمهورية ليس إلا منصب موظف حكومي يراعي مصالح الشعب، ومن حق أي مواطن مصري مهما كان مستواه أن يحاسب الرئيس ويطالبه بحقوقه، وأقول وأكررها "أن الديمقراطية هي الحل". ولم يفت الأسواني الحديث عن الفنون خاصة النحت، الذي تعرض مؤخرا لحملة تحريم، وأوضح أن الإمام محمد عبده قدم قراءة مصرية متطورة للإسلام، جعلت من الدين حافزا فانطلق المبدعون المصريون في مختلف أنواع الفنون، وحين أنشئت كلية الفنون الجميلة عام 1908 اكتتب آلاف المصريين من حر مالهم ليدفعوا تكلفة تمثال "نهضة مصر" للنحات محمود مختار. لافتا إلي انتشار الفكر "الوهابي" الذي سعي لتحريم الموسيقي والفنون، رغم أن الإسلام لا يحرم صناعة التماثيل وإنما يحرم عبادة الأصنام، فهذه الأفكار بعيدة كل البعد عن مفاهيم الدين الإسلامي الحقيقي، والهدف منها دعم استقرار النظام الفاسد.