في جلسة نقاشية مفتوحة ب"بيت السناري" وضمن سلسلة "مصر .. حوارات المستقبل"، حول سقوط النقابات المهنية، التي كانت موجودة قبل 25 يناير، بحث المشاركون إعادة تشكيل النقابات المهنية بصورة جديدة، لتكون عبارة عن نقابات قومية تعبر عن مختلف التيارات، وأن تمارس دورها المهني فيما يتعلق بعلاقتها بالقوي السياسية والحزبية التي ستنتجها ثورة 25 يناير. تساءل سامح فوزي مدير الجلسة ونائب مدير منتدي الحوار بمكتبة الإسكندرية، حول معني أن يكون هناك نقابة بلا نقابيين؟ مضيفا: "المشكلة أنه لا يوجد وعي نقابي حقيقي، والخطاب النقابي فيه مشكلة كبيرة تفرض سياسات معينة، فأين دور نقابة الصحفيين أمام كل هذه المشاكل بجميع المؤسسات الصحفية، فهل الآن من الممكن أن تستقر التيارات النقابية علي تيار وطني في هذه المرحلة الانتقالية إلي أن تدخل أجيال جديدة من النقابيين؟ هل من سبيل للتوافق، خاصة أن المجتمع الآن يتم تسييسه فلابد أن تسيس النقابات أيضا، وعلي مستوي المهنيين لابد من زيادة الوعي النقابي لمزيد من التوازن في التمثيل النقابي، وكذلك لتبديد الهواجس والقلق من التيارات المتباينة، خاصة التيار الإخواني". في تأكيد لفكرة فوزي أضاف يحيي قلاش سكرتير عام نقابة الصحفيين: "مشكلة هذه الفكرة أنها ستتطلب الكثير من الوقت، فوجود حزب سياسي بلا عوائق سيجعل العمل الحزبي داخل النقابة متراجع ولا معني له، بالتأكيد نحن في حاجة إلي الإسراع في تفعيل الدور النقابي، بينما لا يمكن العمل في ظل المجالس الحالية غير المستقرة". في سؤال وجهه أسامة سلامة الصحفي بروزاليوسف لقلاش قال: " نحن قلقون من مجلس لايعبر عن الصحفيين فلازال السؤال قائما هل من الممكن أن يكون هناك مجلس توافقي لحين انتهاء المرحلة؟" أجاب قلاش: " المشكلة أننا لدينا أعضاء نقابة وليس مجلس نقابة، فلأول مرة في تاريخ المجلس وكيل المجلس يصر علي انعقاد المجلس بعد استقالة مكرم محمد أحمد، وأتساءل أين دور النقابة وقت الثورة ؟ النقابة ظلت مغلقة من 26 يناير ولمدة 15 يوما بلا أي دعم لأي صحفي!.. في حين أن هناك صحفيا قد مات وآخرون فقدوا أعينهم وهناك من كانوا يبيتون بالميدان وأبواب النقابة مغلقة والتي كان من المهم أن تظل مفتوحة لاستضافة هؤلاء وحمايتهم". الناشط معتز الحفناوي أوضح في حديثه كيف حاول الإخوان الاستحواذ والسيطرة علي نقابة المهندسين بواقعة حقيقية قائلا: " لابد أن نلاحظ أنه يوم 12 فبراير الإخوان قابلوا حسب الله الكفراوي ليبلغوه أنه نقيب المهندسين، إنما الكفراوي بالطبع رفض وحدثت مواجهات عنيفة فيما بعد في محاولة لانتهاز فرصة الفوضي التي تسود وغياب القوانين". بدأ الناشط والصحفي قطب العربي حديثه بانتقاد حال النقابات المتردي، ثم قدم رؤيته الشخصية لتحسين هذه الأوضاع، قائلا: "مشكلة النقابات أنها ولدت مشوهة من البداية من حيث سيطرت السلطة عليها لما يقرب من 70 سنة، فلابد من إعادة بنائها لمواكبة الديمقراطية، وأعتقد أنه من الممكن التعددية النقابية واتحادات تجمع هذه النقابات الفرعية، أعتقد ان الفترة القادمة سيكون البعد السياسي أقل في النقابة في مقابل الاهتمام بالعمل الاجتماعي والعمل العام، فالفترة القادمة حتما مختلفة في كل شيء، بالتالي سيكون هناك اقبال علي المشاركة النقابية، لماذا الإخوان كانوا مقبلين علي العمل النقابي ؟ لأنها كانت المنفذ الوحيد لهم والمتنفس المرن لدخولهم، لكن اظن مع الحرية القادمة وتكوينهم لحزب سيفتح أمامهم أبوابا مختلفة وأوسع، لكن تبقي الهواجس ويصعب تجاوزها إلي أن يثبتوا العكس ويؤكدوا مصداقيتهم، ففكرة القائمة الوطنية في هذه المرحلة الانتقالية هي فكرة وجيهة ومقبولة". أنهي فوزي اللقاء بدعوته لعمل مؤتمر للتوعية النقابية والعمل العام لمخاطبة جميع النقابات كافة مع توجيه الدعوة لمشاركة نقابات أخري من الدول العربية لتقدم تجاربها الناجحة، علي أن يكون المؤتمر موجها لأكبر قاعدة من المهنيين، ووافقه الدعوة طه عبد الرحمن الصحفي بجريدة العربي الناصري مؤكدا علي تمثيل الشباب أيضا والشرائح الأخري أيضا ضمانا لتفاعل أكثر ولحوار مختلف يثير أكثر من نقطة خلاف.