كتب عبد السلام فاروق: فرضت عدة قضايا نقابية نفسها علي مائدة مستديرة نظمها بيت السناري الأثري بالقاهرة وحضرها نخبة من النقابيين, وخلالها أكدوا ان الأجواء أصبحت مهيأة حاليا أكثر من أي وقت مضي لإقامة حياة نقابية سليمة, تعتمد علي حرية العمل النقابي وتنظيمها بين أبناء النقابة الواحدة وأرباب العمل, داعين الي تنظيم مؤتمر موسع بمكتبة الإسكندرية يضم قيادات وأعضاء هذه النقابات لبحث خطة العمل النقابي خلال المرحلة المقبلة. وطالب النقابيون في ندوة مستقبل النقابات المهنية بعد ثورة25 يناير, بسرعة التحرك لإصلاح الأوضاع النقابية التي أفسدها النظام السابق بتدخله الدائم في شئونها للدرجة التي حولها الي نقابات دولة, وليست الي نقابات مهنية. وشدد النقابيون علي ضرورة استثمار الشرعية الثورية في إصلاح أوضاع النقابات المهنية, والإسراع في إجراء انتخابات نقابية, بما يحقق الاستقلال المهني والحرية والديمقراطية لها. وأكد المشاركون في الندوة أن النظام الاستبدادي في مصر والذي كان يسيطر علي النقابات لم يعد له وجود, بعد قيام الثورة الشعبية, لافتين الي دور هذا النظام في احكام سيطرته علي النقابات المهنية, وممارسته ضدها أشكالا عدة من الاستبداد. وطالبوا بإعادة تشكيل النقابات المهنية بصورة جديدة, لتكون عبارة عن نقابات قومية تعبر عن مختلف التيارات, وأن تمارس دورها المهني بصورة طبيعية, بعدما كانت تعمل علي الخلط بين أدائها النقابي والآخر السياسي, ليكون للسياسة مجالها في الأوساط الحزبية, في ظل ماسوف يثمر عنه المشهد السياسي من نشوء أحزاب سياسية جديدة بعد ثورة25 يناير. ولفت يحيي قلاش, العضو المستقيل بمجلس نقابة الصحفيين الي اهمية عدم ممارسة السياسة داخل النقابات المهنية وأبدي عدم ممانعته في ممارسة ما وصفه بالتحزب داخل النقابة المهنية. مستندا الي قول شيخ النقابيين الراحل كامل زهيري, بأن السياسي عليه خلع ذقنه الحزبية علي عتبة النقابة. وانتقد قلاش خطورة غياب الوعي النقابي بين اعضاء النقابة الواحدة. معتبرا ان نقابة الصحفيين في أسوأ أوضاعها, بعدما تركها النقيب المستقيل جسدا عليلا, أشبه بالمريض الذي يوشك علي الاحتضار, فضلا عن تكبيل مجلس النقابة, بعدم الانعقاد بدونه او عدم اتخاذ قرارات جادة لمصلحة النقابة. وتوقع أنه في ظل الوجود الحزبي المنتظر عقب قيام الثورة الشعبية وأن هذا الوجود سوف يتمتع بقوة ما سينعكس علي العمل النقابي ليجعله قويا, داعيا الي تغيير القوانين الحالية المنظمة للعمل النقابي وقال: لا يمكن العمل بالنقابات المهنية في ظل القوانين القائمة, فضلا عن وجود البعض من هذه النقابات إما مجمدا او مفروضا عليه حراسة, أو بالشكل الضعيف الحالي.