نفي وزير الدولة للشئون القانونية في اليمن، رشاد الرصاد أن يكون الهدف من التعديلات الدستورية الأخيرة هو إتاحة المجال أمام الرئيس علي عبدالله صالح ليستمر في الحكم إلي الأبد عبر تعديل المادة 112 المتعلقة بمدة الرئاسة وعدد دوراتها، واعتبر الرصاص في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية التعديلات الدستورية الأخيرة «نقلة نوعية في الحياة السياسية اليمنية»، وقال من يحدد بقاء شخص في السلطة هي صناديق الاقتراع وليست التعديلات الدستورية ولا النصوص القانونية، وأضاف: إذا كان لأي أحد أن يمتلك حق بقاء شخص في مكان ما، فهو الشعب، مالك السلطة.. فالدستور يقول الشعب مالك السلطة يباشرها عن طريق الانتخابات.. وتابع: تم تخفيض مدة الرئاسة من سبع إلي خمس سنوات والنص الدستوري الحالي يقيدها بفترتين رئاسيتين.. أما التعديل الجديد، فلا يقيدها ومن حق من تتوافر فيه شروط الترشح للمنصب أن يمارس حقه بالانتخاب والترشح لرئاسة الجمهورية دون أي قيود سواء كان حزبيًا أو غير حزبي. في المقابل أكدت المعارضة في صنعاء أن النظام اليمني لا يزال يحظي بدعم أمريكي وأوروبي كبير، رغم المعارضة الحزبية والشعبية لتعديلات دستورية قدمها الحزب الحاكم تتيح بقاء الرئيس علي صالح «في الحكم للأبد»، علي حد وصفهم - وأوضحت أن النظام نجح في استغلال تخوف الغرب، والولايات المتحدة تحديدًا من تعاظم خطر تنظيم القاعدة في اليمن للحصول علي الدعم السياسي والمادي له، وفي نفس الوقت قمع معارضيه، من جانبه ألمح محمد عبدالملك المتوكل رئيس المجلس الأعلي لأحزاب اللقاء المشترك المعارض إلي احتمال امتناع أحزاب اللقاء المشترك عن المشاركة في الانتخابات إذا لم يستجب الحزب الحاكم لمطالبها وفي مقدمتها العدول عن جميع الخطوات التي اتخذها الحزب الحاكم منفردًا في تعديل قانون الانتخابات، وقال إنه لا يمكن القبول بانتخابات مزيفة، أنت لو قبلتها في المراحل الماضية فقد كان بهدف ترسيخ النهج الديمقراطي، لكن اليوم لو قبلت الانتخابات المزيفة التي تريد إبقاء الحكم كما هو، فمعني ذلك أنك تهدم الشعب. في غضون ذلك تظاهر المئات من أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن في أحياء مدينة عدن كبري مدن الجنوب، فيما اعتقلت السلطات العشرات منهم حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. وسار المتظاهرون في الشوارع استجابة لدعوة نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الذي يعتبره الحراك «رئيسًا شرعيًا للجنوب»، ورئيس المجلس الأعلي للحراك الجنوبي حسن باعوم. وردد المتظاهرون هتافات انفصالية مناوئة للوحدة اليمنية في أحياء المنصورة وكريتر وخور مكسر والتواهي، فيما أكدت مصادر من الحراك وشهود عيان ومصدر أمني أن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات خلال تفريق التظاهرات. ورفع المتظاهرون أعلام دولة اليمن الجنوبي السابق ورددوا شعارات مثل «ثورة ثورة يا جنوب» و«برا برا يا استعمار». وقامت وحدات الأمن المركزي بتفريق المتظاهرين عبر إطلاق الرصاص الحي في الهواء، فيما قام متظاهرون بتكسير لوحات إعلانية في الشوارع وبرشق بعض السيارات والمارة بالحجارة. وأكد مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن أجهزة الأمن، ستتعامل بحزم إزاء أي أحداث شغب أو أعمال فوضي قد ترافق أي تظاهرات أو مسيرات منحت تراخيص مسبقة، وفقًا للقانون وذلك انطلاقًا من واجباتها للحفاظ علي الأمن والاستقرار. وحذر المصدر كل من يحاولون استغلال المسيرات والتظاهرات المرخصة للقيام بأعمال فوضي وأعمال شغب أو محاولة العبث بالممتلكات العامة والخاصة بأنهم سيعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية.. مؤكدًا أن أجهزة الأمن لن تتواني في التعامل بحزم تجاه كل من تسول له نفسه القيام بتلك الممارسات وتعقبهم وضبطهم لتقديمهم للعدالة.