برغم من أن الشارع المصري كل يقف علي أظافره ويتابع تحركات الشباب الذي أوقف الزمن عند 52 يناير وفي ميدان التحرير إلا أن المجلس القومي للشباب أو وزارة الشباب سميها كيفما تشاء ظلت غائبة عن الوعي وبعيدا عن الاحداث كما هي عادته برغم من أنه متحكم في أكثر من أربعة آلاف مركز شباب إلا أن هذه المراكز كانت احد أهم أسباب النكبة التي نعيشها الآن من صرف الملايين في أماكن غير صحيحة، ولا تأتي بنتائج مرجوة، فلا مراكز شباب مفتوحة للشباب يمارسوا فيها الرياضة ولا هي تثقفهم ولا هي تعلمهم مهنة يدخلون بها سوق العمل حيث أصبحت المراكز اما صالة أفراح أو مرتعا للأغنام أو أوكار لتعاطي المخدرات. الشباب فتحوا قلوبهم والخبراء اقترحوا الحلول والمسئولين عرضوا الموقف خاصة أن الاندية هي الاخري ليست لها دور في خدمة المجتمع المحيط بها.. برغم من أنه من الممكن أن تفتح أبوابها ولو يوم للشباب المحيط بها لعمل رابط مع الشباب المحيط بها. في البداية يقول د.جمال محمد علي عميد كلية تربية رياضية جامعة أسيوط أن الاحجاف في رسوم اشتراكات المراكز والتي وصلت الي خمسين جنيه جعلت الشباب ينفر منها، والحكومة لم تهتم أمام عزوف الشباب عن المراكز، ولم تقدم لهم أي »أوفر« لجذبهم بدلا من تركهم علي مقاهي الانترنت، وتلقي أفكارا غريبة علينا. ومن أقصي للبحيرة حيث أكد محمد شاكر هندي رئيس مركز شباب الدلنجات أن دور مراكز الشباب فعال ولكن دعم الدولة محدود تخيل انا عندي بالمركز جهاز كمبيوتر وحيد جاء علي حساب أحد العاملين وتقدمنا بمقترحات من قبل للجهة الادارية بعمل الشباب الحاصلين علي مؤهلات عليا ولكن لم يسمع أحد والرد كان عبارة عن 001 جنيه لكل شاب شهريا وهذا مزعج بالفعل كيف يعمل شاب طوال الشهر بهذا المبلغ. اما فتحي رجب مدير مركز شباب البراهمة فقال مركز الشباب عندنا عبارة عن أسوار تلتف حول قطعة أرض لا يوجد بها أي مساحة خضراء واذا جاء الشباب حتي لممارسة الرياضة كانت الجملة المحفوظة لابد من جمع الاشتراكات أي اشتراكات هذه؟ فكانت الجموع من الشباب ينصرف الي »كافيه نت« بدلا من الرياضة لذلك اقترح ان توفر الحكومة بمساعدتنا في افتتاح مثل هذه الصالات تحت اشراف حكومي لتعليم قيم ومباديء البلد لأن فيس بوك أصبح سمة من سمات العصر. والتقط أطراف الحديث محمد نبيل وهو أحد المتردين علي مراكز الشباب بأنه يرفض العمل بالمراكز الشباب بأجر هزيل معربا عن أمله أن يستفيق المجلس القومي للشباب لدعم مراكز الشباب بعد أن اثبتت التجربة أن اهمال هذا الجيل هو ما أدي الي أن نبحث عن طرق أخري لسد أوقات الفراغ فكان الاتجاه الوحيد الي الانترنت والالتحام بالافكار الغربية. ورغم أن الدكتور محمد عبدالعال يشغل منصب وكيل لجنة الشباب في مجلس الشعب الا انه اعترف بالسلبيات قائلا انه لابد من وجود حوار مبدأ الحوار بين أعضاء ومديري ومسئولي المراكز والشباب للكشف عما يريدون من مراكزهم وهل تؤدي هذه المراكز دورها المطلوب من أجلهم مع ضرورة تطوير اداء المركز، ومنظومة مراكز الشباب للكشف عن أوجه القصور فيها ومعالجتها ولتطويرها ولاستبيان أوجه الرغبات وللاضافة المستمرة علي التطويرات والمقترحات الدائمة المطلوبة وخاصة التي يقدمها الشباب في ظل مشاركتهم الفعلية في ادارة المراكز. محاربة المحسوبية صرح د.عزت عبدالله محافظ بني سويف السابق والمشرف العام علي الانشطة للاتحاد الرياضي للجامعات أن العناصر غير المؤهلة أو ذات الكفاءة لمراكز الشباب تعد أهم العوامل السلبية المؤثرة في أزمة ابتعاد الفتيان والفتيات عن هذه المراكز وأضاف أن أغلبية هذه العناصر وضعتهم الواسطة والمحسوبية في قيادة المراكز الشبابية المنتشرة علي مستوي الجمهورية ويجب معالجة هذا الامر جيدا وبشكل عاجل حتي لا يتواصل ذلك. وقال د.عزت عبدالله انه ليس مطلوبا أن تعمل الدولة مركز شباب خمسة نجوم وليس به ادارة وأضاف أن المراكز تقام للشباب ولكن هؤلاء الشباب في الغالب العام ليس لهم السيادة لي وعلي هذه المراكز. اقترح احمد الحسيني رئيس مجلس ادارة مركز شباب حدائق القبة ضرورة تعاون مراكز الشباب مع مهندسين متخصصين باقامة دورة تمهيدية للحصول علي شهادة icdl "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الالي" ..كما يري ان ذلك سيساعد كثيرا اغلبية شباب مصر في الاقبال علي مراكز الشباب و قضاء اوقاتا طويلة داخل جدران المركز بدلا من المقاهي و الاتجاة لتعاطي المخدرات و ابعادهم عن الشغب و العنف الذين من الممكن ان يتعرضون لة خارج مركز الشباب وعلي الجانب الاخر يري ابراهيم عبد الحليم مدير مركز شباب عين الصيرة ضرورة اهتمام رؤساء مراكز الشباب بالمحافظات بالصندوق الاجتماعي للتنمية المجتمعية و اقامة المشروعات الصغيرة و طرق تمويلها,.بالاضافة لاتعليم جميع اعضاء مراكز الشباب كيفية اصلاح الاعطال المنزلية كهرباء و سباكة عن طريق فنيين من خلال عقد لقاءات في النادي الاجتماعي بالمركز ,وكل هذا لن يتم الا بمساعدات جبارة من جانب صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب يقول حسين عشماوي رئيس مجلس ادارة مركز شباب قليوب ..انة لابد من الاهتمام بمدارس الجوالة داخل مراكز الشباب التي تعلم الشباب الاعضاء بالمراكز مشروعات الخدمات العامة و التجميل و اثرها الجذاب في النفوس. وقال المهندس نصر أبوالحسن رئيس النادي الاسماعيلي أن ما حدث سببه عدم وجود رؤية سياسية للشباب واضحة تقوم علي كيفية العمل السياسي والوصول للأهداف التي يسعي لها كل فرد بطريقة طبيعية.. وأري أن السبب يعود الي عدم قيام مراكز الشباب بدورها في هذا المجال حيث ان هذه المراكز دورها الاساسي في تربية الشباب وهذا الدور هم المنوطين به أكثر من الأندية وذلك لان مراكز الشباب متواجدة في كل مكان سواء بالمدن أو القري والمفروض أن تتوافر لهم دورات ونشأة سياسية تسمح لهم بالتعرف والتفرق بين أن تعبر عن رأيك وتدافع عنه وأن يستطيع البعض من السيطرة علي أفكارك. وكشف ياسر الجندي عضو مجلس الشعب وعضو مجلس ادارة نادي طنطا انه سيسعي خلال الفترة القادمة في حال عودة الهدوء للشارع المصري الي المطالبة داخل مجلس الشعب لوضع خطة عاجلة للنهوض بالرياضة المصرية وتوعية الشباب عن طريق عودتهم للأندية وانشاء مراكز شباب حديثة أو تجديد مراكز الشباب الحالية التي لا يصلح معظمها للاستخدام الآدمي. أضاف عضو مجلس الشعب أن ثورة الشباب علي الاوضاع الحالية سيساعدنا علي تحقيق جميع مطالبهم وانه لابد من اهتمام لجان الشباب والرياضة داخل المجلس بتشغيل مجموعة من الشباب في هذه المراكز والاندية وذلك للمساهمة في القضاء علي جزء من البطالة التي كانت سببا في هذه الأزمة. وماذا عن الحلول؟ من جانبه أكد أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة السابق أن مسئولي الرياضة عليهم دور كبير جدا في مساعدة هؤلاء الشباب علي اخراجهم من الأزمة التي يمرون بها خاصة بعدما عبروا عن مطالبهم بصورة سلمية خلال الفترة الماضية دون الدخول في تفاصيل المخربين الذين يحاولون تشويه صورة مصر. أضاف أحمد شوبير في حديثه ل »أخبار الرياضة« انه من المقترح انشاء صندوق لرجال الاعمال الرياضيين للتبرع بجزء بسيط من أموالهم للصرف بها علي الشباب عن طريق اقامة مشروعات لهم وتحديث مراكز الشباب والاندية ولعب دورا كبيرا في مساعدة هؤلاء الشباب علي الحد والتقليل من الأزمة التي يمرون بها. وقال نائب رئيس اتحاد الكرة السابق علي المسئولين عن الرياضة في مصر أن يجتمعوا خلال الفترة القادمة لوضع تصورات خاصة من أجل انشاء صندوق تبرعات خاصة بمشروعات مهمة للشباب. اسماعيل فايد نائب رئيس نادي سموحة الارستقراطي موضحا أن ناديه يوجد به لجنة ثقافية مفعلة وتقيم ندوة كل أسبوع تقريبا فيها كل تعاليم الثقافة الشرقية بخلاف لجنة دينية ولكن الشباب منصرف عن حضور مثل هذه اللجان ويفضل الذهاب للسينما والمسرح بدلا من الاستماع والدليل أننا اذا اتينا بنجم سينمائي أو غنائي تجد أعضاء النادي 08 ألف موجودين وكان خير دليل علي ذلك حفل محمد منير الذي اختفي من الشارع والاحداث ولم يقم بدور مع الشباب أو يوعيهم. اما شريف الحلو عضو مجلس ادارة الاتحاد السكندري فقال نحن كنادي اتحاد مستعدون لعقد يوم أو يومين في الاسبوع لعقد ندوات دينية وثقافية علي الفيس بوك وطرحها علي جماهير النادي بالمجان وأشار الحلو أن الوقت هو وقت الاندية وكيفية استغلال هذه الثورة لتوحيد الفكر الشرقي بعد أن سيطر الغرب علي عقول شبابنا.