أكد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، أن حزبه سيواصل القتال في جميع أنحاء سوريا إلى جانب قوات الأسد، معتبراً أنه يقاتل تنظيم الدولة، وجبهة النصرة. في حين زعم "نصر الله" عدم وجود "جيش الفتح"، الذي تمكن من السيطرة على عدة مدن سورية مؤخراً، بعد إخراج قوات الأسد منها. وطالب نصر الله بتشكيل "حشد شعبي" في لبنان، وذلك على غرار الحشد الشعبي العراقي المكون من مليشيات شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، قائلاً: "نحن بحاجة إلى الشعب وإلى الحشد الشعبي الذي يجب أن يتوسع ويشمل الجميع". وركز "نصر الله" على ما دعاه "خطر داعش"، الذي قال إنه "ليس مجموعة صغيرة"، وتعهد بأن يشكل حزبه "ضمانة لجميع اللبنانيين" في حال انتصار قوات الأسد، وملمحاً، في الوقت ذاته، إلى احتمال تعرض المسيحيين "للذبح والسبي" إذا حدث العكس. نصر الله، الذي كان يلقي كلمة، عبر شاشة عملاقة، في منطقة النبطية الجنوبية، اعتبر أن "داعش باتت موجودة على مساحة واسعة في سوريا وفي العراق واليمن وسيناء وأفغانستان وباكستان وليبيا وشمالي أفريقيا وفي القطيف السعودية"، مشدداً على أنه "ليس مجموعة صغيرة"، ورأى أنه لا يوجد كيان في سوريا اسمه "جيش الفتح"، معتبراً أنهم من "جبهة النصرة" كما تنظيم "داعش". وجيش الفتح هو المظلة العسكرية التي تقاتل عدة فصائل سورية معارضة تحتها في إدلب شمال سوريا، تشكل جبهة النصرة إحداها، ويشارك فيها كل من أحرار الشام وفيلق الشام وصقور الشام وفصائل أخرى. وألمح أمين عام الحزب إلى المصير السيىء الذي ينتظر السنة والمسيحيين في لبنان، معتبراً أن "أول ضحايا داعش في لبنان سيكون تيار ونواب وقادة المستقبل"، التيار السني الأبرز في لبنان، متوجهاً للمسيحيين أيضاً بالقول: "هل مواقف قوى 14 آذار (المعارضة للنظام السوري ولتدخل حزب الله في سوريا) تحميكم من الذبح والسبي وتضمن سلامة كنائسكم؟". وأضاف: "إذا انتصر النظام في سوريا نحن نشكل لكل اللبنانيين ضمانة، ولكن لو انتصرت داعش والنصرة هل تشكلون ضمانة لأنفسكم؟". ودعا نصر الله إلى الصداقة مع إيران، مشدداً على أن "الخيار الصحيح هو أن تعتمد شعوب المنطقة على أنفسها وتثق بقدراتها، وتتعاون وتبحث عن الأصدقاء الحقيقيين، وفي مقدمهم إيران". من جهة أخرى، أكد أن "معركة القلمون مستمرة حتى يتمكن الجيش السوري ورجال المقاومة (حزب الله) من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية"، داعياً الدولة اللبنانية إلى "تحمل مسؤولية حماية أراضيها". وانتقد نصر الله إحصاء عناصر الحزب الذين يقتلون في سوريا، نتيجة مشاركتهم الميدانية إلى جانب قوات الأسد، معتبراً أنه "من المعيب أن تعدّوا علينا في معركتنا هذه شهداءنا؛ لأنه بفضل هؤلاء الشهداء أنتم تعيشون في أمان وسلام في هذا البلد".
