كتبت: شيماء حفظي تتجه القيادة التريكة، نحو تطبيق سياسة إنهاء الخلافات مع الدول المجاورة لها، في ظل تمدد نظرها حول دورها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وهو الذور الذي تسعى له تركيا خاصة منذ تولي رجب طيب أردوغان رئيس وزارء تركيا، منصبه. وبدأت رحلة توسيع نطاق علاقات تركيا مع دول الجوار، بتوطيد علاقات تركيا مع إيرانوسوريا، وذلك بعد خلافها مع إسرائيل، بعد موقعة "أسطول الحرية" وعلى الرغم من انقطاع العلاقات بين إسرائيل وأنقرة، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن تركيا اعتمدت على اللوبي الإسرائيلي في أمريكا لعرقلة إقرار أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن، واستمر الأمر مع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، كما أن تركيا كانت من أوائل الدول الإسلامية التي تعترف بدولة إسرائيل – حيث اختلفت راويتين باعتبارها أول الدول أو ثانيها بعد إيران – إلا أن أزمة العلاقات التركية الإسرائيلية تتعلق بطبيعة السياسة الخارجية للدولتين حيال قضايا الصراع في منطقة الشرق الأوسط، والسبب الرئيسي في اضطراب هذه العلاقات ارتبط بطبيعة المعادلة السياسية الداخلية، في ظل الإدارتين اليمنيتين في الدولتين وظروفهما الداخلية، من حيث توجهات القواعد الشعبية المؤيدة، وطبيعة التوجهات السياسية والإيديولوجية السائدة. ولا يشمل نفض الغبار من العلاقات الخارجية، التطبيع مع إسرائيل فقط، لكنه شمل روسيا، فقدمت تركيا اعتذارًا في يوم أن قبلت اعتذار إسرائيل عن ضحاياها، حيث أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى رسالة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان يعتذر فيه عن مقتل الطيار الروسي قائد قاذفة سو-24 التي أسقطها سلاح الجو التركي في أجواء سوريا وأضاف دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أن أردوغان أعرب في رسالته عن استعداد أنقرة لإعادة تطبيع العلاقات مع روسيا. كما أعلن أردوغان أنه تم فتحُ تحقيق بشأن المواطن التركي المتهم بقتل الطيار الروسي. «لا عزاء لحصار غزة» وفي ظل إصلاح علاقاتها مع الدول، تنازلت تركيا عن بعض مطالبها تجاه غزة وحماس ، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق إعادة التطبيع ، إن قواته ستواصل الحصار البحري على قطاع غزة بعد الاتفاق مع تركيا على تطبيع العلاقات بين الدولتين، في خطوة تظهر تنازل تركيا عن شرط رفع الحصار عن غزة لتنفيذ المصالحة. وأضاف نتانياهو خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإيطالية روما، أن استمرار الحصار "مصلحة أمنية عليا بالنسبة لنا ولم أكن مستعدا للمساومة عليها"، قائلا إن المساعدات يمكن أن تصل غزة عبر الموانئ الإسرائيلية. وقال نتانياهو إن الاتفاق يشمل منع أنشطة إرهابية تستهدف إسرائيل انطلاقًا من تركيا. وأوضح أن الجانبين يبحثان الآن إجراءات تبادل السفراء وتوقيع الاتفاق الثلاثاء، مشيرًا إلى أنه سيساهم في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب. وبحسب ما نقلته "سكاي نوز عربية" قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم إن الاتفاق مع إسرائيل سيشمل "تخفيف" الحصار المفروض على غزة لا رفعه بالكامل. وأضاف يلديريم في مؤتمر صحفي متزامن مع مؤتمر نتانياهو، أن بلاده ستوجه الجمعة المقبلة سفينة مساعدات إنسانية إلى غزة. وأشار إلى السفينة ستكون محملة بنحو 10 أطنان من المساعدات وستصل غزة عبر ميناء "أسدود" الإسرائيلي، مضيفًا :" إنه من السابق لأوانه الحديث عن اتفاق بشأن الغاز مع إسرائيل".