مبادرة مهمة من وزارة الخارجية المصرية بطلب إيضاحات حول محاولة تدخل علي الحدود. بعد أن خسر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل جيرانه وانهيار العلاقات بينه وبين روسيا واحتدام المواجهة العراقية - التركية عقب احتلال أنقرة لأراض عراقية.. قرر الرجل أن اسرائيل «في حاجة إلي بلد مثل تركيا، كما أن تركيا تحتاج أيضا إلي اسرائيل» في منطقة الشرق الأوسط! ويري أردوغان ضرورة المضي قدما في تطبيع العلاقات مع حليفه الوحيد الباقي كما يطمح في التوصل إلي وثيقة مكتوبة تضمن الالتزام بأي اتفاق! وقد ظلت تركيا دائما تعتبر نفسها الحليف الأساسي لإسرائيل في المنطقة قبل أن يتعكر صفو العلاقة بسبب هجوم إسرائيلي علي سفن تركية كانت تنقل مساعدات إلي غزة في عام 2010 ومما يلفت النظر أن تركيا تسعي منذ ذلك الوقت إلي تحسين علاقاتها مع إسرائيل.. إلي أن أعلن مسئولون اسرائيليون في منتصف ديسمبر الماضي أن اسرائيل وتركيا توصلتا إلي سلسلة من «التفاهمات» لتطبيع علاقاتهما بعد مفاوضات سرية جرت في سويسرا، كما أعلن مسئول تركي في وقت سابق أنه تم إحراز تقدم بشأن التوصل إلي إطار اتفاق بين البلدين. وكان الرئيس الامريكي أوباما قد تولي الاشراف علي «تنقية الاجواء» واجراء اتصالات بين تركيا واسرائيل، مما أسفر في عام 2013 عن قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بتقديم اعتذار شكلي إلي الرئيس التركي. وتردد بعد ذلك ان إسرائيل وافقت علي تقديم تعويض لضحايا الهجوم الإسرائيلي علي السفن التركية، الأمر الذي أدي إلي عودة سفيري البلدين إلي العاصمتين وتراجع تركيا عما أسمته بملاحقات قضائية بحق الدولة المعتدية. ولوحظ أن أردوغان ألتقي في ديسمبر الماضي مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في اسطنبول. كما لوحظ أن نتنياهو صرح بأنه حاول التوسط بين مصر وتركيا لكي يتيح لتركيا أن يكون لها دور في غزة ولكن محاولاته فشلت! والآن تريد تركيا أن يكون لها دور في قطاع غزة في ضوء العلاقة الحميمة التي تربط الحكومة التركية بسلطة حماس في القطاع! وقد يفهم المراقب ما ذكرته مصادر أمنية إسرائيلية حول اهتمام تركيا بالتقارب مع إسرائيل لشراء معدات عسكرية إسرائيلية تشمل طائرات بدون طيار وأنظمة استطلاع ومراقبة وتجسس لطائراتها المقاتلة.. كذلك قد يتفهم المرء أن تركيا تريد الحصول علي غاز طبيعي اسرائيلي بعد انقطاع الغاز الروسي.. لكن ما يصعب فهمه هو الهدف التركي من التدخل في قطاع غزة وطلب أنقرة الاضطلاع بدور رسمي في القطاع «!» واهتمام نتنياهو بأن يكون لتركيا دور في غزة! هل يمكن فصل هذا المسعي للتدخل التركي في القطاع عن موقف تركيا العدائي ضد مصر وعدم اعترافها بالسلطة الشرعية المصرية؟! وهل يمكن فصل هذا المسعي عن كون حماس أحد أفرع جماعة الإخوان الإرهابية ، وعن موقع غزة الجغرافي الملاصق للحدود المصرية؟! كلمة السر : أوهام الخلافة.