ليبيا-أرشيفية تجددت، اليوم الأحد، المواجهات بين قوات "فجر ليبيا"، التي تضم مسلحين إسلاميين، من جهة، وقوة دفاع برقة وحرس المنشآت النفطية، الموالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، من جهة أخرى، في منطقة "الكحيلة"، شرقي ليبيا، لليوم الثاني على التوالي. وقال شنينة، آمر غرفة عمليات "الشروق" (موالية لفجر ليبيا) إن القتال يدور قرب مواقع نفطية، وتقوم طائرات حربية تابعة لحفتر بقصف تجمعات قوات "الشروق"، من دون أن يتحدث عن خسائر بشرية. وأضاف أن قوات عملية "الشروق" مؤلفة من كتائب (الحلبوص والفاروق والاعصار) من مدينة مصراته، بالإضافة إلى جماعة "أنصار الشريعة" بسرت، مشيرا إلى أن العملية العسكرية جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) وبإشراف حكومة عمر الحاسي لتحرير مواقع النفط من أيدي من وصفها ب"المليشيات المغتصبة" لأرزاق الليبيين. وكان المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) قد قال، في بيان له مؤخرا، إنه تم تشكيل غرفة عمليات أطلق عليها اسم "الشروق" لتحرير الموانيء والمقار النفطية في الهلال النفطي (شرق) تفعيلا لقرار المؤتمر 42 لسنة 2013. من جهته قال بشير بوظفيرة، آمر المنطقة العسكرية الوسطى المكونة من رئاسة أركان الجيش الليبي (موالية لحفتر)، إن قواته "صدت هجوما بالأمس لقوات قادمة من مصراته حاولت التقدم باتجاه مواقع النفط، شرقي سرت". وأشار إلى أن الطائرات الحربية قصفت رتلا لسيارات مسلحة تابعة للمهاجمين مكون من سبعين سيارة وأجبرتهم على التراجع الى منطقة بن جواد المحاذية لسرت، بالإضافة إلى قصف مقار عسكرية بمدينة سرت. وحسب سكان محليون فإن منطقة "الكحيلة" لا يفصلها عن ميناء السدرة النفطي سوى 10 كيلومترات فقط، وتقع "الكحيلة" على مشارف "بن جواد" المحاذية لمدينة بسرت مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي. وشهدت منطقة الهلال النفطي، صباح أمس السبت، مواجهات عنيفة بين قوات حرس المنشآت النفطية مدعومة من سلاح الجو الليبي، وكتائب قادمة من مدينة مصراتة. ولم يتسن الحصول على إحصائيات من كلا الطرفين عن حجم الخسائر البشرية والمادية جراء هذا الاقتتال. ومنطقة الهلال النفطي هي منطقة خليج سرت الممتدة من سرت وحتى الزويتينة ، وتضم ( ميناء السدرة ، مجمع راس الانوف النفطي ، البريقة ، الزويتينة). وتبعد السدرة عن سرت شرقا بحوالي 20 كم، أما الزويتينة فيفصلها عن أجدابيا 10 كم غربا، ومساحة الهلال النفطي قرابة 300 كم. وحرس المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم جضران تكونت من قبل رئيس الوزراء السابق علي زيدان، وقامت بإغلاق آبار وموانيء النفط العام الماضي، قبل أن يعلن جضران في ديسمبر/ كانون أول من العام الماضي حكومة ظل، أطلق عليها في ذلك الحين "المكتب السياسي لإقليم برقة"، قبل أن يعلن ولاءه منذ أسابيع لمجلس النواب المنعقد بطبرق. وتدور معارك شرسة منذ أغسطس/ آب الماضي في مناطق غرب العاصمة بين قوات فجر ليبيا التي تتشكل من كتائب ثوار إسلامية، وتستمد شرعيتها من المؤتمر الوطني العام بطرابلس، والمنتهية ولايته، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والتي تستمد شرعيتها من مجلس النواب بطبرق (أقصى الشرق) والذي صدر حكم من المحكمة العليا ببطلان الانتخابات التي أفضت إليه. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).