احتفل الآلاف من أهالى محافظة الاقصر والمحافظات المجاورة، مساء الأربعاء، بالليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدي أبوالحجاج الأقصري . وأقامت وزارة الأوقاف سرادقا كبيرا داخل ساحة أبو الحجاج للاحتفال بالليلة الختامية بحضور اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر واللواء خالد فودة محافظ الأقصر الأسبق وجنوب سيناء الحالى ومحمود الشريف زعيم الأشراف والقارئ الشيخ أبو الوفا الصعيدى والشيخ محمود صديق المنشاوى الذى تلا ايات من القران الكريم وسط حضور الالاف يتقدمهم الدكتور احمد شمس الدين الحجاجى زعيم العائلة الحجاجية فيما اعتذر مفتى الجمهورية عن الحضور لسفره خارج البلاد. كما قام المئات بأداء صلاة العشاء داخل السرادق الرئيسى الذى أقامته وزارة الأوقاف للاحتفال رسميا بمولد العالم الجليل. كما تضمنت الاحتفالات ساحة خاصة للاحتفال بلعبة التحطيب الشهيرة التى يتنافس فيها العشرات من المتسابقين من الشباب والكبار أمام عدد من شيوخ اللعبة الى جانب ركوب الخيل والجمال والملاهى التى يتردد عليها الصبية والأطفال والشباب. كما شهدت شوارع المدينة حالة من الرواج التجارى حيث يقبل المئات من المواطنين على سرادقات الحلوى بانواعها والفول السودانى ولعب الأطفال كعادة سنوية لا يبارحوها ابدا . يذكر ان العارف بالله أبوالحجاج الأقصري ولد في أوائل القرن السادس الهجرى ببغداد في عهد الخليفة العباسى المقتفي لأمر الله لأسرة كريمة، ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهي نسبه إلى إسماعيل أبي الفراء بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب. يقام له مولد في الرابع عشر من شعبان من كل عام، ويحمل ذلك الاحتفال (الذي يسمى "دورة أبو الحجاج") طابعا خاصا وعادات وموروثات ترجع إلى العصور الفرعونية وتشبه طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون يخرج الناس إلى ساحة مسجد أبي الحجاج الأقصري ويتحركون منها طائفين شوارع الأقصر يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن ويمارسون التحطيب والرقص بالعصا والرقص بالخيل وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش. ومن ملامح احتفالات مولد أبي الحجاج الأقصرى، المركب الذي يجره الآلاف ويطوفون به شوارع المدينة يتبعه عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني.