عفت سعيد - داليا كامل مجدى الشاذلى - روضة فؤاد هبة مظهر فى مشهد يدعو للقلق، واصل التيار اليمينى المتطرف صعوده فى أوروبا على مدار العام، وكانت الصدمة فى النجاح المدوى لأحزاب اليمين المتطرف فى انتخابات البرلمان الأوروبى 2014، والتى حصدت ما يقرب من 100 مقعد من مقاعد البرلمان، ووجدت هذه الأحزاب المتطرفة فى عدائها للمسلمين خاصة والمهاجرين عامة سلاحا فعالا للفوز فى الانتخابات والذى تجسد فى المحاولات المستمرة للنيل من المسلمين ووصفهم بالتطرف. وجاء الفوز الكبير لحزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف بقيادة مارين لوبان ليشكل زلزالا سياسيا جعل الحزب المتطرف القوة السياسية الأولى فى فرنسا متقدما على الحزب الحاكم، وهو المعروف بعدائه للمهاجرين وتقديمهم كفرنسيين مشبوهين وحاقدين حيث وصفت «لوبان» سياسة الهجرة المعتمدة فى بلادها بالسياسة المجنونة التى سمحت ببقاء المسلمين الأجانب على أراضيها ووعدت بطرد كل المهاجرين القادمين لأوروبا على نفس القوارب التى جاءوا على متنها إلى بلدانهم. وفى هذا السياق، زعم استطلاع للرأى أن 16% من المسلمين فى فرنسا يتعاطفون مع تنظيم الدولة الإسلامية داعش وهو ما تلقفه اليمين المتطرف الفرنسى من أجل تخويف الفرنسيين منهم كدليل على صحة ما يدعيه الحزب بشأن التطرف المزعوم لمسلمى البلاد، هذا فى الوقت الذى أظهرت فيه الاستطلاعات تصدر لوبان الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى حال أجريت قريبا. ولم يقتصر صعود اليمين المتطرف فى أوروبا على فرنسا فقط، بل حدث هذا أيضا فى عدد من البلدان المحورية فى القارة منها بريطانيا حيث شن حزب استقلال الأمة حملة شرسة للتشديد على قوانين الهجرة محملا المهاجرين الأزمة الاقتصادية، كما حقق حزب الديمقراطيين المتطرف فى السويد وحزب جوبيك اليمينى المجرى نجاحات كبيرة فى هذه الانتخابات، وكذلك حزب الحرية فى هولندا الذى يقوده النائب خيرت فيلدرز صاحب أزمة حرق المصاحف. وتشهد عدد من الدول الأوروبية منذ أشهر مظاهرات واحتجاجات مستمرة تطالب بخروج المهاجرين والتحذير من أسلمة أوروبا. ويأتى فى مقدمتها ألمانيا حيث تشهد منذ أكثر من شهرين خروج مظاهرات مناهضة للمسلمين فى مدينة دريسدن شرق البلاد وغيرها من المدن الألمانية يوم الاثنين من كل أسبوع والتى بدأت فى تنظيمها مجموعة يمينية متطرفة تضم بين أعضائها العديد من النازيين الجدد تطلق على نفسها «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» وتعرف اختصارا باسم «بيجيدا»، وما يثير القلق أن هذه المجموعة المتطرفة نجحت فى آخر تظاهراتها فى استقطاب أكثر من 15 ألف شخص، كان أكثرهم من المواطنين العاديين المستاءين من تدفق المهاجرين، فى حين أظهر استطلاع للرأى أجرى مؤخرا فى ألمانيا أن 49% من الألمان يتعاطفون مع حركة «بيجيدا» ضد الأسلمة بينما قال 30% إنهم يدعمون أهداف المتظاهرين بالكامل. كما باتت بلجيكا تشهد كل أسبوعين على الأقل أفعالا يمكن وصفها بالإرهاب والكراهية للإسلام حيث ارتفعت نسبة الهجمات المعادية للمسلمين إلى20% خلال العام الجارى. والخطر الأكبر أن هذه الجماعات المتطرفة تتواصل مع بعضها البعض بشكل مكثف لتبادل الأفكار والنصائح، حيث شهد هذا العام فى أيامه الأخيرة فى أوروبا مؤتمرا للحزب اليمينى المتطرف الفرنسى فى مدينة ليون الفرنسية بحضور الأحزاب اليمينية المتطرفة من أنحاء أوروبا، وتكاتفت هذه الأحزاب على هدف واحد هو تأجيج العداء ضد الأجانب وخصوصا العرب والمسلمين، الأمر الذى جعل بعض الحقوقيين يتوقعون مزيدا من التضييق على المسلمين خلال العام الجديد 2015، وقد يشمل ذلك حدوث ممارسات عنصرية ضدهم.