أعلن المهندس هانى ضاحى وزير النقل فى مؤتمر وزراء النقل العرب عن ترحيبه بوزير النقل القطرى قائلا فى المؤتمر إن مصلحة العرب الاقتصادية هى الأهم والأبقى وأنه لا اقتصاد فى السياسة ولا سياسة فى الاقتصاد وكان ذلك يوم الثلاثاء الماضى بمقر الأكاديمية العربية فى «أبو قير». وبعد يومين أعلن الوزير ضاحى عن عدم تجديد اتفاقية الرورو مع تركيا والتى تنتهى فى إبريل 2015 بعد مرور ثلاث سنوات على توقيعها وتنص بعض بنود هذه الاتفاقية على استخدام الموانئ المصرية كتجارة ترانزيت لنقل البضائع التركية من ملابس ومواد غذائية وأثاث لدول الخليج بعد أن تفاقمت الحالة الأمنية السيئة فى سوريا التى كانت تنقل عن طريقها البضائع التركية برا. ولا أحد يدرى سر تغير اتجاهات المهندس ضاحى بين حالة قطر وحالة تركيا إلا إذا كان ذلك راجعا إلى اعتبار قطر دولة عربية وتركيا دولة غير عربية ونحن ضد كل اساليب أردوغان وأمير قطر مهما كانت إمكانيا تهما لتدخلهما السافر فى شئوننا وتحريض داعش وأخواتها على بث الفزع والخوف فى الشعوب المسالمة والحريصة على عدم التدخل فى شئون جيرانها، واتفاقية الرورو المصرية التركية تتضمن ضخ استثمارات صناعية فى المدن الصناعية فى برج العرب والعاشر وإلغاء هذه الاتفاقية ستؤثر سلبا على العمالة المصرية التى تعمل فيها. كما أن أردوغان يمثل اتجاها متطرفا ولا يعبر عن الشعب التركى. وكنت أتصور أن مقولة وزير النقل عن قطر ستسرى على تركيا على اعتبار أنهما وجهان لعملة واحدة. ولكنها حالة ازدواحية ليس لها مبررات منطقية، كما أن هناك حالة فريدة فى التعيينات التى جرت مؤخرا فى هيئات الموانئ بعد تركها حوالى شهرين بدون قيادات تدير العمل بها وتقود مشروعات التطوير بها. وجاء قرار تعيين اللواء مهندس هشام أبو سنة وكيل وزارة الإسكان رئيسا لموانئ البحر الأحمر صادما وهذه أول مرة منذ 33 عامًا يأتى رئيس ميناء من وزارة الإسكان أم من غيرها على اعتبار أن طبيعة عمل رئيس الميناء أن يكون ملما بالخطوط الملاحية وعلى دراية بأنشطة النقل البحرى وهذا لا يتوافر فى المهندس أبو سنة لأنه مهندس مدنى ولا علاقة له بالنقل البحرى من قريب أو بعيد. ونحن نقدر الجهود المضنية التى يبذلها المهندس ضاحى فى خروج السكة الحضيض من عثرتها والارتقاء بها لتستعيد ثانى سكة حديد على مستوى العالم بعد انجلترا عظمتها ورونقها وانضباطها حيث كان المصريون يضبطون ساعاتهم على مواعيد إقلاع أو وصول القطارات. ويحتاج المهندس ضاحى إلى روية وتمهل فى اختيار قيادات النقل البحرى والرجل معذرور فليس لديه خبرة ودراية بالنقل البحرى ولكن الأمور تحتاج إلى وقفة جادة مخلصة لأنه من العبث أن تملك مصر حوالى 40 ميناء تجاريًا وتخصصيًا وتحصل منها على عائد أقل من مليار جنيه سنويا!!