رفض سياسيون المصالحة التى طرحها البرلمانى السابق محمد العمدة بعد خروجه من السجن، كما أكدوا أن خروج حزب الوسط من التحالف المسمى ب «دعم الشرعية» مجرد حيلة للتسلل إلى مجلس الشعب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والالتفاف مرة أخرى على إرادة الشعب التى خذلت محمد مرسى وجماعته الإرهابية ولعل ما كتبه أحمد المغير على صفحته ب «الفيس بوك» يوضح إلى حد كبير كيف تفكر الجماعة فى هذه المبادرات ومنها تحديدًا مبادرة محمد العمدة وحزب الوسط.. فقد وصف القيادى الإخوانى الهارب أحمد المغير مبادرة محمد العمدة النائب البرلمانى السابق، للمصالحة الوطنية، قائلًا إنها ليست مبادرة العمدة، إنما هى نتاج مناقشات حدثت بين قيادات تنظيم الإخوان والغرب فى لندن، مضيفًا أن العمدة ما هو إلا ممهد ومرسال للمبادرة فقط. بعد انفصال «الوسط» عن «الشرعية».. ومبادرة «العمدة» وتابع المغير عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قائلًا: «إن بعض قيادات الإخوان كان يريد الاستسلام للأمر الواقع عقب 30 يونيو، فى إشارة منه إلى أحداث 30 يونيو، وعزل محمد مرسي»، مضيفًا أن تلك القيادات لم يتم اعتقالها، ومنهم محمد على بشر، وعمرو دراج ومحمود حسين. وتابع المغير، قائلًا، إنه بعد صعود الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وماحققته من انتصار _حسب وصفه _ تم تهديد أعضاء جماعة الإخوان بتصنيفهم كجماعة إرهابية فى بريطانيا، وأن هذا التصنيف لو جرى يؤدى إلى إغلاق كل مؤسسات الجماعة وجمعياتها وشركاتها الاقتصادية فى كل أنحاء العالم، مضيفًا أن هناك عدة اجتماعات عقدت فى لندن بين ممثلين عن الحكومة، وإبراهيم منير ومحمود حسين، من أجل مناقشة الأمر ضمن أمور أخرى مثل ملف غزة وانضمام إخوان سوريا للتحالف الدولى فى القتال ضد النظام السورى القائم وأضاف المغير»أنه تم اقناع عدد من قيادات الإخوان فى السجن بالمبادرة، وخرج حلمى الجزار مع العمدة فى نفس التوقيت، وجارٍ محاولة إقناع الجزء الآخر الذى ما زال رافضًا حتى الآن وبإصرار، وما أعلمه أن الرفض قادم من الدكتور بديع والشاطر وعاكف بشكل أساسي، وما زالت المحاولات مستمرة لكنى لا أعلم بالضبط ما سيحدث إذا أصروا على الرفض». من جانبه قال د.جلال مرة الأمين العام لحزب النور، إن انسحاب حزب الوسط من تحالف المعزول يعد تأكيدًا على إخفاق التحالف فى إحداث تغيير فى المشهد السياسى وعلى إخفاق تجربة التحالف بشكل عام ويشكل ورقة ضغط على القوى المشاركة فيه للبحث عن خيار آخر. وأضاف أن انسحاب الوسط من التحالف سيفتح الباب أمام خروج قوى أخرى من التحالف من بينها حزب الوطن والجماعة الإسلامية مما سيكتب نهاية هذا التحالف بل قد يقنع الإخوان بالتعاطى بشكل إيجابى مع مبادرات المصالحة الوطنية التى تطرحها قوى وطنية وشخصيات عامة. وتابع «لقد حذرنا كثيرًا من الرهان على الشارع لحسم الصراع لما ينتج عنه من سقوط ضحايا وليت جماعة الإخوان استمعت إلينا لكنا قد حافظنا على استقرار الوطن وحقنا الدماء التى أريقت دون تحقيق أى هدف». بينما اعتبر الدكتور أنور عكاشه القيادى الجهادى السابق أن انسحاب حزب الوسط ممما يسمى ب»تحالف دعم الشرعية»، أكد فشل التحالف فى تحقيق أهدافه وإخفاقه فى تحقيق أى اختراق فى الساحة السياسية طوال أكثر من عام. وأشار إلى أن نقل الإخوان المعركة للخارج والرهان على الغرب وخصوصا واشنطن الساعية لتحقيق مصالحة ولو على حساب الأمن القومى المصرى دفع قوى عديدة لإعادة النظر فى خياراتها فى ظل الفشل الذريع لجماعة الإخوان فى إدارة المشهد. وأشار المرة إلى أن الوسط أدرك أنه لا توجد احتمالات لعودة عقارب الساعة للوراء مجددا، فأراد أن ينقذ سفينة الحزب الغارقة، لاسيما مع عدم وجود قناعة لديه بجدوى الاستمرار فى التحالف أو فعاليته فى الساحة السياسية. ولم يستبعد أن تكون رغبة الحزب فى إيجاد تسوية لأزمة المهندس أبو العلا ماضي، ونائبه عصام سلطان، أحد أسباب قرار الانسحاب من التحالف لا سيما أن ماضى وسلطان لم تتم إحالتهما حتى للمحاكمة ويتم تجديد حبسهما بشكل دورى وأن تتبع خطوة انسحاب الوسط خطوات مماثلة من أحزاب أخرى مثل «الوطن» و»البناء والتنمية»، فى ظل رغبة هذه القوى فى عدم دفع فاتورة الإخوان لاسيما أن سيناريو حل «الحرية والعدالة»، ما زال ماثلا أمام هذه القوى. وقال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل الديمقراطى والمنسق العام لتحالف التيار المدنى أن خروج حزب الوسط من تحالف دعم الإرهاب هو خروج تكتيكى لخداع الشعب المصرى وتمكين الإخوان من ترشح كوادرها غير المعروفة باسمه والوصول الى مجلس النواب وبالتالى نرى التواجد مرة أخرى والالتفاف على عزل الشعب لجماعة الإخوان. وأضاف أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان هو الذى قرر فك وحل تحالف دعم الإرهاب بعد ان فشل فشلا ذريعا فى تحقيق أى هدف من أهداف الجماعة وفقد دوره وتأثيره لذا فما يحدث هو سيناريوهات مكتوبة فى انقرة ويجرى تمثيلها فى القاهرة. محاولة يائسة فيما اعتبر المستشار أحمد جبيلي، رئيس حزب الشعب الديمقراطى أن انسحاب الوسط محاولة يائسة لدخول البرلمان، مشيرا إلى أن الحزب لم يعد لديه أعضاء أو قيادات تستطيع أن تكون ظهيرا سياسيّا يعتمد عليه. وقال: «الحزب لا وجود له ولن يستطيع دخول البرلمان لأنه يعانى مثل الإخوان من الغباء السياسى». سمير العركى القيادى بالجماعة الاسلامية وجه نقدًا حادًا للجماعة الإرهابية بسبب غموض موقفها من مبادرة محمد العمدة، وعدم إعلان أى موقف رسمي، خاصة، بعد تصريح العمدة من أنه تشاور مع قيادات الإخوان فى السجون. واستنكر، موقف الجماعة، متسائلا «لماذا لم يصدر عن جماعة الإخوان نفى صريح قاطع عن وجود أى علاقة لها بمبادرة محمد العمدة؟، ولماذا لم تصدر تكذيب حول ما ذكره عن استشارته عددا من قيادات الإخوان، وتقول بشكل قاطع إن كلامه غير صحيح!! أو تعلن أن ذلك تم بشكل شخصى مثلا !!». وأضاف: «أليس من حقنا على الإخوان ونحن فى قارب واحد أن نعرف ما يجرى ومن حقنا أن يشفوا صدورنا بنفى صريح ؟». وأشار إلى أن تنظيم الإخوان وحزبه المنحل «الحرية والعدالة» غير متفقين على رؤية وموقف واحد، مضيفا «فى الوقت الذى أكد الدكتور عمرو دراج وهو شخصية مرموقة فى التنظيم والحزب لقناة الجزيرة أن السيسى كان يميل إلى الحل السلمى للأزمة، وأنه لم يكن يعلم بما جرى فى فض رابعة، ولم يكن له دور. مصيرها الفشل وانتقد حمدى الفخراني، عضو مجلس الشعب السابق، مبادرة محمد العمدة، النائب البرلمانى السابق، التى أعلن عنها للصلح بين الإخوان والنظام الحالي، مؤكدًا أن مصيرها الفشل وستلقى تجاهلا من الرئاسة المصرية والنظام الحالي. وأضاف أن قبول مبادرة العمدة للتصالح مع جماعة «الإخوان» أمر صعب تحقيقه، خاصة أن المبادرة أطلقت من شخص غير مرغوب فيه فى الوسط السياسي، ووقف ضد إرادة الشعب المصرى فى 30 يونيو. وتابع أن مبادرة العمدة مرفوضة من الشعب المصري، خاصة أنها خلت من الشروط الأساسية التى اتفق عليها الشعب المصري، وهى قطع العلاقات مع التنظيم الدولي، والاعتذار للشعب عما صدر منهم، إضافة إلى المحاسبة قبل المصالحة، وأخيرًا إقرار جماعة الإخوان بأنهم تسببوا فى إراقة دماء المصريين، ودمروا المنشآت والمباني، وقتلوا رجال الشرطة والجيش.