مخاوف من مصير "الحرية والعدالة".. الاعتراض على تشكيل المجلس الثوري.. والبحث عن تسوية للإفراج عن ماضي وسلطان على الرغم من أن هذه الخطوة كانت متوقعة منذ وقت طويل، منذ خروج مواقف وتصريحات من رموز بالحزب تقلل من أهمية "التحالف الوطني لدعم الشرعية" وتطرح تساؤلات حول جدوى الرهان عليه لإحداث تغيير فى المشهد السياسي، إلا أن قرار حزب "الوسط" بالانسحاب جاء ليفاقم حالة الارتباك التي تهيمن على التحالف. وربط مراقبون بين قرار الحزب الانسحاب من التحالف، وإصدار المحكمة الإدارية العليا منذ أسبوعين قرارًا بحل حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، في ظل مخاوف من مواجهة نفس السيناريو، فضلاً عن السعي لإيجاد تسوية بخصوص رئيس الحزب المهندس أبوالعلا ماضي ونائبه عصام سلطان، المحبوسين حاليًا. وجاء قرار الانسحاب في ضوء تحفظات الحزب على استمرار التحالف، وضرورة وجود تغيير حاسم وقوي في آليات التحالف للتعاطي مع الأحداث الراهنة، والانفتاح بصورة أكبر على الساحة السياسية، والتنازل عن بعض المطالب التى يرفعها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، فضلاً عن خوض الانتخابات البرلمانية، الأمر الذى قللت جماعة "الإخوان" من أهميته بل إن الجماعة استبقت القرار بتأسيس المجلس الثورى لتفريغ أى انسحاب من التحالف من مضمونه وإيجاد كيان بديل يحظى بدعم الغرب. بل إن مقربين من قيادات حزب "الوسط" بالخارج أكدوا أن اعتراض هذه القيادات على الطريقة التى تم بموجبها تشكيل "المجلس الثوري المصرى" كانت من الأسباب التى حدت بهم لاتخاذ هذا القرار الصعب فى هذا التوقيت الذي رفضه رموز التحالف، باعتباره يصب فى صالح نظام ما بعد الثالث من يوليو، فضلا عن حال الاستياء من احتمالات خوض الحزب انتخابات مجلس النواب باعتباره "خيانة للثورة". وقال عمرو عادل، عضو الهيئة العليا لحزب "الوسط"، إن "الأسباب الحقيقية لانسحاب الحزب من التحالف الوطنى لدعم الشرعية هو محاولة لتوسيع المظلة الثورية بعيدًا عن التحالف الوطني"، مشيرًا إلى أن قيادات الحزب رأت ضرورة تدشين كيان آخر كي تستمر ثورة 25 يناير. وأضاف أن "الحزب طوال الفترة الماضية شهد حالة من الجدل حول الاستمرار فى التحالف أو الانسحاب وقد اتخذ الحزب القرار بشكل مؤسسى وسيظل التحالف شخصية اعتبارية متجاوزة للأحزاب وأحد الرموز المهمة لقيادة الثورة المصرية". غير أن وجهة النظر هذه قوبلت برفض من سمير العركي، القيادي ب "الجماعة الإسلامية"، الذى رأى أن "انسحاب حزب الوسط من عضوية تحالف دعم الشرعية لم يشكل مفاجأة له بل إن حزب الوطن سيلحق بالوسط قريبًا". واستغرب العركي المبررات التي ساقها الحزب للانسحاب بالبحث عن إنشاء مظلة وطنية رحبة تجمع كل القوى الوطنية والسياسية دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، متسائلاً: هل مارس التحالف إقصاءً لأي طرف سياسى رغب فى الانضمام إليه؟!! وتساءل العركي هل المطلوب إنشاء كيانات جديدة بعيدًا عن الإخوان حتى ترضى بعض القوى الأخرى، معتبرًا أن تعدد الكيانات يصب فى صالح خارطة الطريق كما صب فى صالح نظام مبارك عقب الإطاحة به. فى السياق ذاته، اعتبر محمد أبوسمرة، الأمين العام ل "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، أن "انسحاب حزب الوسط من تحالف دعم الشرعية أكد فشل التحالف فى تحقيق أهدافه وإخفاقه فى تحقيق أى اختراق فى الساحة السياسية طوال أكثر من عام". وأشار إلى أن "نقل الإخوان المعركة للخارج والرهان على الغرب وخصوصًا على واشنطن الساعية لتحقيق مصالحة ولو على حساب الأمن القومي المصرى دفع قوى عديدة لإعادة النظر فى خياراتها فى ظل الفشل الذريع لجماعة الإخوان فى إدارة المشهد". ولم يستبعد أن تكون رغبة الحزب فى إيجاد تسوية لأزمة المهندس أبو العلا ماضي، ونائبه عصام سلطان، أحد الأهداف من وراء قرار الانسحاب من التحالف، لاسيما أن ماضي وسلطان لم تتم إحالتهما حتى للمحاكمة ويتم تجديد حبسهما بشكل دوري. يأتي هذا وسط توقعات بصدور بيان من حزب الوطن "السلفى" خلال ساعات يعلن خلاله الانسحاب من "تحالف دعم الشرعية"، لاسيما أن الحزب لم يرد بقوة على الأنباء التى تتردد عن خروجه من التحالف. وأشارت المصادر إلى أن الهيئة العليا لحزب "الوطن" أيدت المشاركة فى انتخابات مجلس النواب منذ فترة، فضلاً عن مقاطعة الحزب لمظاهرات فض رابعة والنهضة بشكل أكد وقوع الطلاق بين الطرفين. وأوضحت المصادر أن قرار انسحاب الوطن من التحالف اتخذ بعد عودة الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، ومساعد الرئيس المعزول محمد مرسى، من تركيا وقطر بعد رفض قيادات التحالف، التعاطي بإيجابية مع مبادرته للمصالحة مع الدولة وتمسكهم بعودة مرسي. فيما رجح عمرو عمارة، منسق تحالف الإخوان المنشقين، أن "تشهد الأيام القادمة انهيار التحالف الوطنى لدعم الشرعية مع توالى الانسحابات المستمرة منه بعد خطوة حزب الوسط". وتابع "خطوة انسحاب حزب الوسط سيتبعه قريبًا خروج باقي أحزاب دعم الشرعية"، واستدرك "الأيام القادمة ستؤكد أن شباب الإخوان المنشقين كانوا على الحق عندما طرحوا المبادرة.. وأن الهجوم علينا من أفراد دعم الشرعية كان كاذبًا وهو ما سيثبته التاريخ".