هتلر الزعيم النازى الألمانى الشهير كانوا يطلقون عليه «سيد التلاعب بالعقول» وعندما سأله أحدهم: كيف تستطيع سيدى القائد أن تسيطر على الجماهير الغفيرة.. وكأنها مسحورة بما تقول؟.. أجاب هتلر: يكفى أن أتوجه إلى أغباهم وإلى أسفل ما فيهم الغدد الدمعية والجنسية وأربح دائمًا. وعندما سأله: وماذا أنت صانع مع الفئة التى فشلت فى غزوها ولم تبلغ الطعم؟.. أجاب: بنفس الثقة هؤلاء أنا أعرف أيضًا كيف أتعامل معهم. وقد قال خبراء الإعلام فى أمريكا وأوروبا وأغلبهم من اليهود الصهاينة: علينا أن نتعامل مع المتفرج على أنه «عيل» إذا قدمت له الحلوى والدواء اختار الحلوى بدون تفكير، وقد تكون هى سبب مرضه، فهل يدهشك بعد ذلك إذا عرفت أن الحقيقة قد تحولت إلى سلعة تباع وتشترى فى دكاكين الفضائيات والصحف التى تفخر كلها بأنها تقدم الحقيقة وهى أبعد ما تكون عنها. ولا بأس فى ذلك بإحضار كومبارس لكى تحكى على الملأ كيف تم اغتصابها، ويجب أن تتكلم بالتفصيل.. لأن مادتها مثيرة وجاذبة للإعلان.. وما أدراك ما الإعلان إنه المتحكم الأكبر فى البرامج والمسلسلات.. فهل لاحظت مثلا أن نشرة الأخبار فى قناة يمتلكها أحد أباطرة الإعلانات قد اختار لها لبنانية.. مفتوحة الصدر والأنف والأذن والحنجرة.. لكى تقدم نشرة الأخبار وكأنها تقدم عرضا للأزياء.. ومنذ أيام نشرت جريدة الأخبار صورة شبه عارية كالمعتاد لمن تسمى «هيفاء» وهى فى العامية «هايفة» تعترض على من انتقدوا صورتها العارية على موقع انستجرام وهاجمت كل ناقد وقالت لهم فى تعليق أخير: أنتم لا تستحقون إلا صور الخنازير ولا تقدرون الجمال! هكذا ظلت تكذب على نفسها وعلى الناس عبر الإعلام، فظنت أنها فينوس ربة الجمال.. ونسيت أنها مصنوعة ووقت أن تنتهى صلاحية المواد الحافظة سوف تظهر البضاعة على حقيقتها بعد فوات الأوان، لأن «هايفة» كانت محلا للجدل والنقاش.. بفيلمها «حلاوة روح» وما فيه من انهيار أخلاقى فإذا بها تطل على الملايين فى بيوتها خلال شهر رمضان وكأنها تخترق السلاسل والقيود التى يتم وضعها فى الشهر الفضيل لإبليس وشركائه.. والسؤال: من الذى يدفع؟.. وإذا كانت جموع الناس رافضة للست وأمثالها فمن الذى يشترى ويمول؟ المفكر الفرنسى الراحل «روجيه جارودى» فى كتابه «حفارو القيود» يشرح لنا كيف استخدمت أمريكا الشاشة الصغيرة لاحتلال الدول عن بعد ونشر ثقافة التفاهة والأكاذيب فلا تندهش بعد ذلك إذا رأيت المسلسلات قد تكدست كلها فى شهر الله والعبادات دون سائر أشهر السنة إلا أنها استراتيجية تحويل رمضان إلى كرنفال للسهر والشيشة والسحور الراقص.. ولا تعجب من برامج المقالب التى تدعى أنها تريد تسليتك وهى فى الحقيقة تهدم قيم الشهامة والجدعنة والنخوة فأنت إذا حاولت أن تساعد سيدة فى مأزق ستجد من يخرج عليك لكى يتهمك بأنك تعاكسها، وهناك من يشهد عليك.. ثم بعد أن يجف دمك ويتوقف قلبك يسألونك هل نذيع؟.. فإذا كان الضيف فى برامج المقالب من الفنانين فهو يعرف مسبقا وكم سيتقاضى وعن إيه؟ وماذا سيصور؟.. وهى كذبة وخديعة! ثم ما المدهش فى ذلك وأمريكا أيام بوش ووقت حرب الخليج كانت هى التى أوحت لصدام أن يغزو الكويت وهى التى جاءت مسرعة لكى تحاربه وتخرجه من الكويت.. ولأن الرأى العام الأمريكى لم يكن متعاطفا مع بوش فى حربه تلك.. أحضروا ابنة السفير الكويتى فى الأممالمتحدة وظهرت على التليفزيون فى محطة شهيرة وأدعت أن الجنود العراقيين اقتحموا بيتها وقتلوا أسرتها واغتصبوها، وقالت أيضًا إن الجنود العراقيين اختطفوا 22 مولودا من مستشفى للولادة كانوا داخل الحضانات وتركوهم يحتضرون بعدما تم إلقاء هؤلاء الرضع أرضًا. وبعد انتهاء الحرب انكشف المستور واتضح أن القناة تلاعبت بعقول 250 مليونًا من الأمريكان مقابل عشرة ملايين دولار تم دفعها للمحطة التى أذاعت اللقاء مع الفتاة والقصة كلها مفبركة واستعان بها بوش الكذاب الأكبر فى عدة أحاديث. والاستراتيجية دائمًا وأبدًا تفريغ العقول العزف على وتر السطحية والتفاهة ومن هنا انتشرت صحافة النميمة وفضائح غرف النوم التى تقوم بعض الفنانات بتسريبها عن أنفسهن.. طلبا للمزيد من الشهرة. فهل تذكر تلك الراقصة التى تم تسريب مشاهد جنسية لها من داخل غرفة نومها وكانت النتيجة أن ارتفعت أسهمها فى سوق التمثيل والرقص وارتفع أجرها أضعافا وتلك التى تمثل وترقص وتقدم البرامج.. وشاهد الملايين فضيحة جنسية لها على اليوتيوب كانت بطلتها مع شلة من الملاحيس أصحابها، ورأينا كيف زادت انتشارًا وأجرا وكأن هذه الكائنات تنمو وتتغذى على الفضائح.. وهذا ما وصفه جارودى بثقافة «الانحطاط» التى تعتمد دائمًا وأبدًا على صناعة الغباء.. وقانونها ذلك المثل الشعبى الخالد (وقلت له يا بابا علمنى الخيابة.. قال لى تعالى يا ولدى فى الهيافة واتصدر). وبسبب استغراقنا فى الهيافة مع هايفة وأشكالها انقسمنا بسهولة وتفرقت بنا السبل وهو المطلوب لذلك كانت أمريكا تمول منظمات ما يسمى بالمجتمع المدنى لكى تمارس أنشطتها فى مجالات بعينها منها تنظيم النسل خوفا من زيادة أعداد المسلمين.. ومنها التحرش.. ليس خوفا على البنت واحترامها، ولكن من أجل أن تخرج إلى الشارع على كيف كيفها فلا نلومها بسبب لحمها المكشوف، ولكن نقبض على الجائع العاطل المحروم ونطالبه بأن يتفرج فقط من بعيد لبعيد. فلا عجب بعد ذلك استوردنا اللب والسودانى وأكل الكلاب والقطط بالمليارات، ثم نتسول لإنقاذ اقتصاد مصر. بكم تدخن؟ وكم تكسب شركة الكازوزة اليهودية لمجرد أنها خاطبت العقول التافهة وكتبت الأسماء على علب المياه الغازية وداعبت الفارغين والأغبياء بالمسابقات.. وبرامج القمار.. ثم أرسل برسالة لكى تصلك آخر نكتة.. اتعرف ماذا تقول: مرة واحد غبى أراد أن يتخلص من هذه الصفة.. فسمى نفسه «ذكى»!