«طارق» رجل لم يبلغ الخمسين من عمره بعد.. يعمل عاملا فى إحدى الورش يكسب قوت يومه بالكاد.. وكثيرا لا يكفى هذا الكسب احتياجات الأسرة المكونة من زوجة وطفلين.. ومع ذلك يكافح من أجلهم.. يحمد ويشكر الله دائمًا على أى شىء وكل شىء.. الحياة تسير كالسفينة فى بحر هادئ لا يعكر صفوه إلا بعض المتاعب التى تواجه الأسرة وفجأة تحول هذا البحر إلى بحر متلاطم الأمواج عواصفه تكاد تقلب هذه السفينة.. كانت عاصفة قوية هزتها بشدة وعنف أصيب رب الأسرة بالمرض وأصبح غير قادر على العمل لتوفير قوت الأسرة اليومى.. وارتبكت الحياة واختل نظام الأسرة.. وقع عبء الأسرة وتحمل مسئولية البيت والأولاد على الأم.. ولكن هل كل زوجة وربة بيت وأم لديها القدرة على تحمل المسئولية، خاصة عندما تكون الأسرة من الأسر الفقيرة.. هنا تجد الزوجة نفسها فى مفترق الطرق من أين توفر احتياجات الأسرة والأبناء.. تجلس وحيدة تفكر ويمر شريط حياتها مع شريك الحياة أمام عينيها.. تزوجته وهو فى الثانية والثلاثين من عمره.. كان يعمل ويكد من أجل الزوجة التى وافقت على أن ترتبط به بالرغم من فقره وعمله غير المنتظم، بل كانت سعيدة به راضية بما قسم الله لها به وعاشت معه حياة حلوة أحيانًا ومرة كثيرًا ورزقهما الله بطفلين وكلما رُزق بطفل حاول أن يزيد عمله ويحرص على عدم التهاون حتى يستطيع أن يوفر لهم لقمة العيش ويوفر احتياجات البيت.. يخرج من بيته صباحا سعيدا بابتسامات أطفاله ويعود مساء متعبا.. مجهدا وبالرغم من ذلك فهو مسرور لأنه يستطيع تلبية طلبات الزوجة والأطفال ولكن دوام الحال من المحال.. فقد بدأ يشعر بالتعب والوهن.. كان يحاول ألا يشعر الزوجة بأنه يتألم حتى لا تطلب منه أن يستريح ولو ليوم واحد فهو يعلم جيدًا أنه لن يستطيع أن يوفر ما يسد له الأفواه والبطون الجائعة يوما بعد يوم حتى وصل به الحال إلى عدم استطاعته الحركة بسبب الآلام التى داهمته.. حاولت الزوجة بشتى الطرق مساعدته للتغلب عليها.. ولكن الحالة تدهورت به فقد أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة ونوبات قىء متكرر، بل زاد الأمر سوءًا عندما تورمت قدماه وأصبح غير قادر على الوقوف واضطرت الزوجة للاستدانة من الأهل وحملته إلى المستشفى وبدأت رحلة عذاب.. فقد طلب الطبيب إجراء تحاليل وعندما عادت بها طلب أشعة على المسالك البولية والتى أثبتت الفحوص أنه مصاب بفشل كلوى بسبب إصابة قديمة بالبلهارسيا وتعرضه للتلوث وأن علاجه الوحيد هو الغسيل الدموى ثلاث مرات أسبوعيا وهكذا أصبح لا حول له ولا قوة.. واضطر إلى ترك العمل والنوم بالمنزل.. فهو منهك القوى غير قادر على الوقوف على قدميه بسبب جلسة الغسيل الدموى التى تستغرق أكثر من أربع ساعات يظل طوالها أسير جهاز الغسيل، فهو نائم بدون حركة على الكرسى المخصص لذلك وعندما تنتهى الجلسة يكون قد انتهى ليعود إلى بيته محطما شاردا فهو يفكر كيف يفى باحتياجات الأولاد والزوجة.. وقد أصبح غير قادر على العمل.. قلب الزوجة يتمزق على الزوج المريض من ناحية وعلى طفليها الصغيرين من ناحية أخرى فمعاش الزوج التأمينى 430 جنيها وهذا المبلغ لا يكفى لسد احتياجات ومصاريف المرض وسد رمق الأسرة.. ولا تجد أمامها حلا سوى أن تطلب وزوجها المساعدة من أهل الخير، فهل تجد هذه الأسرة من يساعدها ويقف بجوارها؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.