عجز.. مرض..أبناء..فقر.. هذه الكلمات كلها عندما تجتمع فهى تؤدى لا محالة إلى الألم المعنوى.. والذل .. خاصة عندما يكون الأب رب الأسرة هو المريض ويصبح غير قادر على العمل ليوفر لأسرته قوت يومها.. وفى هذه الحالة ترتبك الحياة ويختل نظام الأسرة.. خاصة عندما تكون المهنة التى يعمل بها ليست مهنة وعملا دائما ولكنه عمل غير منتظم.. وهنا يقع عبء الأسرة وتحمل مسئولية البيت والأولاد على الأم.. ولكن هل كل زوجة وربة منزل وأم لديها القدرة على تحمل المسئولية خاصة عندما تكون الأسرة من الأسر الفقيرة هنا تجد الزوجة نفسها فى مفترق الطرق من أين توفر احتياجات الأسرة والأبناء وهذه حالة طارق الشاب الذى يبلغ من العمر الثانية والأربعين..والذى تزوج وهو فى السابعة والعشرين من عمره وكان يعمل ويكد من أجل الزوجة التى وافقت على ان ترتبط به بالرغم من فقره وعمله غير المنتظم بل كانت سعيدة به راضية بما قسم الله لها به وعاشت معه حياة حلوة أحياناً ومرة كثيراً ورزقهما الله بالبنين وكلما رُزق بطفل حاول أن يزيد من عمله ويحرص على عدم التهاون حتى يستطيع أن يوفر لهم لقمة العيش ويوفر احتياجات البيت.. يخرج من بيته صباحاً سعيدا بابتسامات أطفاله ويعود مساء متعبا.. مجهدا وبالرغم من ذلك فهو مسرور لأنه يستطيع تلبية طلبات الزوجة والأطفال ولكن دوام الحال من المحال.. فقد بدأ يشعر بالتعب والوهن.. كان يحاول ألا تشعر الزوجة بأنه يتألم حتى لا تطلب منه أن يستريح ولو ليوم واحد فهو يعلم جيداً أنه لن يستطيع أن يوفر ما يسد به الأفواه و البطون الجائعة يوما بعد يوم حتى وصل به الحال إلى عدم استطاعته الحركة بسبب الآلام التى داهمته، حاولت الزوجة بشتى الطرق مساعدته للتغلب عليها.. ولكن الحالة تدهورت به فقد أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة ونوبات قىء متكرر بل زاد الأمر سوءا عندما تورمت قدماه وأصبح غير قادر على الوقوف واضطرت الزوجة للاستدانة من الاهل وحملته إلى المستشفى وبدأت رحلة عذاب.. فقد طلب الطبيب إجراء تحاليل وعندما عادت بها طلب أشعة على المسالك البولية والتى أثبتت الفحوص أنه مصاب بفشل كلوى بسبب إصابة قديمة بالبلهارسيا وتعرضه للتلوث وأن علاجه الوحيد هو الغسيل الدموى ثلاث مرات أسبوعياً وهكذا أصبح لا حول له ولاقوة..واضطر إلى ترك العمل والنوم بالمنزل.. فهو منهك القوى غير قادر على الوقوف على قدميه بسبب جلسة الغسيل الدموى التى تستغرق اكثر من أربع ساعات يظل طوالها أسير جهاز الغسيل فهو نائم بدون حركة على الكرسى المخصص لذلك وعندما تنتهى الجلسة يكون قد انتهى ليعود إلى بيته محطما شاردا فهو يفكر كيف يفى باحتياجات الأولاد والزوجة.. وقد أصبح غير قادر على العمل.. قلب الزوجة يتمزق على الزوج المريض من ناحية وعلى أطفالها الثلاثة من ناحية أخرى ولا تجد أمامها حلا سوى ان تطلب وزوجها المساعدة من أهل الخير فهل تجد هذه الأسرة من يساعدها ويقف بجوارها من يرغب يتصل بصفحة مواقف انسانية.