مرض لعين.. يتسلل كاللص داخل جسم الإنسان.. يسرق جهده.. يسرق فرحته.. يسرق كده وتعبه من أجل الأسرة.. لص لم يترك صغيراً أو كبيراً.. لص سرق الآلاف.. ومع أنه معروف كالشمس ومع ذلك لم يستطع المسئولون عن الصحة أن يقفوا أمامه أو أن يواجهوه.. فهو ليس له كبير إلا الله سبحانه وتعالى.. مرض قوى.. يفترس أى إنسان يراه أمامه.. إنه الفشل الكلوى اللعين.. يفترس الكلى ولا يتركها إلا بعد أن تكون قد انتهت، وبالتالى ينتهى عمر الإنسان معها.. وهو لا يفرق بين غنى أو فقير حتى الغنى المقتدر الذى يمتلك ما يساعده على العلاج من هذا المرض سرعان ما يأتى على الأخضر واليابس ويترك المريض بلا شىء يذكر، لأن مصاريف علاجه كبيرة تحتاج إلى إمكانات ضخمة.. ومع أن وزارة الصحة تقوم بتحمل مصاريف الجلسات الخاصة بالغسيل الدموى والتى تصل إلى ثلاث جلسات أسبوعياً، والمريض دائما فى حاجة إلى نقل دم ليعوض الأنيميا التى تصيبه بسبب الغسيل الدموى.. كما أنه يحتاج فى بعض الأحيان إلى أدوية مكملة لما تصرفه له وزارة الصحة والذى لا يتعدى ال 100 جنيه شهرياً.. كما أنه فى حاجة إلى مصاريف غذاء وانتقال تفوق قدرته لو كان من الطبقة المتوسطة أو من محدودى الدخل.. وهنا نموذجان من هؤلاء المرضى المساكين الذين ابتلاهم ربهم بهذا المرض اللعين.. الأول هو «لطفى» الرجل المسن الذى تجاوز الخامسة والستين من عمره يعيش فى شقة صغيرة فى إحدى المناطق العشوائية بدأ حياته المهنية وهو مازال فى الخامسة عشرة عمل فى أكثر من مهنة إلى أن انتهى به الحال وهو يعمل كصبى ترزى أجاد المهنة واحترفها ورزقه الله بالزوجة الصالحة التى عاشت معه أياماً حلوة وأخرى مُرة، ورزقه الله بالأولاد وافنى حياته واجتهد من أجل تعليمهم وقد كان له ما تمنى وتخرج الأولاد وتزوج منهم من تزوج ومن خرج يسعى على رزقه هنا وهناك تاركين أب وأم وحيدين.. وبمرور الأيام يتضاءل عدد المتعاملين مع مهنة الترزى ومع ذلك كان يحاول أن يعمل من أجل أن يجد فى نهاية اليوم بضعة جنيهات قليلة يوفر بها المعيشة له ولزوجته بالكاد.. ولكنه سقط من طوله فى أحد الأيام صريعاً للمرض والألم.. طلبت منه الزوجة عرض نفسه على الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى وبسبب شدة الألم اضطر إلى الذهاب إلى المستشفى وتم إجراء التحاليل والأشعة التى أكدت أنه وقع فريسة للمرض اللعين «الفشل الكلوى» ودخل دوامة كبيرة فى اللف والدوران من المستشفى إلى المنزل وبالعكس، وأصبح عاجزا عن العمل فجلسات الغسيل بواقع يوم بعد يوم.. وأصبح لا يجد قوت يومه هو وزوجته المسنة.. فهل يجد من يقف بجانبه ويعينه على تحمل الفقر والمرض؟.. من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية. الحالة الثانية لامرأة فى مقتبل العمر لم تبلغ الخامسة والثلاثين تعيش حياتها فى سعادة مع زوجها وبالرغم من ضيق ذات اليد فإنها كانت سعيدة.. رزقها الله بالبنت والولد.. كانت تمر الأيام وهى تحاول أن توفر الجو السعيد إلا أنها بدأت تشعر بالمرض.. آلام فى جميع أنحاء جسدها النحيل.. تورم بالساقين شعور بالوهن والضعف.. اصبحت عاجزة عن تلبية احتياجات الزوج والأطفال حملها الزوج إلى المستشفى أجريت لها التحاليل والفحوصات اللازمة وكانت الطامة الكبرى أنها مصابة بالفشل الكلوى وتحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى ثلاثة أيام فى الأسبوع لتلقى جلسات الغسيل الكلوى.. تترك أطفالها أكثر من ست ساعات لتخضع لعلمية الغسيل وتعود منهوكة القوى تعجز عن أى عمل.. الزوج يوفر لقمة العيش بالكاد ويعجز عن توفير مصاريف انتقال المسكينة من قريتهم إلى المستشفى العام الذى تخضع فيه لجلسات الغسيل الدموى أيضاً يعجز عن توفير احتياجاتها لمواجهة المرض من غذاء خاص وأدوية فهل تجد من يقف بجانبها؟ من يرد يتصل بصفحة مواقف إنسانية.