عشنا نوقن ان اللص يسرقا شيئا ماديا لقلة ذات اليد، أو لطمع نفسى او لإنحراف عن الفطرة،وقد سُنَّت قوانين لتردعه، بعد ان تخلى الناس عن شرع الله مع سبق الإصرار والترصد، وقد يكون مقبولاً أن يسرق اللص شيئا مادياً، أما الغير مقبول هو ان يسرق اللص البسمة، السعادة، الراحة ، فكيف نحاسبه ؟ وظنى أن تغليظ عقوبة السارق لترويعه الآمنين فى البيوت، فهو إما قاتل أو مقتول، أو سارق بعد أن يكون قد خلف وراءه آثارا ربما لا يمكن لسننين أن تزيلها من الذاكرة ، هل سن الناس قانونا يحاسب من يسرق البسمة من وجوه الناس لتحل محلها الكآبة والنكد؟هل سن البشر قانونا ليحاكم من يبدل السعادة إلى أثواب من الحزن الدائم؟ هل سن البشر قانونا ليحاكم من يحول الراحة إلى أرق واضطراب؟ هذا قانون العاجز الغير خبير بطبائع النفس ومايعتريها ،فإن وجد القانون فمن ينفذه؟ ومن يحاكم من يرتكبون بحق الشعب مالاينص عليه قانون،مع كونه قد يكون أعنف من جريمة قتل تحدث فى حق فرد، او من جريمة سرقة تحدث فى حق فرد،إن الذى يسرق هنا ، يحترف السرقة، ويسرق حيث لايترك وراءه دليلا يدينه ويحاكمه،إنه كمن يسرق الكحل من العين، والراحة من البدن، والدم من جسم الإنسان،وحين تمتد الجريمة لتصيب شعبا بأسره، يكون الجرم وتكون الكارثة، إذ لاينجو منها أحد!! إنها سرقة تشبه إلى حد كبير من يذبح بسكين بارد ليزيد الألم، ومن يذبح بدم بارد ليرى أثر الجرم على فريسته،إنها أخت السادية إن لم تكن لها قرينا ومرادفا،فهى بكلمات بسيطة تعنى " التمتع والتلذذ بتعذيب الاخرين "The Desire to Inflict pain والمصطلح يعود إلى ضابط فرنسي عاش في القرن الثامن عشر وكان يحمل رتبة " مركيز " واسمه دو ساد ، وقد كانت لهذا الضابط والذي كان مؤلفا أيضاً أفعال شنيعة وممارسات بشعة في تعذيب الناس والحصول على المتعة والسعادة عن طريق هذا العذاب الذي يوقعه بهم ما اشبه الأمر بأمر دوساد، وإن لم يفصح مرتكبوا الجريمة عن سعادتهم الغامرة لما يرونه من انين ضحاياهم وصراخهم وترويعهم وارقهم، لكنها فى المجمل وفى المحصلة، تلذذ بما يقع على الناس من أذى والم، ولهذا أتساءل واحاول أن أجد جوابا شافيا،من سرق البسمة من شفاه الملايين من الأطفال،بتركهم يبكون لعدم تلبية رغباتهم؟ من سرق الأمن من البيوت بترويع ذويهم والزج بفلذات أكبادهم فى غياهب السجون؟من سلب الراحة من البيوت التى كانت يوما آمنة وديعة وتآمر ليشغلها حتى لاترفع رأساً او تطالب بأبسط متطلباتها الفطرية من طعام وشراب ومأكل وملبس ومشرب؟ من سرق الأمن من وطنى،فأبدل نهاره بليل كالح السواد؟ من أدخل أبناء الوطن الواحد فى مشاحنات وكراهية وتناحر وتنافر؟ من تفنن فى كبت الناس فإذا هم لايكادون يشكون من سلوك مسئول حتى تتم ترقيته ويبقى جاثما على الصدور؟ هل تحقق السرقة الأمن فى مجتمع؟ ويبقى سؤال أخير، من يحاكم من؟ ومن يحاسب من؟ ومن يعاقب من؟؟؟؟ [email protected]