حياتها كلها مرارة تتجرعها كل يوم.. وكل ساعة.. وكل دقيقة.. تعيش مرارة الأيام منذ زمن.. ولكنها تزايدت فى السنوات الأخيرة.. تعيش فى مثلث أضلاعه الثلاثة.. فقر.. مرض.. هجر.. وإن كانت مرارة المرض أقسى كثيرًا.. فهى تحاول أن تواجه الفقر وتتخطى آلام الهجر.. ولكنها تقف عاجزة أمام المرض.. ليس مرضها، ولكن مرض أصغر أطفالها.. كانت زوجة كأية زوجة مصرية تتحمل أكثر من طاقتها مع زوج يحكم ويتحكم.. تحاول أن تظهر لمن حولها أنها سعيدة.. لم تستطع أن تفصح عما بداخلها فهى من أسرة متوسطة تعيش بإحدى قرى الصعيد.. تقدم لها أحد المعارف وتم زواجها سريعا وانتقلت من بيت أسرتها إلى بيت الزوج.. ومن الشهر الأولى تحملت المشاكل والمشاحنات التى تعرضت لها.. لم تذكر لأحد من أهلها.. رزقها الله بالبنت وبسبب ذلك تعرضت للإهانة، بل الضرب.. رزقها الله بولد، ثم الثانى.. كانت تظن أن بولادتها للذكور سوف تتحسن العلاقة بالزوج.. ولكن هذا لم يحدث.. الحياة تحولت إلى جحيم.. كان يكثر من توبيخها بسبب وبدون سبب.. زاد من مرارتها عندما كان يسبها بسبب بكاء الطفل «مؤمن» آخر العنقود الذى لم يتجاوز العامين.. حتى جاء يوم زاد صراخ الطفل وبكاؤه ودهشت الأم عندما استيقظ من نومه المتقطع ونظرت إلى عينيه ووجدتهما مصابتين بالإحمرار الشديد وهو غير قادر على فتحهما.. ووضعت يدها على وجهه وشعرت بارتفاع درجة حرارة جسده الشديد.. طلبت من الزوج الذهاب به إلى الطبيب.. ولكنه رفض واضطرت إلى الاستدانة من معارفها وحملته للطبيب الذى وصف لها بعض الأدوية من مراهم وقطرة ومسكن وخافض للحرارة.. عادت إلى المنزل مهمومة فهى تعلم أن زوجها لن يدفع ثمن الأدوية.. كما توقعت رفضه. استدانت مرة أخرى اشترت العلاج الذى وصفه الطبيب وأسبوع مر، ولكن حالة الطفل كما هى.. حوَّل الطبيب الطفل إلى المستشفى المركزى.. ظل الطفل لأسابيع يعالج على أنه رمد وتم حقنه بالمضادات الحيوية.. كانت الأم تعيش فى دوامة ثلاثة أطفال منهم طفل مريض وزوج لا يريد أن يتحمل المسئولية وأن يصرف على ابنه المريض.. نظرت الأم حولها تبحث عن الزوج والأب للطفل المسكين ولكنها لم تجده سألت عنه.. ولكنه لا يجيب.. لم يأت لزيارة ابنه بالمستشفى إلا مرة أو اثنتين، ثم اختفى عندما علم بتشخيص الأطباء بعد أن تم فحص الطفل وإجراء أشعة تليفزيونية على المخ والعينين.. مرت ثلاثة أشهر والطفل يتألم والأم لا يهدأ لها بال أو يغمض لها جفن حتى فوجئت فى صباح أحد الأيام بالأطباء يطلبون منها حمل طفلها والسفر به إلى القاهرة لمستشفى سرطان الأطفال، فهو مصاب بورم سرطانى بالعين اليمنى وأنه يحتاج إلى استئصال الورم.. ويحتاج لمتابعة.. صرخت الأم من الألم فطفلها لم يتجاوز الثالثة من عمره.. كل هذا المرض ينهش عينيه نهشا.. سألت عن الزوج ولكنه اختفى وترك القرية ولا أحد يعلم عنه أى شىء.. تحاملت على نفسها.. حملت «مؤمن» إلى القاهرة.. وبدأت رحلة علاج الطفل أولًا بجلسات العلاج الكيماوى والإشعاعى.. وأكد الأطباء أنه فى حاجة لإجراء جراحة لاستئصال الورم، وبالفعل تم تفريغ العينين اليمنى واليسرى وأصبح المسكين أسيرًا للمرض من ناحية ومن يساعده ويأخذ بيده فهو لا يرى.. بكت الأم كما لم تبك من قبل.. بكت على حالة طفلها الصغير الذى لا يعلم أى شىء فى الحياة وها هو ذا يفقد عينيه وبالتالى فلن يرى مرة أخرى لن يستطيع أن يواصل حياته أو يلعب مع إخوته وأصدقائه.. يبكى وينادى عليها ويمد يده طلبا للمساعدة.. يطلب منها ان تحمله اكثر من ثلاث سنوات وهى تحمله على صدرها وتأتى من محافظتها فى شمال الصعيد لا تجد من يقف بجوارها حتى الزوج الذى تعلم جيدًا أنه عرف بمرض ابنه وما أصابه من فقدان عينيه إلا أن قلبه لم يحن عليه وعليها.. وتقف مكتوفة اليدين لا تملك سوى مبلغ 300 جنيه يرسله الزوج كنفقة، ولكن هذا المبلغ لا يكفى متطلبات واحتياجات الطفل المريض والطفلين الآخرين أرسلت تطلب المساعدة وصفحة مواقف إنسانية تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة هذه الأم المنكوبة.. من يرغب يتصل بنا.