لعن الله المرض.. والفقر.. عندما يجتمعان يفتكا بمن يقع بينهما.. يفتكا بكثير من الأسر التى تعيش محنة المرض والفقر معا.. أسر كثيرة لا تجد قوت يومها يصيبها المرض وتتلوى من الجوع.. وبالرغم من معاناتهم فإنهم دائمًا شاكرون الله.. يرفعون أيديهم حمدا لله طالبين الرحمة والعفو.. ومادام هؤلاء الناس صابرين على المحنة فمن المؤكد أن الله يقف بجانبهم ويرفع عنهم عذاب الفقر والمرض فى الدنيا أو يكون نصيبهم الجنة فى الآخرة فإن الله يخفف عنهم.. ومن هذه الأسر التى ابتلاها الله بالمرض والفقر تصلنى خطابات كثيرة تحمل داخلها الكثير من الألم بسبب ما تعانيه وهناك رسالتان كانا لهما صدى داخل نفسى.. فالمريض فى الأسرة الأولى هو مريض غير عادى فهو طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره، زهرة يانعة.. عود أخضر يحتاج إلى رعاية إلى حب ليصبح عودا صلبا قويا يواجه رياح الحياة العاتية.. وحكاية «أحمد» تبدأ من خمسة أشهر فقط لم تكن تعلم الأم.. كل ما تتذكره أنه كان دائم الصراخ يبكى.. يتألم.. يتلوى بين ذراعيها.. وهى تحاول أن تهدهده توفر له ما يريد بقدر إمكانها، ولكنه يصرخ فهناك ما يؤلمه.. وهى لا تدرك حتى رأت بعينها أثرا للدماء فى البول وعند ذلك لم تطق الجلوس ساكنة نعم إنها أسرة لا تجد قوت يومها.. الزوج يعمل سائقا أجيرا دخله لا يتعدى 30 جنيها يوميا وهذا المبلغ لا يكفى احتياجات طفلين وزوجة وأم مسنة.. بحثت الأم بين يديها لم تجد المال الذى تستطيع به أن تحمى طفلها من المرض وأن تذهب به إلى الطبيب ماذا تفعل؟ لم تجد أمامها إلا المستشفى حملته على كتفها بجانب همومها وذهبت به إلى الطبيب الذى طلب إجراء تحاليل ولكنها لم توف بما يريد، طلب منها سرعة إجراء أشعة وعندما عادت إليه طلب منها أن تحمل ابنها على كتفها وتترك قريتها إلى القاهرة لتعرضه على طبيب متخصص، فالطفل يعانى من مرض خطير.. صرخت الأم خبطت صدرها طلب منها الطبيب أن تتمالك نفسها وبالفعل حملت الطفل وجاءت إلى القاهرة وهنا واجهها الطبيب بالحقيقة، فالطفل مصاب بورم سرطانى بالكلى اليسرى كاد قلبها أن يتوقف وأكد لها الطبيب أنها إرادة الله ولا راد لها.. بكت كيف تعالج طفلها فإن دخل الزوج لا يفى باحتياجات الأسرة.. حولها الطبيب إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 تحمل الأم طفلها أسبوعيًا من قريتها إلى القاهرة ليتلقى العلاج والمتابعة، ولكن مازال يبكى ويتألم وعندما سألت الطبيب أخبرها أنه يحتاج إلى جراحة لاستئصال الكلية وعليها أن تواصل علاجه الإشعاعى والكيماوى لإيقاف زحف المرض.. الأم لا تجد قوت يومها هى وأسرتها، ولذلك تمد يدها تطلب المساعدة، فهل تجد من يقف بجانبها ويساعدها؟