المرض.. الفقر.. لعنهما الله عندما يجتمعان يفتكان بكثير من الأسر.. أسر كثيرة لا تجد قوت يومها إلا بشق الأنفس ويزيد على ذلك إصابتها بالمرض الذى ينهش لحمها ويفتت عظامها وبالرغم من المعاناة فإنهم حامدون الله.. شاكرون له.. سبحان الله فله فى خلقه شئون.. وأسرة «محمود» هى إحدى الأسر التى ابتلاها الله بالمرض والفقر.. مرض ابنها البكرى الذى لم يتعد عمره الثامنة.. بدأت رحلته مع المرض منذ عام مضى.. زهرة يانعة.. عود أخطر يحتاج إلى رعاية.. إلى حب ليصبح عودا صلبا قويا يواجه رياح الحياة العاتية.. كانت فرحة أبيه شديدة عندما بشر به فهم من إحدى قرى محافظة الفيوم والتى تعتبر الولد هو السند والمعين والظهر الذى يسند والده وأسرته فهو حامل اسم العائلة.. وهو العزوة وهو عكاز أبيه أيام الشيخوخة القادمة.. كانت أحلام الأب كبيرة للابن وأمانى الأم تفوق الحد.. والحكاية بدأت عندما كان الطفل محمود يذهب إلى المدرسة فهو فى الصف الثالث الابتدائى أصيب الطفل بشىء ما لم تعلمه الأم.. الطفل يبكى ويصرخ ويتألم يمسك بعظام ساقيه ويديه ويبكى وهى تحاول أن تخفف عنه وتؤكد له أن السبب ربما اللعب بالمدرسة أو السقوط وهو يجرى.. ولكن الصراخ المتواصل وعدم استطاعته الذهاب إلى المدرسة جعلها تصطحبه إلى المستشفى وكان بعض الأدوية والمسكنات هى الروشتة التى نصح بها الأطباء، ولكن الأيام تمر والطفل مازال يشكو.. عادت الأم به إلى المستشفى واضطر الأطباء إلى إجراء أشعة وتحاليل وظهر ما لم يكن فى الحسبان «محمود» الطفل الصغير مصاب بسرطان بالعظام وهو فى حاجة إلى علاج متخصص، وتم تحويله إلى مستشفى سرطان الأطفال وجاءت الأم المسكينة به وكانت تأمل أن يكون التشخيص غير ذلك فربما أخطأ الأطباء بالفيوم ولكن للأسف فقد أكد الأطباء أنه مصاب بسرطان العظام، ولذلك فهو فى حاجة إلى جلسات علاج كيماوى وإشعاعى، كادت الأم تفقد صوابها.. ولم تحتمل الصدمة فسقطت من طولها مصابة بإغماء ولكن هذه هى إرادة الله ولا راد لها.. بكت كيف سيتم علاج الابن ومن أين للأب بمصاريف العلاج؟ فهو موظف صغير مرتبه لا يكفى مصاريف الأسرة المكونة من خمسة أطفال ولذلك أرسلت الأم خطابات تطلب المساعدة فهل تجد؟