المرض.. الفقر وجهان لعملة واحدة.. عملة يلعنها الله.. عندما يجتمعان على أحد فهو هالك لا محالة.. فهناك أسر كثيرة لا تجد قوت يومها إلا بشق الأنفس ويزيد على ذلك إصابتها بالمرض الذى ينهش لحمها ويفتت عظامها.. وبالرغم من معاناتها إلا أنهم حامدون الله.. شاكرون فضله.. وسبحان الله فإن فى خلقه شئون.. ومادام هؤلاء صابرين على المحنة فمن المؤكد أن الله لن يتركهم ولكن سيقف بجوارهم ويرفع عنهم الفقر والمرض فى الدنيا أو سيكون أجرهم الجنة فى الآخرة.. ومن الأسر التى ابتلاها الله بالمرض والفقر هذه الأسرة الصغيرة الفقيرة التى يعانى أحد أفرادها من المرض العضال.. مرض السرطان اللعين.. كاد قلبى يتمزق عندما قرأت رسالة الأب المسكين.. فالمريض فى هذه الأسرة هو الابن البكرى الذى لم يتعد عمره التاسعة.. بدأت رحلته مع المرض وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره.. زهرة يافعة.. عود أخضر يحتاج إلى رعاية.. إلى حب وحنان ليصبح عودا صلبا قويا يواجه رياح الحياة العاتية.. كانت فرحة أبيه بمولده فرحة تفوق الوصف فالأسرة تنتمى لإحدى قرى شمال الدلتا والتى تعتبر الولد هو السند والمعين والظهر الذى يسند والده وأسرته فهو حامل اسم العائلة.. وهو العزوة.. وهو عكاز أبيه أيام الشيخوخة القادمة.. كانت أحلام الأب كبيرة للابن.. والحكاية بدأت منذ ثلاث سنوات عندما كان الطفل «شريف» يحبو ويتعلم المشى.. أصيب الطفل بشىء لم تعلمه الأم.. كل ما تتذكره أنه كان دائم الصراخ.. يبكى.. يتألم.. يتلوى بين يديها.. وهى تحاول أن تهدهده توفر له ما يريد بقدر إمكانها.. ولكنه يصرخ فهناك ما يؤلمه ألم يفوق طاقته وهى لا تدرك حتى رأت بعينها أثر الدماء فى البول.. أصيبت بحالة من الفزع والخوف أخبرت الأب طلبت منه اصطحاب الابن إلى الطبيب.. وقع فى حيرة فراتبه لا يتعدى الخمسمائة جنيه ويأتى عليه نصف الشهر و لا يجد جنيها واحدا فى جيبه.. ولكنه وعدها بأن يتصرف.. استدان من صديقه وحمل شريف إلى الطبيب الذى طلب منه بعض التحاليل وعندما عاد الأب بالنتائج التى لم تف بالغرض كاملا.. طلب سرعة إجراء أشعة على المسالك البولية وما إن شاهدها الطبيب حتى أخبر الأب أن الطفل يحتاج إلى عرضه على طبيب متخصص فالطفل مصاب بمرض خطير.. كاد الأب يفقد عقله.. وأكد الطبيب على أهمية عرض الطفل وعلاجه بأقصى سرعة.. ولم يجد الأب أمامه سوى أن يأخذ بنصيحة الطبيب.. حمل طفله وجاء من قريته إلى القاهرة.. كل ذلك والطفل لم يكف عن الصراخ من الألم ويتلوى بين يديه وفى عيادة الطبيب واجهه بالحقيقة المُرة.. «شريف» مصاب بورم سرطانى بالمثانة والحوض، لم تحتمل الأم الصدمة فسقطت من طولها مصابة بإغماءة ولكن هذه إرادة الله ولا راد لها.. بكت كيف سيتم علاجه ومن أين للأب بمصاريف العلاج؟. قام الطبيب بتحويل الطفل إلى المعهد القومى للأورام.. الأب حصل على إجازة من عمله ليصطحب طفله أسبوعيا إلى القاهرة لتلقى العلاج والمتابعة لشهور طويلة.. ولكن الورم يحتاج إلى جراحة لاستئصاله وبالفعل دخل شريف إلى غرفة العمليات وتم إجراء الجراحة واستئصال الورم ولكنه للأسف فقد القدرة على التحكم فى عمليتى الإخراج مما سبب عبئا نفسيا وماديا عليه وعلى أبيه وأمه وتم إجراء جلسات علاج كيماوى وإشعاعى لإيقاف زحف المرض على عوده الأخضر ثم أجريت له جراحة لتركيب صمام للتحكم فى البول وزرع عضلة للشرج ولكنه يحتاج التردد على المعهد القومى للأورام أسبوعيا للمتابعة وتلقى العلاج الكيماوى.. وهذا يحتاج إلى مصاريف انتقال من القرية إلى القاهرة ويحتاج إلى بعض الأدوية التى يشتريها الأب على نفقته الخاصة الأب لا يجد قوت اليوم لأسرته وخاصة طفله المريض.. أرسل خطابا يطلب المساعدة فهل يجد؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.