رواد حى الحسين من كل الجنسيات والأعمار منهم من ذهب ليطل على المشهد الحسينى ومنهم من ذهب ليستمتع بالجلوس على المقاهى أو يتجول فى الحى العريق ويتبضع من منتجاته التراثية وللحسين الحى والمقام رائحة ومذاق حلو ، ولكن فى شهر رمضان تزيد هذه الحلاوة ويمتد تأثيرها للبشر فتنغش الأمزجة ويروحان عن النفوس.. وهذا هو الحى العتيق وهذه هى ملامحه التى تزداد جمالا فى رمضان. من الوجوه دائمة الحضور على مقهى الفيشاوى الصوفى.. الكاتب على درويش.. اقتربت منه أكتوبر وتحدث: فى الاحتفال بشهر رمضان المبارك فى الحى الحسينى نشهد تزايد أعداد الرواد والزوار كل عام عن العام السابق حيث يتوافد الزوار من كل مكان فى مصر من محافظات وأقاليم ونجوع ومن خارج مصر من الدول العربية المجاورة للاحتفال بالشهر المبارك بجوار الإمام الحسينى حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم فتجد السرادقات تقام وتمتلئ بالابتهالات والمديح النبوى لجميع المشايخ منهم الصوفية والشاذلية والأحمدية والبراهمة وغيرهم. ويضيف درويش أن الأمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه لديه منزلة لا تقدر لدى المحبين والرواد فهى منزلة عالية بعد حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ينفق الرواد من مشايخ ورجال أعمال ومسئولين من جميع المستويات طوال الشهر المبارك الإنفاق الكبير وبدون حدود لهذه المنزلة التى يكنها محبو سيدنا الحسين حتى ينعم الفقراء والمساكين بموائد الإفطار والسحور ويليها حلقات للذكر والمديح. مليونا زائر ويتفق مع الرأى السابق رجب العطار رئيس شعبة العطارة بالاتحاد العام للغرف التجارية، وأحد كبار تجار العطارة بشارع الأزهر، مشيراً إلى أن رواج البيع والشراء لا يتم إلا فى شهر رمضان فقط حينما تقام السرادقات ويقدم فيها أصحابها من جميع المحافظات للرواد والزائرين الأطعمة والمشروبات من الشاى ومشروبات رمضان من قمر الدين والكاركاديه واليانسون وغيرها من المشروبات، فتزداد حركة البيع لمحلات العطارة الموجودة بطول شارع الأزهر والموسكى، مضيفاً أن السبب فى هذا الرواج طوال الشهر زيادة اعداد الزوار لمشاهدة الاحتفالات والمديح والأناشيد الدينية لكبار المنشدين والتى تقام فى الميدان وفى السرادقات الموجودة على جانبى الميدان والمسجد الحسينى حيث تتملئ الشوارع والميادين بداية من ميدان العتبة فشارع الأزهر وحتى ميدان الدراسة والذى يبعد عن المسجد الحسينى بعدد من الكيلو مترات ويقدر عدد الزوار فى هذا الشهر ما يقرب من مليونى زائر يأتون من جميع المحافظات والدول العربية للاستمتاع بشهر رمضان فى الحى الحسينى. رواج ومن جانبه يقول فتوح العربى صاحب سرادق للحلوى بالمشهد الحسينى أنه يأتى كل عام من طنطا ليقدم لرواد الحى الحسينى طوال شهر رمضان جميع أصناف الحلوى والتى يقبل على شرائها الزائرون، أما الأيام التى تسبق شهر رمضان فالإقبال فيها ضعيف ، مشيراً إلى أن عدد سكان القاهرةوالمحافظات المجاورة يشجع أى تاجر أن يأتى إلى المشهد الحسينى ويعرض سلعته فى هذا الشهر الكريم ، من أجل تصريف بضائعه وسلعته ، مضيفاً أنه يقدم أصناف الحلوى بجودة عالية وبأسعار يقبل عليها الزائر الذى يأتى لحضور ليالى رمضان. ويختلف مع الرأى السابق أحد العاملين بمحلات الشريف للبلاستك فيقول إن الزحام الشديد فى هذا الشهر لا يجعلنا نبيع كما يجب فالجميع يأتى إما للفرجة أو التسلية أو الدخول فى حلقات المديح والذكر، مشيراً إلى أن الإقبال على الشراء كان زمان عندما كنا نبيع للسرادقات التى كانت تستمر لعدة ليالى وليس ليوم أو يومين. ويضيف أن حركة البيع ضعيفة جداً فى ظل هذا الزحام وفى ظل زوار لا يأتون إلا للزيارة أو الفسحة فقط . ويتفق مع الرأى السابق تامر زهنى مدير إحدى محلات الألبان المالكى بالميدان الحسينى مضيفاً أن الزوار لا يأتون طوال أيام شهر رمضان كما كان أيام زمان للاحتفال بالشهر المبارك، والسبب فى ذلك أن الحالة الاقتصادية وإرتفاع الأسعار تحول دون مجىء الرواد كما كان يحدث فى الماضى، لافتاً إلى أن الزائر للحى الحسينى فى رمضان يأتى للتمتع والجلوس على المقاهى والكافتريات، ومع ارتفاع الأسعار نجده يشترى بعض المشروبات والمأكولات بنسب أقل، من أجل قضاء اليوم فقط ، كما نجد أن رب الأسرة كان يصطحب أسرته وأصدقائة، أما الآن ومع زيادة التكاليف نجد أن زيارات الأسر اختفت، وأصبح الرواد يأتون فرادى، أو أصدقاء فقط . ويشير زهنى إلى أن السائقين سيارات التاكسى والأجرة يستغلون الرواد الذين يأتون للحى الحسينى ويرفعون أسعار الركوب، فمثلاً نجد سائقى سيارات الميكروباص التى كانت بجنيه واحد وصلت إلى 200 قرش، والتاكسى من الأوبرا للحسين وصل إلى 5 ، و10 جنيهات بدلاً من جنيه ، والحجة رفع الدعم عن الوقود وهكذا يجد الزائر كل هذه الزيادات أمامه فإما أن يقلل الصرف على شراء الأشياء التى تعود على شرائها وأما أن يمتنع عن المجىء من الأساس. غياب السياح ويتفق مع الرأى السابق أحمد رشدى صاحب معرض للمفارش الجلد بالميدان الحسينى مضيفاً أن حركة البيع هذا العام إنخفضت عن الأعوام الماضية والركود هو السمة الواضحة، لأن الزحام الشديد الذى نراه فى شهر رمضان ما هو إلا للفرجة وليس للشراء والزوار أما يذهبون لشراء سندويتشات الفول والطعمية وإما يذهبون للمسجد والفرجة على المديح بالسرادقات، مشيراً إلى أن السائح الأجنبى والعربى اختفى ولم نعد نراه طوال هذه الأيام، لأنه يعلم أن الميدان سيكون مزدحماً بالناس فيفضل أن يأتى أيام أخرى ليس بها زحام. ويشير رشدى إلى أنه يعرض جميع أنواع المفارش من جلود النمر والفرو الجلد البقرى المنقوش عليها آيات قرآنية ومفارش للزينة، وأن أسعار هذه المفارش تبدأ من 70 جنيهًا إلى 250 جنيهاً إلى جانب مفارش أخرى حسب طلبات الزبون والأسعار المناسبة ، وهذه الأسعار مخفضة للخروج من حالة الركود التى نعيشها لأكثر من عام. الهدايا ويختلف مع المصدر السابق محمود على صاحب بازار بالميدان الحسينى مشيراً إلى أن عدد الزبائن الذين ترددوا على المحل هذا العام وفى هذه الليالى أفضل من الأعوام السابقة، لافتاً إلى أن السبب هو أن زائر الحى الحسينى فى شهر رمضان لا يأتى كل شهر وإنما يأتى يومًا واحدًا فى الشهر لذلك فهو ينتهز هذه الفرصة ويشترى الهدايا من البازارت ومحلات الإنتيكات خاصة أن هذه المحلات لا يتواجد مثلها فى منطقته السكنية، مضيفاً أن الكثير من الرواد يقبلون على شراء الهدايا من أدوات المطبخ والأدوات المنزلية من سوق التلات، والغورية، والموسكى، وحارة اليهود، إلى جانب مجىء كبار التجار من المحافظات المختلفة للتسوق والزيارة، فنجد شارع الأزهر من بداية ميدان العتبة وحتى ميدان الأزهر مزدحمًا وحركة البيع لا تهدأ، لأن هذه المحلات تبيع بأسعار الجملة، فيقوم التجار بشراء البضائع وشحنها فى السيارات ويعود ويستكمل زيارته والاحتفال بشهر رمضان فى الحى الحسينى. أعمال الخير أما رجل الأعمال سمير عطية فيقول إن هذه المناسبة العطرة شهر رمضان لها مذاق خاص فى رحاب الإمام الحسين لا تجعل الناس المحبين أن ينظروا إلى تكلفة ما يقومون به من أعمال الخير فكل عمل يفعله الإنسان لا ينتظر جزاءه إلا من الله، أما بالنسبة لارتفاع الأسعار للخامات والخدمات فهذا الأمر من الممكن أن يكون خارج عن إرادة البائع، والذى يريد عمل الخير لا ينظر إلى مبالغ زهيدة يتربح منها الآخرون، مضيفاً أنه يتواجد مع جماعات من أصدقائه فى هذه الليالى ويقدمون بعض الوجبات والمشروبات لضيوف الرحمن أثناء الإفطار والسحور فى رحاب الإمام الحسين، كما أن هناك بعض أصدقائه من التجار يقومون بشراء بضائعهم من الأزهر، ثم يستمرون فى الاستمتاع بالشهر الكريم فى رحاب الإمام الحسين حتى نهاية هذا الشهر.