فى حياة كل أمة لحظة فارقة نيقف عندها التاريخ شاهدًا.. والعاشرة من مساء يوم الأحد الموافق من ديسمبر 2013 من أهم وأخطر هذه اللحظات .. وذلك عندما أعلن خمسون مصريًا انتهائهم من صنع قارب النجاة والذى سوف يعبر بالمصريين جميعًا إلى بر الأمان. إن تلك اللحظة التى أعلن فيها السيد عمرو موسى ورفاقه الانتهاء من دستور 2013 لا تقل أهمية عن لحظة العبور العظيم فى 6 أكتوبر 1973.. ويزيد من عظمة هذه اللحظة الظروف التى أحاطت بعمل هذه اللجنة منذ تشكيلها.. من مؤامرات لقوى خارجية تحالفت مع شواذ الوطن والدين مراهنة على فشلها.. ووسط جو من التشاؤم صدعت به رؤسنا جميعًا أصوات الناشطين الحقوقيين والسياسيين.. كما يطلقون على أنفسهم.. وذلك عبر الفضائيات. لقد نجح هؤلاء الأبطال فى وضع دستور لم أكن مبالغًا عندما وصفته بأنه «قارب النجاة» يمنع خطف مصر.. من أفراد أو مؤسسة أو جماعة.. يحافظ على تاريخها الفرعونى والمسيحى والإسلامى والعربى.. هو فى كل نص من نصوصه اللبنة الأولى فى بناء المستقبل الذى ثار من أجله الشباب فى 25 يناير.. ثم سرقت منهم ثورتهم الحاملة حتى استردها معهم الأباء فى 30 يونيو. لقد أكد هذا الدستور أن شعب مصر العظيم لا يعرف المستحيل..يقهر الظلم.. يقبل التحدى.. شجاع لا تخيفه الفتن والدسائس والمؤامرات.. وأكد أن مصر دائمًا ولادة.. ولم يكن الآباء والأجداد وحدهم القادرين على وضع دستور يتباهى به التاريخ حتى اليوم فى 1923 وفى 1954.. فنحن امتداد لهم.. وسيكون القادمون امتدادًا لنا. لقد وضع هذا الدستور النقاط فوق الحروف.. وطمأن كل مصرى مخلص على بلاده.. وعرف الجميع الإجابة على السؤال الذى حيرنا جميعًا.. مصر رايحة على فين؟!.. ولم يعد مهمًا أن يكون بيننا جماعة .. محظورة أو غير محظورة.. ولن يوقف قطار المستقبل ألغام الخوارج.. مبروك لمصر.. مبروك يا أم الدنيا.