لا أعتقد أننى سوف أضيف جديدًا عن حوادث القطارات التى أصبحت سيفًا مسلطًا على رقاب العباد بسبب الإهمال والفساد واللامبالاة بأرواح الناس فى هيئة السكك الحديدية! فالإهمال واضح للعيان وللجميع.. والمهم بعد كل حادث أن نبحث عن كبش فداء نسلمه للنيابة والمحاكمة، ونوجه له تهمة القتل الخطأ سواء كان سائقًا أو عامل مزلقان أو عسكرى مرور.. المهم أى فرد والسلام! والحقيقة أن حادث قطار دهشور الذى راح ضحيته 27 مواطنًا، ومن قبله حادث قطار أسيوط وغيرهما من الحوادث الأسبوعية تجعلنا نشير بأصابع الاتهام إلى كل المسئولين عن القطارات فى مصر والذين يغضون الطرف عن هذه المزلقانات اليدوية التى مازلنا ونحن فى القرن الواحد والعشرين نعتمد على الحبل والسلسلة فى إغلاقها! ولا يتوافر فيها أى نوع من الأمان للعابرين عليها رغم كل ما يعلنه المسئولون فى الهيئة من عمليات تطوير لهذه المزلقانات وتحويلها إلى مزلقانات أوتوماتيكية. فالحوادث عند المزلقانات تمثل 50% من حوادث القطارات بسبب التكدس المرورى الذى يحدث أمام المزلقانات من الاتجاهين! وأحسب أن عامل المزلقان - بكل ظروفه - وعسكرى المرور الغلبان لا يستطيعان وحدهما السيطرة على كل هؤلاء الذين يريدون العبور على القضبان.. وكثيرًا ما يحدث أن أصحاب السيارات يقتحمون المزلقان بالقوة للعبور رغم إغلاق المزلقان. والسؤال المهم: أين أجهزة الرقابة والتفتيش فى هيئة السكك الحديدية على هذه المزلقانات؟!.. ولماذا لا تستعين وزارة النقل بالخبراء والمتخصصين لتطوير هذه الهيئة التى أصبحت مثالًا صارخًا للإهمال والفساد والتسيب؟.. وأين السيد وزير النقل والمواصلات المهندس د. إبراهيم الدميرى من هذا التطوير الذى تحتاجه هذه الهيئة المكبلة بالديون والخسائر والقروض والسرقات لمخازن قطع الغيار والكابلات والقضبان والمهمات والفلنكات؟! *** إننا نحتاج إلى ثورة حقيقية فى هذه الهيئة وخطة عاجلة لإنقاذ أرواح الناس من قطارات الموت ومزلقانات الموت.. ونحتاج إلى خطة طويلة الأجل لتطوير هذه الهيئة التى عشش فيها الفساد والإهمال والتسيب.. وللأسف الشديد فإن المواطن الغلبان هو الذى يدفع ثمن هذا الإهمال ولله الأمر من قبل ومن بعد.