يبدو أن حكومتنا الرشيدة تعمل بالمثل القائل «ودن من طين وودن من عجين» فلا تسمع صراخ البسطاء ولا ترى طوابير البوتاجاز التى باتت تسيطرعلى ربوع مصر، وتكتفى الحكومة الرشيدة بأمر واحد هو التصريحات والابتسامة العريضة للسادة الوزراء أمام عدسات المصورين. وزير التموين لا تخلو صحيفة ولا إذاعة ولا قناة تلفزيونية يوميا من خبر وتصريح نارى لسيادته أن الموضوع أزمة مفتعلة، والبوتاجاز يكفى الاستهلاك، ونحن نقوم بضخ كميات إضافية، والرقابة التموينية تقوم بعملها على أكمل وجه، وكان ما نراه يوميا، أو ما نقوم بدفعة مقابل الحصول على أنبوبة بوتاجاز، فوتوشوب أو أضغاث احلام، رغم أنى أحد من يرون هذه الأضغاث لأننى أسكن فى منطقة لم يمن الله علينا فيها بتوصيل الغاز، واحلم بالحصول على انبوبة البوتاجاز بالسعر الذى يتحدث عنه الوزير المحترم ورقابته التموينية إلا أننى اشتريتها والحمد لله هذا الأسبوع ب 35 جنيها بالتمام والكمال، لأننى ممن يرون أنبوبة البوتاجاز بالسعر الرسمى فى أحلامهم. أما وزير البترول فالتصريحات أعلى فى درجة حرارتها، ما بين الحديث عن أن جميع مصانع التعبئة تعمل بكامل طاقتها أو أن البلطجية هم من وراء الأزمة أو أن المزارع تستخدمها فى التدفئة «يقصد مزارع الدواجن» وفى هذه الجزئية يشترك معه وزير التموين. أما مصانع التعبئة فالمبرر مختلف تماما وهو أن الأزمة تأتى بسبب تجمد البوتاجاز نظرًا لبرودة الجو، وكأن علينا نحن البسطاء أن ندعو الله أن يرفع درجة حرارة الجو.. لحد ما نتحرق مفيش مشكلة، لكى تقوم مصانع تعبئة البوتاجاز بالعمل على أكمل وجه، وكل ده فداء لحكومة د.الببلاوى الرشيدة وحتى نجد أنبوبة البوتاجاز. تصريح د. الببلاوى الذى قال فيه «لابد ألا يعتبر المواطن أن الحكومة أبوه» فقد نسى أن يقول «ولا أمه» لأننا أساسًا شعب نرفض الحكومة التى تعتبرنا عبء عليها. إننى اتعجب كثيرا عندما تصبح أزمة البوتاجاز أزمة متكررة كل عام ولم تستطيع الحكومات المتعاقبة حلها والحكومة الرشيدة القابعة بعد الثورة لم يكن لدى أحد مسئوليها فكر استراتيجى حقيقى لعلاج الملفات الساخنة فى وزارته لأنهم وبحسب التعبير الدارج عندنا فى الصحافة «بيشتغلوا بالقطعة» عندما تأتى الأزمة نبقى نفكر فيها، ونبحث عن حل لها، للأسف هذا هو تفكير السادة الوزراء. إننى أنصح د. الببلاوى إن كانت النصيحة تجدى نفعا، أن يشكل فريق لإدارة أزمة البوتاجاز، فريق على مستوى من الكفاءة، وأنا هنا أقول فريق وليست لجنة حتى لا نجد أنفسنا والحكومة غرقانين فى الأنبوبة «اقصد أزمة أنبوبة البوتاجاز»، وعلى الحكومة أن تفتش عن الجمعيات التى تحصل على حصص أنابيب بوتاجاز أين تذهب بها الآن، خاصة أن معظم تلك الجمعيات تابعة للتيار الدينى، بالإضافة إلى غياب الرقابة الحقيقية، وأكرر مطلوب فريق إدارة أزمة يا سادة، حتى لا تغرق الحكومة فى أزمة أنبوبة البوتاجاز. [email protected]