الإعلانات كلمة السر فى نجاح أو فشل أى محطة فضائية هى بمثابة المؤشر أوالترمومتير لمستوى القناة وللإعلانات إمبراطورية وعالم كبير بها ما يمكن أن نطلق عليهم ديناصورات الإعلانات أوملوك وحيتان اللعبة أصحاب الوكالات ذات النصيب الأكبر فى الكعكة والمسيطرة على سوق الإعلانات وهناك أيضًا حرافيش الإعلانات فى هذه الامبراطورية. يعد طارق نور أحد أكبر رجال دولة الإعلانات حيث أصبحت وكالته شبه محتكرة لسوق الإعلان على الشاشة. رحلة نور انطلقت فى بداية سبعينات القرن الماضى، حين درس الإعلان فى الولاياتالمتحدة، ولدى عودته إلى مصر عام 1973 التحق بالعمل فى وكالة الأهرام للإعلان، التى استمر بها خمس سنوات حتى قرر إنشاء وكالة خاصة وبدأ بالدعاية للمنتجات عام 1978 مع بدء الانفتاح الاقتصادى فى مصر، والتقارب بين مصر والولاياتالمتحدة، ويقر بأنه لولا هذا الانفتاح لما أبصرت وكالته الإعلانية النور، وكانت إعلاناته متأثرة بالروح الغربية، وخاصة الأمريكية، حتى أنه أسمى وكالته الأولى أمريكانا. وما هى إلا سنوات قليلة حتى تحولت الوكالة إلى مجموعة ضخمة تضم تسع شركات ما بين الدعاية والإعلان والإنتاج التليفزيونى، ليتوج إمبراطوريته بتدشين قناته القاهرة والناس، التى كانت مقصورة على عرض اعمالها فى شهر رمضان فقط قبل أن تصبح على مدار العام، لكى يضمن لنفسه مساحة كبيرة من الكعكة الإعلانية التى يقول هو إنها تزيد بنسبة 60% فى رمضان. وقد ساعدت دراسة نور للتسويق الإعلانى فى الولاياتالمتحدة على طرح أفكار غريبة وإنتاج إعلانات مثيرة ومبهرة تركز على الفتيات الجميلات، ثم انتقل إلى نمط جديد من الدعاية الرائجة فى الولاياتالمتحدة، وهوالتسويق السياسى سواء للسياسيين والوزراء أنفسهم أو لبرامجهم أمام الشعب، أى تحويل الإعلام عن خطط هؤلاء إلى إعلان يحاول إقناع للناس بأن ثمة تحسنا يجرى، وعليهم انتظار الخير الذى سيأتيهم وظهر منافسون أقوياء لطارق نور مثل علاء الكحكى وعمروالفقى وإسلام الألفى أصحاب شركة أد لاين والتى يندرج تحت مظلتها كل من شركتى ميديا لاين وسوفت بلازما وهى الوكيل الحصرى لقنوات الحياة والأوربت. فيما دخل السوق رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس عبر شركته «بروموميديا» ومعه إيهاب طلعت بحصة أقل، ومنذ فترة قصيرة اتفقت شركتا «بروموميديا» وشركة «أد لاين» على الاندماج عبر تأسيس شركة قابضة تندرج تحت مظلتها الشركتان. ويسهم اندماج الشركتين فى خلق كيان يستحوذ على أكبر حصة سوقية من الحقوق الحصرية الإعلانية للإعلام الخاص بمصر على مستوى الصحف والفضائيات. ويتضمن الاتفاق فترة انتقالية لمدة 6 أشهر للانتهاء من عملية الدمج. يمثل الكيان القابض الحقوق الإعلانية لشركة بروموميديا والتى تضم محطات دريم 1 و2 وكايرودراما وموجة كوميدى و«اون تى فى» وقناة «أون لايف اند نت» بعد التعاقد معها مؤخراً وصحف الشروق والذى تعد آخر الحقوق الإعلانية التى حصلت عليها الوكالة، بالإضافة إلى الحقوق الإعلانية لشركة «أد لاين» وتضم قناتى «المحور» و«التحرير» وصحيفتى الشروق والمصرى اليوم. حيث وقعت شركة «أد لاين» مؤخرًا عقدًا مع قناة التحرير بقيمة بلغت 30 مليون جنيه، فيما وقعت «بروموميديا» عقد امتياز إعلانى مع قناة «أون تى فى» يناير الماضى بقيمة 1.5 مليون دولار سنويا، ويعد عمروالفقى اكبر المساهمين بالشركة. تتمتع «بروموميديا» بحصة جيدة من إعلانات السوق المحلية فيما تعتبر «أد لاين» مركزاً إقليميا متميزاً للكيان الجديد. ويستحوذ الكيان الجديد على حصة كبيرة فى سوق الإعلانات خاصة فى مجال المحطات الفضائية، فيما تواجه شركة «ميديا لاين» منافسة حامية من الكيان الجديد وتعتبر «ميديا لاين» وكيلاً إعلانياً لمجموعة قنوات الحياة والموقع الالكترونى لليوم السابع وجريدتى اليوم السابع والوفد.