من مجرد فكرة حتى الحصول على براءة الاختراع وصولا لأعظم الجوائز العالمية رحلة طويلة من العذاب يعانيها المخترع المصرى الذى يطلب منه أن يكون مسوقا ومصمما ومصنعا إلى جانب كونه مخترعًا حتى يصل باختراعه إلى بر الأمان وهو ما لا يحدث فى أى مكان فى العالم، كان هذا جزءًا من ندوة «شباب بيحب مصر «التى عقدتها دار الكتب المصرية لمجموعة من شباب الباحثين والمبتكرين. حيث تحدثت الدكتورة هبة الرحمن أحمد رئيسة الجمعية المصرية للمخترعين التى تعنى بشباب المخترعين والتى بدأت سنة 2011 والتى تهتم بتتبع المخترع فى جميع مراحل الاختراع ورفع المستوى العلمى والتقنى له قائلة إن هذه الجمعية لا تهدف إلى الربح المادى وإنما تهدف إلى تعريف المخترع المصرى فى المحافل الدولية ونشر مخترعاته والوصول إلى عدد كبير من شهادات التعاون، حيث قامت الجمعية بعمل اتفاقات دولية مع الاتحادات الخاصة بالمبدعين والدخول فى المشاركات الدولية والمحلية حيث اعادت الجمعية مصر لعضوية المكتب التنفيذى للاتحاد الأوروبى ولعضوية الاتحاد الدولى ومقدمين على الدخول فى اتحاد اسمه ارشميدث، وتحدثت هبة عن انجازات الجمعية والتى أهمها إشهار نقابة المخترعين فى 2011 وهو تنظيم نقابى تابع لاتحاد عمال مصر يشمل المخترعين والذى من حقه تقديم قوانين وتشريعات خاصة بالاستثمار فى الاختراع، كما تهدف الجمعية إلى عمل صندوق دعم المخترعين لدعم الاختراعات المصرية والذى يتولى جميع الأعباء المالية التى يتحملها المخترع لمساعدته فى رحلته التى تبدأ منذ تسجيله براءة الاختراع مستعرضة لاهم أعمال المركز من دراسات فنية ودراسة جدوى وغيرها، كما اشارت إلى مدينة المخترعين التى ستكون قاعة مفتوحة ومدينة صناعية ذات طابع خاص قادرة على تنفيذ المشروعات والابتكارات، مشيرة أيضا إلى قسم التحكيم الدولى الذى يدافع عن المخترع فى المحافل الدولية عندما يتعرض لمشكلة قانونية حيث يعانى المخترع من أنه عند حصوله على براءة الاختراع يفحص دوليا ولكن تكون الحماية محلية. فى حين تحدثت د. فيكتوريا حبيب رئيس جهاز تنمية الابتكار والاختراع وأكاديمية البحث العلمى عن دور هذا الجهاز والذى يبدأ منذ يكون الاختراع مجرد فكرة حيث يقوم التيسك وهو المسئول عن معرفة الفكرة أو الاختراع وماذا سيقدم وما هى الجهة المقدمة له سواء كانت زراعة صناعة أو تجارة المهم أن يكون شيئا قابلا للتطبيق ثم يعطى الباحث كل التفاصيل عن كيفية تقديم براءة اختراع حيث يستغرق بحث البراءة سنة وفور الحصول على البراءة يأتى دور جهاز تنمية الابتكار والاختراع حيث يحاول الجهاز عمل النموذج الأولى منه وعمل بروتوكولات مع المؤسسات الخيرية التى تتحمل نصف الأعباء المالية وذلك كالتى بين الجهاز وبين جمعية مصر الخير ومشروع حلولنا بعقولنا، ثم تأتى مرحلة التحكيم التى تضم لجنة رفيعة المستوى لمناقشة الباحث فى تفاصيل المشروع وعند الموافة يأتى دور التسويق حيث يتوجه الباحث إلى المكان الذى يخص ابتكاره يرفق معه جواب من رئيس الأكاديمية إلى الجهة المختصة التى تحتاج هذا الاختراع. أما د. محمود سامى فتحدث عن نقابة الابداع والابتكار التى يرأسها والتى تم انشاؤها فى 2011 حيث تقوم النقابة كحلقة وصل بين المبدع والمستثمر أو رجل الاعمال وقال سامى إن هذه النقابة جاءت نتاج عمل ستة مؤتمرات سنوية حيث تعمل النقابة على التواصل مع كل المبدعين والمبتكرين للتعرف على مضامين الابداع والابتكار التى تقدموا بها ثم عمل تقييم للخطوات العملية التى نفذ بها الاختراع حيث تقوم النقابة بمساعدة المخترع فى التطبيق فتساعده وتدعمه من خلال عرضه على المستثمر أو رجل الأعمال الذى يتبنى مشروع التنفيذ. وقال محمود سامى إن النقابة تعانى من مشكلة عدم وجود كيان اقتصادى أو شركة اقتصادية توفر التمويل وتكون ذات كيان تضم فيه كوادر متعددة فى كافة علوم المعرفة وتكون هى من تأخذ الابداع او الاختراع وتتعاون معه ازاء تسويقه. وقد استعرض خلال الندوة عدد من الشباب لاختراعاتهم ومنهم شحات سعيد السيد أبو ذكرى الذى عرض مشروع فاستر ماث وهو الذى تم تسجيله بوزارة الثقافة لحفظ الملكية الفكرية، وتقوم فكرة مشروعه على تنمية القدرات الذهنية والعقلية للاطفال من سن 6 سنوات حتى 12 سنة حيث يساعد مشروعه على تنمية مهارات العبقرية والابتكار لدى الاطفال وجعلهم ذا قدرات فائقة فى اجراء عمليات الجمع وعمليات الطرح بالاستلاف وبدون استلاف وعمليات الضرب والقسمة بدون حفظ وفى غضون لحظات قليلة بشكل أسرع من الآلة الحاسبة. وقال ذكرى إن مشروعه يعتمد نظام التدريب للحساب الذهنى على استخدام الأصابع بكلتا اليدين مما يساعد على سرعة نمو العقل بأكمله، وذلك عن طريق 40 ساعة تدريب قادرة على تحويل الطالب الفاشل دراسيا إلى طفل عبقرى فى الرياضيات وان ما يجب توفره فقط هو معرفة الطالب بالأرقام والعلاقة فيما بينها مثل العلاقة بين 27 و28 أو العلاقة بين أصغر من وأكبر من ويعرف معنى عمليات الجمع والطرح.