المفكر القبطى كمال زاخر المنسق العام للتيار العلمانى فى الكنيسة حدد أبرز أحداث العام على المستوى الكنسى فى حدثين كبيرين أولهما كان ارتقاء الأنبا تواضروس الثانى الكرسى الباباوى، خاصة أنه جاء بعد شخصية كانت ملء السمع والبصر كالبابا شنودة الثالث، وفى ظل ظروف خاصة وعامة مرتبكة سواء فى الشأن الكنسى أو الشأن العام. وأضاف زاخر أن المنصب نفسه كان محل تطلع كثيرين، وكان أمر الانتقال من عصر البابا السابق إلى عصر جديد أمرا صعبا، ولكن استطاع الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركى أن يعبر بالكنيسة بسلام، مجنباً إياها مصادمات كانت مرشحة لها بفضل حكمته وإدارته للأزمه باقتدار. أما الحدث الثانى وهو لا يقل أهميه عن الأول – والكلام مازال لزاخر – فكان رحيل قداسة البابا شنودة الثالث وما أحدثه من فراغ رغم توقع الرحيل لظروفه الصحية وكبر السن، لكنه كان قد حفر لنفسه مكاناً فى قلوب كل المصريين، وجاء رحيله فى ظروف غاية فى الدقه استشعر فيها المصريين الخطر والإحساس باليتم، الأمر الذى انعكس على مشهد وداع قداسة البابا الذى كان مظاهرة حب مصرية شعبية تلقائية لم تشاهدها مصر منذ جنازة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والحدث نفسه جعل مهمة الأنبا باخوميوس صعبة ودقيقة حتى عبر بالكنيسة إلى بر الأمان. أما أبرز الأحداث على المستوى السياسى فقد لخصها زاخر فى وصول الإخوان إلى السلطة سواء على المستوى البرلمانى أو وصول أول رئيس إخوانى إلى قصر الاتحادية متمثلاً فى الرئيس د. محمد مرسى، وإقصاء بقية القوى الوطنية والسياسية، الارتباك الذى لمسه الجميع فى إدارة الدولة خلال العام الماضى، تصعيد الصدام بين مؤسستى الرئاسة والقضاء، وضع دستور جديد بكل ما حمله من تطورات وأحداث الأمر الذى يرشح البلاد لمستقبل غامض ما لم يتم تدارك الأمر باعادة النظر فى ثقافة الاستحواذ التى تبناها تيار الإخوان المسلمين والعودة إلى منهج الحوار الحقيقى دون فرض رؤية الحزب الحاكم على بقية الأطياف الفاعلة فى الحياة السياسية. وعن أمنياته للعام الجديد 2013، ففى الشأن الكنسى أعرب زاخر عن أمله فى إنجاز الملفات التى وعد البابا تواضروس بفتحها، ملخصاً إياها فى وضع منظومة قانونية تربط عمل مؤسسات الكنيسة، مع إعادة هيكلة منظومات التعليم والرهبنة والرعاية على كل المستويات، وإنجاز مشروعات قوانين الأحوال الشخصية واختيار البابا البطريرك، وتنظيم الإيبراشيات وتطوير الأديرة واستحداث نفق «الرهبنة الخادمة» وهو الملف الذى كان من ضمن مشروعات التيار العلمانى التى قدمناها للبابا وملخصها أن نستفيد من الطاقات الموجودة لدى قطاع كبير من الرهبان لخدمة المجتمع خارج أسوار الأديرة، وقد سبقتنا الكنيسة الكاثوليكية فى هذا عبر خدمة المدارس والمستشفيات والعمل المجتمعى وهى خدمة مشهود لها حتى الآن، مضيفاً أن كل هذا يأتى تحت شعار الانتقال بالكنيسة من مرحلة الفرد إلى المؤسسة وهو ما نشهد خطوات مؤثرة بالفعل اتخذها قداسة البابا خلال الفترة الماضية عقب توليه منصب الباباوية والذى شهد أيضاً تأكيد ابتعاد الكنيسة عن مربع العمل السياسى والتأكيد على أن دورها وطنى فى المقام الأول. وعلى المستوى الوطنى فقد أعرب زاخر عن أمنياته فى قيام رئاسة الجمهورية بالدعوة إلى مؤتمر قومى لإحداث حالة من التوافق الحقيقى ومراجعة المواد الخلافية الموجودة بالدستور حسب وعد الرئيس محمد مرسى نفسه بأنه سيكون من أولوياته بعد انتخاب البرلمان الجديد عرض هذه المواد على مجلسى الشعب والشورى، وأضاف زاخر أن الأمر الثانى الذى يتمنى تحقيقه هو الوصول إلى صيغه مشتركة لإدارة الدولة فى المرحلة القادمة عبر حكومة ائتلافيه يمكن أن نطلق عليها حكومة الانقاذ الوطنى بما يتجاوز الانتماءات الحزبية حتى يخرج الوطن من الأزمة التى يعبرها خاصة أن البديل كارثى. وليد فائق