أظهرت نتيجة انتخابات بابا الأقباط الأرثوذكس، التى أعلنها الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، أن أنظار الأقباط تحولت إلى الأساقفة لتولى أمور الكنيسة، وأن الرهان على الرهبان لم يعد له قوته السابقة.. ومثلت نتيجة صندوقى 1 و7 هذا التحول، فالأول خاص بأقباط المهجر، والسابع خاص بالأساقفة، وهم أعضاء المجمع المقدس، وأعضاء المجلس الملى، بالإضافة إلى الوزراء وأعضاء مجلس الشعب الحالين والسابقين. وجاءت نتيجة الصندوق الأول الخاص بأقباط المهجر، المخصص ل 533 ناخبا صادمة للجميع، حيث راهن العديد من المحللين الأقباط، على اتجاه أقباط المهجر إلى انتخاب رهبان، ولكن الواقع اختلف كثيرا، وذهبت أصوات المهجر إلى الأنبا روفائيل، أسقف كنائس وسط البلد، وحصد 422 صوتا، تلاه القمص روفائيل أفامينا، الراهب بدير مارمينا بالإسكندرية بأقل 22 صوتا حيث حصل على 400 صوت، تلاهما أسقف عام البحيرة الأنبا تواضروس. وعلى عكس التوقعات أخفق مرشحو المهجر القمص باخوميوس السريانى، الذى خدم فى إيطاليا، والقمص سيرافيم السريانى، الذى خدم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث حصل الأول على 51 صوتا، بينما حصل الثانى على 108 أصوات، بالرغم من هجوم المهجر على ترشيح أساقفة الإيبراشيات، ومعارضة الأنبا سرابيون، أسقف لوس أنجلوس، والعديد من أساقفة المهجر، وإصدارهم بيانات تندد بترشيح أساقفة الإيبراشيات، ولكن يبدو أن المهجر شنوا هجومهم على ترشيح أساقفة الإيبراشيات لإبعاد الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس عن الانتخابات.
وفى الجانب الآخر جاءت نتيجة صندوق 7 الخاص بالأساقفة والمجلس الملى والوزراء والسياسيين متوقعة، فبحسب ما أعلن الأنبا باخوميوس، فقد حصد الأنبا تواضروس 902 صوتا، تلاه الأنبا روفائيل، أسقف وسط البلد 103 أصوات، وهو ما يوضح رفض الأساقفة لانتخاب الرهبان على الكرسى البابوى، حيث حصد القمص أفامينا 87 صوتا، والقمص سيرافيم السريانى، 27 صوتا، والقمص باخميوس 13 صوتا. وبالسوابق التاريخية فكثيرا ما تشير نتيجة صندوق الأساقفة إلى صراعات ما بعد التنصيب بين البابا الجديد مع المنافسين الخاسرين، لعل أهمها ما حدث مع البابا شنودة الثالث، الذى كان أقل أصواتا من الأنبا جريجورس، لكن بمجرد نجاح شنودة نشبت خلافات عديدة بينه وبين منافسه الخاسر.
ونتائج الصندوق هذه المرة تطرح أسئلة تحتاج إلى إجابات.. هل لو فاز أى من الأنبا روفائيل أو القمص روفائيل أفامينا سيواجه صراعات وخلافات مع أساقفة المجمع المقدس الذين ذهبت أصواتهم إلى الأنبا تواضروس؟، وهل لو فشل الأنبا تواضروس سيواجه مصير الأنبا جريجورس، منافس البابا شنودة الثالث؟.
من جهته يرى كمال زاخر، مؤسس التيار العلمانى، أن الأرقام التى أعلنها الأنبا باخوميوس تحتاج إلى تدقيق ومراجعة منه، متسائلا عن سبب الفارق الكبير بين الأنبا تواضروس والأنبا روفائيل فى صندوق الأساقفة.
وأضاف زاخر أن قانون الكنيسة لا ينص على أن البطريرك القادم هو رئيس الأساقفة بالمعنى التقليد، أى يعين ويفصل أى اسقف وقتما شاء، ولكن أى قرار يصدره لابد من مراجعة المجمع المقدس، ولأن قانون الكنيسة ينص على أن كل أسقف هو بطريرك إيبراشيته، وأيضا كل الأساقفة سيحترمون اختيار الله فى القرعة الهيكلية.
من جانبه أكد مدحت بشاى، الكاتب القبطى أن نتيجة صندوق أقباط المهجر صادمة لكن التغيير جاء نتيجة التربيطات الانتخابية التى نتجت بعد عقد مؤتمرين سابقين للانتخابات، هدفا إلى رفع أسهم الأساقفة. واستبعد بشاى أن يؤثر الفارق بين تواضروس وروفائيل فى أصوات الأساقفة، على علاقة الثانى بالمجمع المقدس لأنه من تلاميد الأنبا موسى، وسينجح بمساعدته فى احتواء المعارضين له.
وأشار الناشط القبطى مينا عبد الملك أحد ناخبى البطريرك، إلى أن النتائج التى أعلنها الأنبا باخوميوس ليست دقيقة بالمرة، مؤكدا أن تلك النتائج بها العديد من الأخطاء.