"شحاتة" يشارك في الاجتماعِ التنسيقي للمجموعة العربية بمؤتمر العملِ الدولي    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    نقيب الأطباء البيطريين يشارك في احتفالية اليوم العالمي لسلامة الغذاء    عشرات الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدفاع بتل أبيب    تصريح صادم لمدرب ليفربول الجديد بشأن محمد صلاح    بالاسم ورقم الجلوس، رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بقنا    متى إجازة عيد الأضحى 2024 للقطاع الخاص والحكومي والبنوك في السعودية؟    تسلل لغرفته وطعنه بسكين.. "جنايات السويس" تقضى بإعدام قاتل صديقه    الحبيب علي الجفري: الدولة التي تدعي أستاذية العالم والقانون بكل غطرسة تهدد أعلى محكمة    إصابة أمير المصري أثناء تصوير عمل فني    بحضور أخت رشدي أباظة.. مهرجان جمعية الفيلم يحتفل بمئوية ميلاد سامية جمال    بشرى وضيوف مهرجان روتردام للفيلم العربي يزورون باخرة اللاجئين    قبل ذبح الأضحية.. أهم 6 أحكام يجب أن تعرفها يوضحها الأزهر للفتوى (صور)    السعودية تصدر "دليل التوعية السيبرانية" لرفع مستوى الوعي بالأمن الإلكتروني لضيوف الرحمن    بعد نهاية الدوريات الخمس الكبرى.. كين يبتعد بالحذاء الذهبي.. وصلاح في مركز متأخر    رئيس الوزراء يستعرض ملفات عمل وأنشطة المجلس القومي للمرأة    مجلس الحرب يشير على طاقم المفاوضات بعدم كشف العرض الإسرائيلي خشية تسريبه    فعاليات متنوعة للأطفال بالمكتبة المتنقلة ضمن أنشطة قصور الثقافة ببشاير الخير    فيلم "بنقدر ظروفك" يحتل المركز الرابع في شباك التذاكر    متحدث الحكومة: رئيس الوزراء استعرض جهود وزارة التعليم لسد عجز المعلمين    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية الفرجاني في مركز بني مزار غدا    إف چي هيرميس توقع اتفاقية شراكة مع بنك مصر لتوفير خاصية تغذية حسابات العملاء    كرة سلة - الكشف عن عدد الحضور الجماهيري لنهائي دوري السوبر بين الاتحاد والأهلي    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأبراج في شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    أخبار الأهلي : من هو اللاعب السعودي خالد مسعد الذي سيُشارك الأهلي في مباراة اعتزاله؟    ما جزاء من يقابل الإحسان بالإساءة؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس الوزراء يتابع تنفيذ المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية    طريقة عمل دجاج كنتاكي المقرمشة، أحلى من المطاعم    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    ذا هيل: تحالف كوريا الشمالية وروسيا قد يلحق ضررا ببايدن في الانتخابات الرئاسية    تكبيرات عيد الأضحى مكتوبة.. «الإفتاء» توضح الصيغة الشرعية الصحيحة    تعرف على محظورات الحج وكفارتها كما حددها النبي (فيديو)    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    اليونيسف: تعطل توزيع المكملات الغذائية بغزة يهدد حياة أكثر من 3 آلاف طفل    رئيس الشعبة بالغرف التجارية: مبيعات الأدوية تتجاوز 65 مليار جنيه خلال 5 أشهر من 2024    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    البنك التجاري الدولي يتقدم بمستندات زيادة رأسماله ل30.431 مليار جنيه    إصابة سائق إثر حادث انقلاب سيارته فى حلوان    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    توجيه جديد لوزير التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    في زيارة أخوية.. أمير قطر يصل الإمارات    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    محافظ كفر الشيخ يعلن أوائل الشهادة الإعدادية.. والطالبات يكتسحن القائمة (أسماء)    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غداً.. الكنيسة تعلن أول "بطريرك" في زمن "الإخوان"
نشر في الوفد يوم 03 - 11 - 2012

نحو الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تتجه قلوب الأقباط صباح اليوم الأحد ،يولون وجوههم شطر صندوق زجاجي يتضمن ورقات ثلاثاً بأسماء «مرشحي القرعة الهيكلية»– الأنبا رافائيل الحائز على أعلى الأصوات،
ونظيره الأنبا تاوضروس صاحب المركز الثاني، وثالثهم القمص روفائيل أفامينا مرشح الصحراء.. وكلما مرت ساعة من ساعات القداس الذي يبدأ في الثامنة صباحا برئاسة الأنبا باخوميوس تنفس الأقباط الصعداء أملا في الوصول إلى لحظة الحسم ،»البطريرك» بين إصبعين من أصابع طفل «القرعة» الذي سيختاره القائمقام من بين اثنى عشر طفلا يصعدون معا إلى «المذبح» ويضع «باخوميوس» يده على أحدهم من فوق ملاءة بيضاء ،ثم يمضي ناحية صندوق «الورقات الثلاث»لسحب أحدهم، معلنا نهاية «الانتقال الكنسي».
يشهد رؤساء الكنائس في مصر الحلقة الأخيرة من مسلسل «الانتخابات البابوية» الممتد على مدار سبعة أشهر مرت بما لها وما عليها على الكنيسة المرقسية ،البابا القادم سيتلقى نبأ فوزه هاتفيا في محل اعتكافه ،والمرشحون الثلاثة «الأنبا رافائيل، والأنبا تاوضروس، والقمص روفائيل أفامينا» معتكفون بأديرة «البراموس» و«الأنبا بيشوي» و«مارمينا» .
ستجرى القرعة الهيكلية بين المرشحين الثلاثة في أجواء روحانية – بحسب المعتقد المسيحي- إنهم يرونها اختياراً إلهياً –للكرسي البابوي، والأجواء روحانية الطابع بالكنيسة القبطية لم تغن عن تنبؤات تناثرت أنباؤها في محيط الأسر القبطية وعلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي حول «حسم» مرشح بعينه للمنصب البابوي، لكل مرشح من «الثلاثة» محبوه ومريدوه، والقرعة لا تعترف بعاطفة الأقباط ولا أهوائهم، ولا شيء يعلو فوق الطقس الكنسي.
نذر المرشحون الثلاثة «صوما» عن التصريحات الإعلامية لحين إعلان نتيجة القرعة، ولاحت في الأفق رؤى «الرهبان» وتنبؤات القديسين حول خليفة «البابا شنودة».
وحسبما جاءت تصريحات أحد رهبان دير مارمينا الذي ينتمي إليه القمص روفائيل فإن نبوءة ل «البابا كيرلس السادس» -مرجعية أفامينا - ل «تلميذه» الحائز على المركز الثالث في نسبة الأصوات ،بشرت بوصوله للكرسي البابوي في القرعة الهيكلية المزمع إجراؤها اليوم الأحد.
«أفامينا» أسرها في نفسه ولم يبدها لأحد خشية تفسيرها على أنها مغازلة صريحة لأصوات الناخبين، الراهب لا يريد خروجا علي تعاليم الرهبنة الرافضة للسعي إلى منصب أيا كان ،واكتفى بعبارته الشهيرة التي اختصنا بها إبان زيارة ل «الدير» إذا وصلت ل «الكرسي المرقسي» سأضع الأمر بين يدي الله، وأنفذ ما يريد.
رؤيا «الخلافة» ربما ليست أضغاث أحلام محب ل «الراهب الزاهد» -كما يلقبونه- بقدر ما هي رغبة جارفة لدى الأقباط في وصول راهب روحاني يعيد مدرسة «البابا كيرلس السادس مرة أخرى إلى أرجاء الكنيسة الأرثوذكسية التي دخلت رغما عنها منعطفا سياسيا أفقدها في ناظر جبهة العلمانيين الأقباط كثيرا من دورها الروحي.
عطفا على رؤيا «راهب دير مارمينا» ،جاءت نظيرتها ل «أحد رهبان دير البحر الأحمر» تقول بأن البابا القادم سيكون من صحراء مريوط –تلك المنطقة التي يقع فيها دير مارمينا - وسيلقب باسم البابا كيرلس السابع.. تلك هي الرؤى وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين، ولا القرعة الهيكلية تعترف بنبوءة حتى وإن كانت للبابا كيرلس.
بذات القدر من المحبة يحظى الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة- ودلالتها أظهرتها صناديق الاقتراع التي بوأته المركز الأول في نسبة الأصوات ،لكن القرعة الهيكلية في عهدين سابقين لم تسعف صاحب المركز الأول في الوصول إلى المقعد البابوي.
نبوءة الأنبا رافائيل الذي اعتذر شفهيا عن الاستمرار في الانتخابات البابوية قبيل إعلان القائمة النهائية ،ليست لراهب أو قديس باعتلاء الكرسي المرقسي ،وإنما محض توقع بحسابات الفلك يتماشى مع رفض لجنة الترشيحات لاعتذاره في اللحظة الأخيرة ،وشعبيته المتزايدة لدى شباب الأقباط ،تقول نبوءة الفلك إن «أسقف كنائس وسط القاهرة - تلميذ الأنبا موسى- الأنبا رافائيل سيتقلد منصبا هاما رفيعا انطلاقا من تفسيرات الأبراج التي قد تصيب أحيانا».
«رافائيل» الهادئ الواثق كرر دون ملل رفضه للوصول إلى «عرش الكنيسة» ،باعتبار عبء المنصب الذي يعرفه ويقدره،لكنها إذا جاءت فإن «الابتكار» وسيلته لتحقيق رسالة الكنيسة.
بعيدا عن التنبؤات والرؤى يقع الأنبا تاوضروس –أسقف البحيرة – وهو الذي لم يكن حتى إعلان القائمة النهائية للمرشحين موضع حسابات الأقباط في الوصول للمنصب البابوي.
«تاوضروس» الذي حظي بتصويت قطاع من أقباط المهجر ،نظير صفات الحزم والحسم، ربما تدفعه أقدار جاءت بالبابا شنودة الثالث إلى الكرسي المرقسي رغم حصوله على المركز الثاني بين المرشحين وهو ذات المركز الذي حصل عليه «أسقف البحيرة».
قليلة كانت تصريحات «تاوضروس» للإعلام لم تتكشف جوانب شخصيته بالشكل الكامل إلا من خلال بعد كنسي يتلخص في «إعداد جيد» للخدام لبناء نهضة الكنيسة.
أفاضت التحليلات عبر إعلان نتائج الانتخابات البابوية في تناول شخصيات المرشحين ،وتساءل البعض أيهم يأتي إلى عرش الكنيسة بخطة هادفة ومشروع نهضة كنسية؟ – «بينما تلاشت التساؤلات أمام تصريحات كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط التي قال فيها» لا يعنينا الآن من سيأتي إلى الكرسي المرقسي، لافتا إلى أن الثلاثة محل تقدير لدى جموع الأقباط ،وإنما الأهم هو قدرة البابا على التعامل مع الملفات التي تنتظره».
القادم من المرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية سيكون أول بطريرك في «زمن الإخوان» ،سيحتاج حتما إلى استراتيجية جديدة قد تنبثق عن المجمع المقدس في أول اجتماعاته بعد تجليسه في 18نوفمبر المقبل ،حول كيفية إدارة المرحلة القادمة مع صعود تيار الإسلام السياسي بالشكل الذي يضمن استقرار الكنيسة من ناحية ،وهدوء الشارع القبطي من ناحية أخرى.
يشترك المرشحون الثلاثة في تبني آلية»التفاهم» في التعامل مع الدولة إزاء ملفات حاضرة قابلة للاشتعال أبرزها أحداث الفتنة الناجمة عن قضية «أسلمة الفتيات» ،الصدام تخوف بعيد الفكرة بين الكنيسة والدولة في الفترة المقبلة في حال صعود أحد الثلاثة للكرسي البابوي.
مع انتهاء القرعة الهيكلية سيرتبط اسم البطريرك الجديد باسم «الطفل» الذي وضعه على الكرسي المرقسي مثلما فعل بأسلافه من قبل ،ارتبط البابا كيرلس السادس باسم الطفل رفيق سامي ،والبابا شنودة بالمهندس أيمن منير ،وينتظر الأقباط الآن «بطريرك» جديدا ،وطفلا يخلد اسمه كلما ذكر البابا ال 118.
14يوماً أخيرة للأنبا «باخوميوس» في المقر البابوي
القائمقام يرأس اجتماع المجمع المقدس 8 نوفمبر.. و«البابا الجديد» يبدأ تشكيل «السكرتارية» قبل تجليسه
حسم منصب «سكرتير المجمع» في أول اجتماعاته.. وأولي زياراته ل «الإسكندرية»
سأقول للبابا القادم «فرحنا باختيارك ،وننتظر منك حباً وعطاء للكنيسة» تلك العبارة هي آخر ما يصدر عن الأنبا باخوميوس قائقمام البطريرك قبل مغادرته للمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية عائدا إلى مطرانيته بالبحيرة.
أنهى الأنبا باخوميوس مهمته في إدارة الفترة الانتقالية الكنسية، ربما تعثر في على مدار سبعة أشهر في بعض القرارات لكن مجمل نتائج المرحلة صبت في مصلحة الرجل ،وحده يعرف كواليس ما جرى في لجان الإشراف علي الانتخابات البابوية ،وسيرحل «الأنبا باخوميوس» وفي صدره أسرار ما أحزنه بالمقر البابوي بحسب رسالة نقلها كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط قال فيها «رأيت بالمقر البابوي ما أحزنني».
بعد الإعلان عن اسم البطريرك ال118 للكنيسة، يتبقى ل «الأنبا باخوميوس» 14 يوما بالمقر البابوي يسير فيها أمور الكنيسة لحين موعد التجليس الرسمي في 18نوفمبر، خلال تلك الفترة يرأس القائمقام اجتماعا للمجمع المقدس في 8 نوفمبر الجاري ،ربما لوضع استراتيجية مبدئية للمرحلة المقبلة في ظل صعود البطريرك الجديد،وتجاوز الفترة الماضية بما لها وما عليها وإحداث توافق بين أساقفة المجمع حول أولويات الكنيسة مع البابا حديث العهد بالتعامل مع الدولة ومؤسساتها.
«باخوميوس» سيسأل البابا القادم بعد إعلان النتيجة عن طاقم السكرتارية الذي يريده للعمل معه ،أو على الأقل من يتسلم منه مهام العمل بالمقر البابوي قبيل رحيله إلى مطرانيته، ويتلقى ربما في اليوم الثاني أو الثالث من إعلان النتيجة تكليفات حول تغيير شكل المكتب البابوي ،وتسليم مفاتيح مكتب البابا شنودة للبابا الجديد الذي سيضع يديه على أوراق ومذكرات البابا الراحل.
و«البابا القادم» إذا جاء أسقفا من بين الأسقفين «الأنبا رافائيل ،الأنبا تاوضروس» فإنه سيرأس اجتماع المجمع المقدس قبل حفل التجليس ،بينما إذا صعد القمص روفائيل أفامينا فإنه لن يحضر اجتماع المجمع باعتباره ليس عضوا لحين رسامته أسقفا للإسكندرية.
أول قرارات البابا القادم داخل الكنيسة ترشيح أسقف لمنصب «سكرتارية المجمع المقدس» الذي يشغله حاليا «الأنبا بيشوي» أبرز المستبعدين من القائمة النهائية للانتخابات البابوية ،بحسب اللائحة فإن أول اجتماع للمجمع عقب تجليس البابا الجديد ستجرى انتخابات داخلية حول المنصب الأهم بعد «البطريرك» ،عندئذ ستتغير مراكز القوى داخل المقر البابوي ،وللمرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية رؤى مسبقة حول أولوية «سكرتارية المجمع».
توجهات ثلاثة – بعدد المرشحين للقرعة الهيكلية – لحسم «سكرتير المجمع المقدس» وإعادة ترتيب البيت الكنسي من الداخل بما يتماشى مع طبيعة المرحلة ،الأول –في حال فوز الأنبا رافائيل – فإن المنصب يقترب من الأنبا موسى أسقف الشباب، انطلاقا من علاقة الأستاذية والانتماء الفكري التي يبديها «رافائيل» ناحية الأسقف المحبوب، بينما في حال فوز «تاوضروس» فإن الأنبا باخوميوس يقترب من المنصب –رغم إعلن رفضه لتولي أي مناصب قيادية بالكنيسة خلال الفترة القادمة استنادا إلى أن خدمة الكنيسة لا ترتبط بالمناصب.
بينما في حالة القمص روفائيل أفامينا –فإن الأمور لن تتغير كثيرا، ربما تؤول سكرتارية المجمع المقدس ل «الأنبا آرميا» أحد أهم ركائز القوى في المقر البابوي
وستهدأ الأوضاع داخل البيت الكنسي ويلتئم الصراع الذي بدت مظاهره إبان مرحلة القائمة الأولية للانتخابات البابوية ،وسيحظى البابا القادم بقبول لافت أملاً في تهيئة الأجواء لعمل كنسي مؤسسي تعود من خلاله الهيئات المعطلة كالمجلس الملي لممارسة مهامها.
أولي زيارات البابا ال 118 ستكون للإسكندرية –حسبما قال الأنبا إبرام عضو لجنة الترشيحات -،سيذهب البابا لزيارة جسد مارمرقس لنيل بركته ،وعلى هامش زيارته سيلتقي كهنة الإسكندرية ،تلك الجبهة التي أعلنت عن نفسها أثناء الانتخابات البابوية رافضة ترشح أساقفة الإبرشيات للبابوية ،باعتبار أن اختيار البابا «أسقف الإسكندرية» حق أصيل لها.
«باخوميوس» سيذكره الأقباط كلما لاحت في أفق العمل الكنسي بادرة أمل على يد البابا القادم، و«البطريرك» سيحسم أمره ويرسم ملامح خريطته إبان اختيار طاقم سكرتارية و«سكرتير» للمجمع المقدس، وبين الفترتين ستبقى الملفات العالقة التي لخصها الأنبا موسى أسقف الشباب في «ملف الأحوال الشخصية، الأساقفة المبعدين ،كنائس المهجر ،تعديل اللائحة» شاهدا على أداء البابا الذي يعلق عليه الأقباط آمالا عريضة في استكمال ما انتهى إليه البابا شنودة.
رسالة العلمانيين للبابا القادم: انتقل بالكنيسة من «الشخص» إلى «المؤسسة»
يرفضون «القرعة الهيكلية».. ويعلنون «تقبل نتائجها»
فور إعلان النتيجة النهائية للانتخابات البابوية بصعود المرشحين الثلاثة «الأنبا رافائيل، الأنبا تاوضروس، القمص روفائيل أفامينا» للقرعة الهيكلية، بادرت جبهة العلمانيين الأقباط إلي بإعلان ترحيبها بعمل لجنة الانتخابات بقيادة الأنبا باخوميوس.
و«العلمانيون» لا يعترفون بالقرعة الهيكلية ويطالبون إزاء الإصرار على إجرائها بوضع ورقة رابعة في إشارة إلى إمكانية رفض السماء للمرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية، وفي أيديولوجيتهم تبدو القرعة «عادة يهودية» تبعد تماما عن القانون الكنسي، لكن شيئا من التدريج في الوصول إلى لائحة انتخاب جديدة خلال عام من تولي البابا الجديد دفعت الجبهة إلى مؤازرة الكنيسة في موقفها الحالي.
«لايهمنا من سيأتي إلى المقعد البابوي من المرشحين الثلاثة» كان هذا رد فعل كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط، مشيرا إلى أن الأهم هو تخلص الكنيسة من مرشحين للكرسي المرقسي - ضمن القائمة الأولية- يبشرون بصدام مع أجهزة الدولة والطوائف المسيحية الأخرى .
زاخر الذي تجري تحليلات المشهد الكنسي على لسانه ممهورة بالجدية والحيادية في الوقت ذاته، قال ان الجبهة في اليوم التالي لنتيجة «البابوية» قدمت ملفا شاملا للمرشحين الثلاثة للإطلاع عليه، الملف الذي يقع تحت عنوان «الانتقال من الشخص إلى المؤسسة» يتضمن أبرز أولويات المرحلة المقبلة في العمل الكنسي، ويتضمن بين ثناياه قضايا «إعادة هيكلة مؤسسات الكنيسة، وقضايا التعليم والرهبنة، والإدارة والأحوال الشخصية، إلى جانب مشاركة المدنيين في ادارة الكنيسة عبر مجلسها الملي».
أبرز ما في جبهة العلمانيين الأقباط على طريق «الإصلاح الكنسي» أنها ليست متأثرة برد الفعل «البابوي» في حال تجاهل مقترحاتها، وإنما يبقي استمرارها في أطروحات الإصلاح علامة فارقة على صدق نواياها تجاه المؤسسة الكنسية على عكس ما يروج البعض.
حسبما يرى منسق جبهة العلمانيين الأقباط فإن البابا القادم قادر على تجاوز المرحلة وإعادة ترتيب الأوضاع داخل الكنيسة، وإعادتها لدورها الروحي، مستندا إلى أحاديث المرشحين الثلاثة عقب إعلان القائمة النهائية .
زاخر الذي قدم مقترحا للبابا شنودة بتعديل اللائحة دون جدوى، أعرب عن أمله في تولي الأنبا باخوميوس منصب سكرتير المجمع المقدس، حرصا على الاستفادة من خبراته الإدارية التي ظهرت على الأداء الكنسي خلال 6 أشهر هي عمر مرحلة الانتقال الكنسي.
العلمانيون سيقدمون مشروع لائحة انتخاب البطريرك للبابا القادم، للاسترشاد بها عند تعديل اللائحة الذي تعهد به «ثلاثي القرعة الهيكلية» في حال وصول أحدهم للكرسي المرقسي، والجبهة حسبما أكد زاخر ستشهد تواصلا ملحوظا خلال الفترة المقبلة مع المقر البابوي بحزمة إصلاحات تفصيلية يتضمنها مشروع الانتقال من الشخص إلى المؤسسة، والمطلب الأهم من البطريرك ال 118 هو اختيار طاقم سكرتارية معاون، وليس حاكما –على حد قول منسق الجبهة - لإعطاء فرصة للتواصل بين المقر البابوي وكافة الأطراف في مسيرة جديدة للكنيسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.