كانت القائمة الأولية للمرشحين للكرسي البابوي في المرحلة الأولى، والذي خلا مؤخرًا بوفاة البابا شنودة الثالث في 17 مارس/آذار 2012، تضم عدد (17) من الآباء الأساقفة والرهبان، وبعد ذلك تم تصفيتها باستبعاد عدد (12) منهم، ثم أجريت الانتخابات بالنسبة لعدد خمسة آباء فقط هم "الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط البلد، والأنبا تواضروس أسقف عام مطرانية البحيرة في دلتا مصر، والقمص رافائيل آفامينا، والقمص باخوميوس السرياني، والقمص سارافيم السرياني". أجريت الانتخابات بمُشاركة 2412 ناخباً قبطياً لهم حق التصويت في الانتخابات البابوية، بالإضافة إلى خمسة من آباء المجمع المقدس في الكنيسة الإثيوبية. ووفقاً للبروتوكول الذي وقعه البابا شنودة في عام 1994 فإن خمسة آباء من أعضاء المجمع المقدس في إثيوبيا لهم حق الانتخاب في حال خلو الكرسي البطريركي في الكنيستين المصرية والإثيوبية. وبحسب المادة الثانية عشرة من لائحة انتخاب البطريرك (1957)، أجريت الانتخابات تحت إشراف لجنة تضم قائمقام البطريرك الأنبا باخوميوس رئيساً، وثلاثة من المجمع المقدس " الأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا لوكاس أسقف منفلوط، و الأنبا يوسف أسقف أمريكا الجنوبية"، وثلاثة من الأراخنة (العلمانيين) وهم "المستشار بشري مطر، والدكتور منير عزمي، واللواء سمير عازر". وبانتهاء عملية التصويت أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية مساء الاثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول نتائج الانتخابات، والتي أسفرت عن اختيار ثلاثة مرشحين من بين خمسة لانتخاب البابا رقم 118 للكنيسة الأرثوذكسية لحصولهم على أعلى الأصوات، حيث حصل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة علي1980 صوتا ليحتل المركز الأول، يليه الأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة وحصل على 1623 صوتا، بينما حل في المركز الثالث الراهب القمص رافائيل آفامينا وحصل على 1530 صوتا، وخروج كلاً من "القمص باخوميوس والقمص سارافيم" من خوض القرعة. اتسمت الانتخابات بالهدوء الشديد والالتزام من قبل الناخبين والحضور والإعلاميين وفق الخطة التي وضعتها لجنة الإشراف على الانتخابات البابوية، بالإضافة إلى التنظيم من قبل فرق الكشافة المُكون من نحو 300 شاب وفتاة لمُساعدة الناخبين وتوجيههم إلى صناديق الاقتراع، التي تولى الإشراف عليها لجنة خاصة تم تشكيلها من قبل لجنة الانتخابات، وضمت ستة قضاة واثنين من أعضاء المجلس الملي العام. العودة إلي أعلي مثلث القرعة الهيكلية:
القرعة الهيكلية:
وفقا للتقليد الكنسي سيخوض المرشحون الثلاثة "القرعة الهيكلية" التي تحدد موعدها في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل - وهو طقس كنسي يختار فيه طفل اسم واحد من بين الثلاثة، ليكون البابا الجديد، ويعود إلى أن عملية الانتخاب تمثل "الإرادة البشرية"، في حين أن القرعة تمثل "الإرادة الإلهية". تعد القرعة الهيكلية هي آخر مرحلة في اختيار البطريرك، حيث توضع أسماء الآباء الثلاثة "الأنبا رافائيل والأنبا تواضروس والقمص رافائيل آفامينا" في ثلاث ورقات بصندوق زجاجي شفاف على مذبح كاتدرائية القديس مارمرقس الرسول خلال مراسم القداس الإلهي - وفقا للنظام الداخلي للكنيسة لاختيار البابا- ثم يقوم أحد الأطفال - يتراوح عمره بين 4 و7 سنوات - وهو معصوب العينين بسحب ورقة واحدة، ليُعلن من خلالها الأنبا باخوميوس - القائمقام البطريركي - اسم البطريرك رقم 118. سيُقام احتفال كنسي كبير يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لتجليس "تنصيب" البابا الجديد رسميًا ليكون خليفة للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يحضره كبار رجال الدولة والسفراء الأجانب المُعتمدين بالقاهرة لحضور هذا الاحتفال. من جانبه قال القمص أنجيلوس، سكرتير القائم مقام البطريركي، إن الكاتدرائية تلقت طلب أكثر من 70 طفلا للاشتراك في القرعة الهيكلية، مؤكدًا أنه سيتم عمل قرعة بينهم لتحديد الطفل الذي سيجري القرعة. وأوضحت الدكتورة جورجيت قلليني، عضو لجنة الترشيحات، أن الكنيسة رتبت كل ما يتعلق بيوم القرعة الهيكلية، على أن يُعرض اسم الطريرك الجديد للجميع، وكذلك يتم قراءة الورقتين الأخريين لمنع أي تشكيك في عملية القرعة، وسيتم إبلاغ المرشح الفائز في الدير، لأن الثلاثة سيكونون في حالة اعتكاف لحين إجراء القرعة. وعلى الرغم من الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين الأقباط فإنهم يجمعون على أن هذا الطقس تحديدًا يُضفي روحانية على عملية انتخاب البابا، ويؤكد أن البطريرك اختيار إلهي، ولهذا السبب يصعب التكهن بمن سيفوز في تلك الانتخابات. ومصر بأقباطها ومسلميها يرفعون قلوبهم نحو السماء لينعم الله على مصر براعٍ للكنيسة الأرثوذكسية يملأ الفراغ الذي تركه قداسة البابا شنودة الثالث، وليكون صمام الأمان ورمانة الميزان بين طوائف شعب مصر العظيم، وليكون راعيًا أمينًا وخليفة للقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، ونسأل الله أن يقبل أصوام وصلوات شعب الكنيسة برعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك، من أجل أن يُعين الله راعيًا صالحًا يرعي شعبه بالطهارة والبر والعدل.