انتهت اللجنة التأسيسية من كتابة أول دستور لمصر بعد الثورة، و انقسم الشارع المصرى إلى فريقين كلاهما متعصب لرأيه وبشدة، رغم أن الموافقين لم يحددوا أسبابا مقنعة لهذا التأييد، والرافضين لم يفندوا أسبابا لاعتراضهم، وانتقل هذا الانقسام الموجود فى الشارع إلى مواقع التواصل الاجتماعى، حيث انقسم رواد فيس بوك وتويتر إلى فريقين مؤيد ومعارض، وبدأ أنصار كل فريق الترويج لموقفه، فالموافقين قاموا بتغيير صور حساباتهم الشخصية على موقع فيس بوك إلى “نعم للدستور”، وبدأوا فى نشر المقالات والموضوعات المؤيدة لفكرهم، بالإضافة لإنشاء صفحات تدعو لقبول هذا الدستور وإقناع الآخرين به، وهكذا فعل الفريق الآخر الرافض للدستور، حيث قاموا بتغيير صور حساباتهم إلى “لا للدستور”، وانضموا للصفحات الرافضة له، وبين هذا وذاك ظهر فريق ثالث يدعو لمقاطعة الاستفتاء، لشعورهم بأنه لا يليق بمصر بعد الثورة، وكأن فيس بوك وتويتر هما ساحة المعركة التى تنافست فيها جميع الفرق. ولم يكن الشباب هم أبطال تلك المنافسة وحدهم، بل اشترك معهم مجموعة من المشاهير سواء كانوا سياسيين أو كتابا أو فنانين أو إعلاميين قرروا ألا يقتصر تعبيرهم فى الرأى على مقالاتهم ولقاءاتهم التليفزيونية، إنما قاموا بإبداء آرائهم على حساباتهم الشخصية ليزيد الموقف سخونة واشتعالا. ضمت المجموعة الداعية إلى التصويت ب “ لا” للدستور العديد من المشاهير، منهم د. باسم يوسف الإعلامى الساخر، والذى قال عبر حسابه الشخصى بتويتر “ عادة لا أعلن عن مواقفى السياسية، لكن كله إلا الدستور، فى كلمة واحدة مهزلة، ولو وصلنا لمهزلة الاستفتاء هقول لا”، كما أعلن الفنان نبيل الحلفاوى على تويتر أنه ضد الدستور، قائلا إن اللجنة التى قامت بكتابته سيطر عليها تيار بعينه، كما افتقدت أيضا قامات فكرية وقانونية وسياسية كانت ستتيح لنا دستورا أفضل، وأكثر مدعاة للفخر. الإسلاميون على الجانب الآخر، كانت قيادات الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية من أبرز مؤيدى مشروع الدستور، وسارعت هذه القيادات إلى التعبير عن آرائها عبر فيس بوك وتويتر، فقال د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى بجماعة الإخوان المسلمين إن الدستور توافقى، وامتناع البعض عن المشاركة فيه لا يقدح فى التوافق لأن المطلوب ليس الإجماع، مضيفا، الجمعية التأسيسية تم تكوينها بمقر حزب الوفد بتوافق وطنى عريض، وجميع من فيها شاركوا فى صياغة مشروع الدستور بتوافق وتوقيعاتهم مسجلة، ولم يتم العدول عما تم الإتفاق عليه، وأضاف العريان عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك أن المادة الثالثة والتى تنص على أن «مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية»، بقيت كما هى رغم عدم حضور ممثلى الكنيسة، والمادة المعترض عليها الخاصة بالمرأة لم تدرج، وتم حذف كلمة المجتمع من مادة النظام العام والأداب. وأوضح العريان أن الذين احتقروا الشعب والثورة طوال الشهور الماضية بمحاولات فرض (مجلس رئاسى) أو رئيس حكومة أو ثلاثة زعماء متشاكسين عليهم النزول على إرادة الشعب فى انتخابات حرة، والرضا بنتيجة الاستفتاء، وبناء قواعدهم التصويتية مع حقهم فى الاحتجاج السلمى”. المقاطعون وما بين مؤيد ومعارض، هناك فريق ثالث يطالب بمقاطعة الدستور، ومن أبرز أنصاره الدكتور علاء الأسوانى، والذى دعا جموع المصريين إلى مقاطعة الاستفتاء على مسودة الدستور. مطالب التأجيل وإذا كان البعض يطالب بمقاطعته، فإن د. مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق، طالب بتأجيل الاستفتاء على الدستور، قائلا على تويتر “إلى الرئيس احترم رغبة شعب مصر بتأجيل الاستفتاء لمدة شهر حتى يستطيع قراءة الدستور الذى تم تعديل مسودته عشرات المرات”، واتفق معه فى الرأى نجاد البرعى الناشط الحقوقى قائلا على تويتر: من كان صادقا وصديقا للرئيس فلينصحه.. اسحب الإعلان الدستورى واعرض مسوده الدستور على خبراء من كل التيارات، وأجل الاستفتاء شهرين للمناقشة”، وكانت هذه أيضا نصيحة جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الذى قال “ أنت رئيس منتخب، تراجع عن الإعلان، وأصدر قانون السلطة القضائية، وأجل هذا الدستور، وادعُ لحوار وطنى، تستعيد الشرعية المهددة”. أبرز التعليقات ومن المشاهير إلى أبرز تعليقات رواد فيس بوك وتويتر، والذى اتسم بعضها بالسخرية، والبعض الآخر بالتحليل العميق لمواد الدستور، كما توقع البعض تأجيل الاستفتاء على الدستور أو إلغاءه، خاصة بعد المظاهرات التى كانت أمام قصر الاتحادية الثلاثاء الماضى، والتى طالبت بإلغاء الإعلان الدستورى. “ طريقة وضع الدستور تذكرنى ببناء الأدوار المخالفة على أرض زراعية فى أنصاص الليالى قبل ما البوليس يصحى ويكبس على الحرامية” “ يقولون إن الدستور قسم الشعب.. فهل هناك كتاب سماوى نال إجماع الناس.. بطلوا كذب” “ مفروض يكتبوا فى الدستور: المواطن هو مجرد شخص نهتم به عندما نحتاج إلى صوته فى الصندوق، ويسهل شراءه بشعارات تطبيق الشريعة والاستقرار” “ كل ما يقال فى الإعلام عن الدستور كذب، ووصل الأمر إلى توزيع مسودات دستور مزورة وبيعها فى المكتبات.. إفلاس واضح.. الرأى يقابله رأى وصندوق” “ هناك كلام كتير عن وجود نسخ مضروبة من الدستور فى الشارع.. الصين ماسابتش حاجة إلا ودخلت فيها يا جدعان”. “ مجرد تساؤل.. كام واحد نزل الاتحادية قرأ الدستور”.