لماذا تراهن مصر دائماً بورقة واحدة؟!.. كرم جابر، نهلة رمضان، آية مدنى، محمد عبد الفتاح، هشام مصباح... مواهب رياضية وأسماء عبرت عن وجود بطل أوليمبى أوحد فى كل لعبة من الألعاب الفردية فى مصر، مما أنتج عنها وجود أزمة حقيقية للرياضة المصرية فى ظل عدم تحقيق إلا النادر من الميداليات فى الأولمبيات المختلفة خاصة فى حالة إعتزال هذا اللاعب الأوحد فى لعبته. هذه الأزمة لم تظهر اليوم فقط بل أنها امتدت على مدار تاريخ الرياضة المصرية فى كل الألعاب ومعها لم نحقق إلا عدد قليل من الميداليات بشكل لا يليق باسم مصر، ومعها أيضاً تعاد طرح الأسئلة التى تظهر عقب كل إخفاق أوليمبى لماذا لا نهتم بالقاعدة الأولمبية، ولماذا لا نوسع من المشاركة الشبابية؟! ولماذا دائما لا نحقق ميدالية ذهبية؟!.. وهل هناك عقوبات صارمة للمقصرين؟! وهل يقدم رئيس البعثة دائماً تقريراً وهمياً؟!.. يقول محمد الصوفى المدير التنفيذى لاتحاد التجديف أن إعداد البطل الأوليمبى يبدأ من سن 8 سنوات وذلك حتى يتم تأهيلة للدورة التى تأتى بعد ثمانى سنوات ويحتاج ذلك توفير لتفرغ كامل للاعب وألا ينشغل بالدراسة، مثلما يحدث بالخارج حيث يتم ضبط ووضع مواعيد الدراسة على البرنامج التدريبى. ويضيف ما يحدث هنا هو أن التدريبات والمعسكرات الخارجية والتى تتطلب تكلفة يومية لكل لاعب ما بين 85 - 90 يورو هذا فى الوقت الذى يكون فيه الإحتكاك بمدارس أجنبية متنوعة هو أساس خلق الأبطال الأولمبيين، لأنه لكى يتأهل بطل أولمبيى إلى الأولمبياد لابد له من خوض على الأقل 6 بطولات دولية. وأشار إلى أن أيضا الإعداد الأوليمبى يتسم بأنه مختلف عن الإعداد للبطولات الدولية، فالبطل الأوليمبى الناجح لا يشترك إلا فى بطولات معينة هى التى تؤهله للمشاركة فى الأولمبياد، موضحاً أن كرم جابر مثلاً مصارع بالفطرة من عند المولى عز وجل أضيف له التكنيك مع هذه الفطرة فاستطاع تحقيق ميدالية ولو كان اهتم بنفسه بعد ميدالية أولمبياد أثينا 2004 لكان حصل على أحسن مصارع فى العالم فى الدورة التالية عام 2008. وشدد صوفى على أن الموارد المالية أولا وأخيرا تمثل عائقا كبيراً لوجود أكثر من بطل أوليمبى فى اللعبة الواحدة، فلدينا لاعبون كثيرون ممكن إعدادهم من الصغر ليكونوا أولمبيين لكن المال هو الفيصل، ورغم وجود رجال أعمال كثيرين إلا أنهم لا يحبون الصرف على عكس الخارج الذين يتكلفون الكثير لخلق أكثر من بطل فى اللعبة الواحدة.. وللأسف أيضاً يتم هنا الصرف على اللعبات الجماعية التى قد تضم 18 أو 20 لاعباً فى اللعبة الواحدة والتى إذا وضعت فى الألعاب الفردية لتحققت ميدالية ذهبية. وأكد اللواء محمد الدمرداش التونى رئيس اتحاد الخماسى الحديث على ضرورة ألا تقف أى لعبة سواء فردية أو جماعية على لاعب واحد. مشيراً رئيس اتحاد الخماسى الحديث أن تكلفة الميدالية الذهبية الأولمبية تزيد عن 18 مليون يورو حتى تستطيع أى دولة الحصول على الذهبية. وأضاف التونى أن المشكلة تكمن فى الدعم الذى يعد العائق الرئيسى فى هذه الأزمة ضاربا مثال يخص الخماسى أن تكلفة المدرب الأجنبى يكلف شهرياً 5000 يورو إلا أن المجلس القومى للرياضة رفض أن يتكفل بميزانية المدرب الأجنبى مما أدى إلى فراغ تدريب فى الإتحاد.. ويتهكم حمدى شومان رئيس اتحاد الملاكمة من الوضع الذى تعانى منه الرياضة المصرية فى الألعاب الفردية، حيث يقول «من الجيد وجود بطل من الأساس فى كل لعبة»، ويتابع لقد شاركنا بخمسة ملاكمين ولم يحقق أى لاعب منهم ميدالية أو حتى أقرب بالمنافسة على ميدالية برونزية، لكن لاعباً مثل كرم جابر فهو بحق «سوبرمان» للألعاب الأولمبية فى مصر،حيث يمتلك إمكانيات ليست لدى أى لاعب مصرى آخر، ومن المؤسف أن يظهر لاعب بحجم هذا اللاعب مرة أخرى إلا بعد زمن طويل. وأضاف بأن ظاهرة اللاعب الأوحد موجودة فى الوطن العربى كله وليس مصر فقط، والدليل عدم وجود منافسين على الميداليات من دولة عربية واحدة فقط، وهذا على عكس دول أوربا وأمريكا اللاتينية وذلك لوجود اهتمام بالاعب منذ الصغر والتفرغ الكامل لهؤلاء الأبطال للعبات التى يلعبونها. على جانب آخر ينتظر العامرى فاروق وزير الرياضة التقرير الفنى للواء أحمد الفولى رئيس البعثة للتحقيق فى الإخفاق الذى حققه اللاعبون المصريون وأيضاً مشكلة على مشاركة لاعبى المصارعة فى بعض المنافسات والتحقيق معهم ومع الجهات الفنية والإدارية الخاصة بهم!!..