أرشيف التليفزيون شاهد على نصر أكتوبر وبطولات الجيش المصري العظيم، وبه تسجيلات جميلة ونادرة، تحتاج الأجيال الجديدة لمشاهدتها لاستعادة روح التحدى والعزيمة والرغبة فى الحياة والنصر التى افتقدناها بشدة هذه الأيام.. فى أرشيف التليفزيون تسجيلات مع كبار قادة الحرب.. المشير احمد اسماعيل، والجمسى، وأبو غزالة، وقادة أفرع الجيش المنتصر، وجنود بواسل قدموا تضحيات وقاموا بأعمال عظيمة، ومنها تسجيل مازلت أذكر تفاصيله منذ أن كنت طفلاً مع صائد الدبابات «عبد العاطى»، وتسجيلات أخرى مع «جمعة الشوان» الذى جسد عادل إمام شخصيته وبطولاته كعميل للاستخبارات المصرية فى مسلسل «دموع فى عيون وقحة»، وتسجيل مع زوجة رأفت الهجان، التى تزوجت بعد موته من الفنان الراحل إيهاب نافع، وحوار تليفزيونى مع المهندس محمد نسيم الذى درب الهجان وأشرف على تجنيده للعمل فى المخابرات، وتسجيل حديث نسبياً مع الأبطال الحقيقيين الذين قاموا بتفجير المدمرة إيلات، خلال حرب الاستنزاف ولم يلتقوا مع فريق العمل الذى قام بتجسيد شخصياتهم فى فيلم «الطريق إلى إيلات» الذى أخرجته «إنعام محمد على»، وقام ببطولته عزت العلايلى ومادلين طبر والراحل صلاح ذو الفقار، ومجموعة من النجوم الشباب وقتها.. ولدينا فى التليفزيون أيضاً خطابات بطل الحرب الرئيس الراحل أنور السادات، قبل وأثناء وبعد النصر، وكلها وثائق تاريخية لا?بد أن نذيعها كاملة، لكى يعرف الشباب تاريخنا المعاصر من مصادره الحقيقية، بدلاً من البحث عنها فى الصحف الصفراء، ومواقع الإنترنت الرخيصة، وأبواق أعدائنا الذين يحاولون الوقيعة بين الشعب والجيش، والتشكيك في نوايا مؤسستنا العسكرية الباسلة ، ويطبلون ويزمرون لأبطال من ورق، ووكلاء لجهات أجنبية وقوى إقليمية تحركهم كعرائس الماريونيت، وتخوض بهم حروبها البديلة! وفى أرشيف التليفزيون أيضاً أفلام تسجيلية ووثائقية عظيمة للمبدعة «سميحة الغنيمى»، وغيرها من نجوم السينما التسجيلية، الذين أبدعوا أعمالاً جميلة عن حرب أكتوبر، لم تعد تذاع أبداً، ولا حتى فى المناسبات، ولدينا أوبريتات غنائية ولوحات استعراضية أنفق عليها الملايين، لتعرض مرة واحدة فى يوم الاحتفال بالنصر، ثم تُعلب بعد ذلك فى الأرشيف، ولا يشاهدها الناس أبداً.. وهي مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، لإعادة الروح التى كادت تنطفئ من جديد بعد أن اشتعلت وتوهجت في الخامس والعشرين من يناير، وحتى نذكر من نسوا أو تناسوا أن الجيش العظيم الذى حارب وانتصر، سيظل دائما هو حائط الدفاع الأول ضد أعداء هذا الوطن في الداخل والخارج، مهما كره الكارهون أو حاولوا الوقيعة بين حماة الشعب وأي فئة من فئاته.. ولدينا كنوز فنية وثقافية حقيقية حول أسرار الانتصار العظيم ولقاءات مع رجاله وشهود عليه، ثم توثيق شهاداتهم بالصوت والصورة، ودفنت فى أرشيف التليفزيون.. وآن الأوان لكى يزال عنها الغبار الآن، وتذاع مرارا وتكرارا بدلا من برامج التيئيس وحوارات الفتنة.