هانى شاكر، الحجار، الحلو، ثروت، غادة رجب، ريهام عبد الحكيم، مى فاروق.. كلها أصوات جميلة لمطربين حقيقيين ومطربات من زمن الغناء الجميل.. لكن هذه الأصوات لم تعد تشدو سوى فى أماكن قليلة، على رأسها الأوبرا التى تحولت إلى ما يشبه المتحف للحفريات الغنائية القديمة.. فلماذا انتقل الغناء من الحفلات الراقية إلى «نغمات» التليفون المحمول؟.. وهل يمكن أن يعود من جديد عصر الطرب؟.. هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال السطور القادمة.. * فى البداية يقول الناقد الموسيقى محمد الشافعى: بالطبع جيل محمد الحلو وعلى الحجار ومحمد ثروت أعتبره الجيل الذى استلم الراية بعد جيل عبد الحليم حافظ، ولأن الساحة الغنائية مكونة من ضلعين فهناك ضلع ناقص وهو الجمهور، وأنا فى رأيى أن ما يتداول على عدم حب الجمهور لمثل هؤلاء المطربين غير صحيح بدليل أن حفلات الأوبرا تكون مزدحمة جدا لدرجة أنهم يضيفون عددًا من المقاعد الإضافية فى الحفلات الغنائية. أيضا الإصرار الإعلامى على تتويج معظم المطربين الجدد والتبجيل بهم وعمل العديد من الحوارات مما فرضهم على الساحة الغنائية وجعلهم يقيمون العديد من الحفلات الغنائية الشبيهة بحفلات الزار، مما يدعوا الشباب الى التحرش الجنسى داخل هذه الحفلات الهابطة!!! * عودتى للغناء كانت عن طريق الأوبرا، هذا ما قاله المطرب محمد الحلو ويواصل قائلا: فى الحقيقة يرجع الفضل إلى عودتى للغناء مرة أخرى للدكتور عبد المنعم كامل الذى استطاع إقناعى بذلك، وقدمت العديد من الحفلات الغنائية بدار الأوبرا، لأننى أرى فيها مكانًا للطرب الأصيل والجمهور أيضا الأصيل، وللعلم جمهور الأوبرا ليسوا من الكبار فقط كما يتردد، ولكن هناك العديد من جمهور الشباب يحضر حفلاتنا ويتفاعلون معنا ويطلبون منى أن أغنى أغانى محددة وهذا يعنى أن هناك من يريد أن يستمع إلى طرب ولكن لم يجد ذلك إلا فى الأوبرا، ولذلك فأنا فخور بالغناء هناك. * ويواصل المطرب على الحجار ما قاله محمد الحلو قائلا: أنا سعيد جدا بإقامة العديد من الحفلات فى دار الأوبرا وأنا لست بعيدًا عن الساحة الغنائية وغنائى فى الأوبرا ليس معناه أننى بعيد عن الساحة، بدليل تقديمى ألبومات غنائية حتى الآن، وألبومى القادم قريبا إن شاء الله، وهذه الألبومات حققت نجاحا كبيرا ويردد أغنياتى الصغار قبل الكبار، وهذا دليل على أن الجمهور برىء مما ينسب إليه من حب الأغانى الهابطة، وأنا أشعر بنجاحى فى الأوبرا، من خلال حفلاتى الممتلئة بالجمهور.... * أما المطرب محمد ثروت فكانت له وجهة نظر مختلفة فيقول: الأوبرا ليست أفضل شىء فى الوجود ولكن هى الموجودة أمامنا الآن فماذا نفعل؟ أنا كمطرب أرغب فى وجودى على الساحة ولكن ما هو المتاح لدى الأوبرا الآن؟ وحتى الأوبرا لدىّ الكثير من التحفظات عليها؟ فأين المسرح الغنائى وأين حفلات أضواء المدينة والتليفزيون، وكما كان يقول المطرب الراحل محمد عبد الوهاب الغناء تحريض ومعدٍ وهو الآن معدٍ بالمرض اللعين، حتى الحديث فى مثل هذا أصبح مللاً وكالذكرى السنوية نتذكر ذلك دون أى حل؟ ونحن نخلق المشكلة ونتساءل لماذا حدث ذلك؟ ولو تحدثنا بجدية فلا يصلح أن يحدث هذا فى مجتمعنا، وأعتقد أن هذه المشكلة ليست بالصعوبة أن تحل،ولكنها مشكلة أدواتها معروفة فى الحل،فلابد من وجود اعتبار لفن الغناء وتقدير لهذا الفن ويكون هناك لجان لفلترة الأغانى الهابطة.. فعلى سبيل المثال منذ شريط الأطفال الذى قدمته أين اغانى الاطفال؟ فلنتذكر أغانى مثل حبيبة بابا، وجدو على وغيرها والأغانى الوطنية مثل مصريتنا أيضا أغنياتى العاطفية كذلك، وأغنياتى الدينية كذلك، ما المطلوب منى أن ألعب أكروبات أو ألعب فى السيرك، حافظت على مشاعر جمهورى وحافظت على سمعتى كمطرب فلم أغنى فى محلات أو كباريهات، فأنا شديد الحزن على ما يحدث الآن فنحن من نخلق المشكلة ونحن من يفعل العويل عليها، فنحن شعب يحب العويل، وأنا أشبه الأغانى الهابطة بالخضار المروى بماء الصرف الصحى، فنحن من فعلنا ذلك فلماذا نحزن؟!