سيطرت نتائج قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لشبونة علي الصحافة البريطانية أمس الأول، حيث قالت صحيفة "الصاندي تلجراف" إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تختلفان حول الخروج من أفغانستان. ويأتي ذلك بعد أن اتفق زعماء الحلف علي خطة لنقل المسئوليات الأمنية في أفغانستان علي مدي السنوات الأربع المقبلة، للقوات الأفغانية. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يصر علي سحب القوات البريطانية قبل الانتخابات البريطانية القادمة، معتبراً أن الأربع سنوات القادمة، أي عام 2014 هي موعد نهائي لسحب القوات، بينما الجانب الأمريكي، وعلي النقيض من ذلك، يصر، وعبر مسئوليه، أن الخطة التي تم الاتفاق عليها في لشبونة لا تتضمن وضع حد للعمليات القتالية الامريكية.في أفغانستان، وقالوا للصحيفة أن القوات الامريكية يمكن أن تستمر في محاربة طالبان في افغانستان حتي بعد نقل المسئوليات الأمنية. وفي السياق ذاته، نشرت "الاندبندت" تقريراً مشككاً بجدوي نقل المسئوليات الأمنية للقوات الأمنية في غضون السنوات الأربعة القادمة، حيث قالت أن قوات الأمن في أفغانستان قدراتها مشلولة بسبب الفساد، وضعف التدريب، ومعدلات الانسحاب من تلك القوات مرتفعة، ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بمسئولين بريطانيين وأمريكيين كبار، أن ذلك يلقي ظلالا من الشك علي الخطة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها في لشبونة. وقالت الصحيفة إن خبراء غربيين شكوا بأن الغالبية العظمي من رجال الشرطة في أفغانستان غير مدربين ولا يعرفون حتي القانون. وكان تقرير لرئيس بعثة تدريب حلف شمال الاطلسي في أفغانستان، قد حذر العام الماضي، من أن الخطة الانتقالية لن تنجح في ظل العجز الحالي لمئات الخبراء اللازمين لتدريب الشرطة المحلية والجيش. ونقلت الصحيفة عن كارين بيرس، ممثل وزارة الخارجية البريطانية الخاص بأفغانستان، قوله بأن هناك شكوكا بالقوي المحلية من الأفغان خاصة فيما يتعلق بتحولهم الي حركة طالبان. وكان الناتو قد وافق علي استراتيجية لسحب معظم جنودها من افغانستان بحلول اربعة اعوام، وذلك عبر نقل مسئولية الاعمال القتالية الي الجيش الافغاني، والتزمت دعم حكومة كابول علي المدي البعيد. وقال الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوج راسموسن في اليوم الثاني لقمة شكلت افغانستان عنوانها الرئيسي "لقد اطلقنا العملية التي سيصبح من خلالها الشعب الافغاني سيد وطنه". واضاف "اتفقنا (مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي) علي شراكة طويلة الامد ستستمر حتي بعد انتهاء مهامنا القتالية". ومن المقرر ان تبدأ هذه العملية صيف 2011 في اقصي تقدير وتستمر حتي نهاية 2014. وخلال المرحلة الانتقالية فان القوات الدولية وبدلا من ان تكون في الجبهات الامامية، ستقوم بتقديم الدعم للجيش الافغاني، علي ما اوضح راسموسن. وقال راسموسن ايضا "اننا باقون بعد الفترة الانتقالية في دور مساند". واوضح "لنقل ذلك ببساطة، اذا كانت حركة طالبان او غيرها تامل في رحيلنا فلتنس الأمر. سنبقي طالما كان ذلك ضروريا لانهاء العمل". وابدت المانيا استعدادها لاستضافة مؤتمر جديد في نوفمبر 2011، أي بعد عشرة اعوام من مؤتمر مماثل في المكان نفسه دشن العملية الانتقالية السياسية في افغانستان بعد سقوط نظام طالبان. من جهته، اعتبر مسئول كبير في البيت الابيض السبت في لشبونة ان "كثيرا من المعارك القاسية" لا تزال تنتظر القوات الدولية في افغانستان قبل ان تتمكن بحلول العام 2014 من نقل المسئوليات الامنية الي الجيش الافغاني. واوضح المسئول ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما لم يقرر حتي الآن ان يغير رسميا طبيعة الانشطة العسكرية في افغانستان التي تعتبرها الادارة الأمريكية راهنا "عمليات قتالية". وفي كابول، ردت حركة طالبان علي اعلان القادة الاطلسيين بدء انسحاب قوات الحلف من افغانستان العام المقبل مؤكدة ان حلف شمال الاطلسي "مصيره الهزيمة". وتم إعلان الالتزامات الاطلسية في حضور الرئيس الافغاني اضافة الي قادة عشرين دولة غير عضو في الحلف الاطلسي تشارك في قوة ايساف الدولية فضلا عن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان. وحضر ايضا في لشبونة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وقادة الاتحاد الاوروبي. ووعد باراك اوباما الجمعة في مقالة صحافية بانه لن يتم التخلي عن افغانستان بعد نقل المسئوليات الامنية من القوات الدولية الي القوات الافغانية.