انطلقت قمة حلف شمال الأطلنطي( الناتو) في لشبونة أمس والتي ترسم ملامح شكل الحلف الجديد وأولوياته في ظل التحديات المعاصرة. وأعرب الأمين العام للناتو أندرس فوج راسموسن, في رسالة بثت عبر موقعه الإلكتروني علي شبكة الإنترنت, عن عزمه في السعي لجعل الحلف' أكثر فاعلية ومصداقية والتزاما', معلنا' العمل في لشبونة علي اتخاذ قرارات مهمة بشأن الإصلاح وأيضا سنظهر التزامنا القوي بدعم شراكاتنا مع مختلف الشركاء في العالم'. وأضاف أن الحلف يسعي خلال هذه القمة, التي تختتم اليوم, إلي إعادة تنظيم هياكله وتوزيع مصروفاته, مؤكدا' سنعمد إلي اقتطاعات مالية في عدة مجالات, لندعم مجالات أخري مثل الإمكانات الدفاعية للحلف'. ونفي أي نية لذكر إيران بالتحديد لدي التوافق, كما يأمل خلال القمة, علي مسألة الدرع الصاروخية, مؤكدا أن العديد من دول العالم تسعي لامتلاك قوي نووية وعسكرية إضافية. ومن المتوقع أن يدعم الناتو خططا لسحب غالبية القوات الاجنبية من أفغانستان في غضون أربع سنوات وذلك علي الرغم من أن القوات الافغانية قد لا تكون مستعدة حين ذاك للدفاع عن بلادها. كما يعلن زعماء الحلف استراتيجية للخروج من حرب يري كثيرون أنها لا تسير علي ما يرام بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها لكنهم سيوافقون أيضا علي بيان رؤية جيدة لمدة عشر سنوات يؤكد الحاجة لأن يكون الحلف مستعدا لمهام مماثلة في المستقبل. ويصدق رسميا زعماء الحلف وعددهم28 خلال القمة علي جدول زمني لبدء تسليم مسئولية الامن إلي القوات الافغانية العام المقبل حتي يتولي الافغان المسئولية كاملة في كل أنحاء البلاد بحلول عام2014. في الوقت نفسه أكد' ستيفان دو ميستورا' رئيس بعثة الاممالمتحدة في أفغانستان أن الوقت أصبح مناسبا لنقل المسئولية الأمنية في ذلك البلد من' الناتو' إلي قوات الأمن الافغانية. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية' بي بي سي' أمس عن دو ميستورا قوله إن' الوقت الحقيقي للقيام بذلك كان علي الفور بعد الإطاحة بحركة طالبان, ولكن الجميع لم يدركوا ذلك وقتها, ولكن الآن, ولأن الجميع بدأ يتعب, بما في ذلك حركة طالبان نفسها, فإنه بالامكان نقل المسئولية الامنية إلي قوات الأمن الأفغانية. وأعلن وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيللا عزم بلاده بدء سحب قواتها من أفغانستان اعتبارا من عام2012, وذلك عقب تسليم مسئولية الأمن للحكومة الأفغانية. وقال فيسترفيللا, في مقال لصحيفة' دي فيلت' الألمانية الصادرة أمس الأول:' هدفنا هو خفض قواتنا عام2012 لأول مرة, وذلك مع مراعاة تطور الأوضاع الأمنية'. وأضاف أن حلف شمال الأطلنطي( الناتو) وضع خلال قمته في لشبونة أمس توجهات استراتيجية للمهمة المشتركة في أفغانستان, كما تطرق مناقشات أعضائه إلي دراسة انسحاب مستقبلي من البلاد. وأشار إلي أن تسليم مسئولية الأمن لحكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي' ينبغي أن تبدأ العام المقبل, حي بحي وإقليم بإقليم', مضيفا أنه يتعين علي الأفغان عام2014 أن يكونوا قادرين علي تولي مسئولية أمن بلادهم بشكل تام. وفي نفس السياق حذرت سيما سامار رئيسة مفوضية حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة, خلال زيارتها برلين, من انسحاب سابق لأوانه من منطقة الهندكوش, مشيرة إلي أن' انسحاب القوات الدولية المبكر سيكون خطأ كبيرا'. وأوضحت سامار أن أي انسحاب مبكر للقوات الدولية قد يمكن طالبان من السيطرة علي البلاد من جديد, داعية قادة الناتو إلي حماية حقوق الانسان ووضعها في صدارة اهتمامهم أثناء وضعهم لاستراتيجيتهم الجديدةلافغانستان. ودعت قرابة30 منظمة إغاثة دولية أمس قادة حلف شمال الأطلسي( ناتو) المجتمعين في لشبونة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في أفغانستان التي يتصدر الوضع الأمني فيها أجندة القمة. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أن المنظمات الخيرية تقدمت بتقرير مشترك لحلف الناتو أعربت فيه عن قلقها إزاء عملية تسليم المسئولية الأمنية للقوات الأفغانية التي وصفها التقرير بأن أفرادها لم يتلقوا التدريبات الكافية ويفتقرون لآليات التحقيق في وقوع انتهاكات. ونقل الراديو الإخباري عن القائد السابق لقوات الناتو في أفغانستان الجنرال دان ماكنيل قوله إن نقل المسئولية الأمنية سيكون أمرا صعبا ولكن يمكن تحقيقه. وقال الجنرال إن' جعل الأفغان بديلا لقوات أجنبية سيكون تحديا كبيرا, حيث إنهم لم يعرفوا منذ قرابة ثلاثة عقود ونصف العقد شيئا باستثناء الحرب, وربما لم يحصل جيلان منهم علي التعليم المناسب, لذا فإنها ستكون مهمة صعبة ولكني لا أري أي مؤشر علي عدم تحقيقها. وفيما كشفت مصادر دبلوماسية تركية عن إنشاء خط ساخن بين لشبونة وأنقرة من أجل التشاور بين الرئيس عبدالله جول الذي سيمثل تركيا في قمة زعماء دول الحلف, ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بشأن موقف تركيا وتصويتها علي القارات التي ستتخذ في القمة. وأكد الرئيس التركي أن قرار بلاده بشأن الانضمام الي منظومة الدرع الصاروخية لحلف' ناتو' سيأتي متفقا مع مصالحها الوطنية في المقام الأول. وأضاف أننا أجرينا تقييمات موسعة حول مشروع الدرع الصاروخية, وتبادلنا الآراء مع مسئولي الحلف حول هذه التقييمات ولنا مطالب من أجل الانضمام الي المشروع, وطموحاتنا باتجاه المصادقة علي هذه المطالب. وتوقع الرئيس التركي أن يوافق زعماء دول الحلف علي مطالب تركيا وشروطها..قائلا: إننا تلقينا إشارات في هذا الاتجاه.وشدد علي أن حلف الناتو هو منظمة دفاعية وليس منظمة تهديد وأن تركيا ضد تسمية أي بلد علي أنها مصدر تهديد وهدف لمنظومة الدرع الصاروخية, في إشارة إلي إيران', ولا يمكن للناتو أن يشارك في هجوم ضد اي بلد لأنه منظمة دفاعية. وفي كابول أعلنت قوات حلف شمال الاطلسي ناتو أمس مقتل احد افرادها في انفجار وقع بجنوب افغانستان. وفي تطور آخر أعلن الجيش الامريكي والقوات التي يقودها الناتو أن الولاياتالمتحدة سترسل دبابات قتالية إلي أفغانستان الشهر المقبل لاول مرة منذ أن شنت الحرب علي حركة طالبان قبل تسع سنوات.