دائرة عبثية لم تفلح في فك شفرتها وزارة بحالها هي وزارة التضامن التي اعلن وزيرها قبل يومين فشله الكامل في تصنيع الخبز وتوزيعه، من الأخبار المهينة والجارحة لكرامة المصريين، خبر أصبح عاديا من كثرة ما قرأه الناس في الصحف،.. "اطمئنوا مخزون القمح يكفي لثلاثة أشهر"!.. الحكومة تتصور أنها بنشر الخبر تؤكد للشعب قدرتها علي تأمين رغيف الخبز له، بينما هي في الحقيقة تجعله يشعر طول الوقت بأن لقمة عيشه علي حافة الخطر، وهناك فرق بين أن نقول إن "إنتاجنا" من القمح يكفينا لشهر وبين أن نقول إننا نشتري القمح شهرا بشهر،.. تماما كالفرق بين فلاح يخبز عيشه من دقيق قمحه في فرن بيته، وبين آخر يشتري الخبز من فرن البندر!. زمان كان شراء الخبز عار القرية المصرية، الآن لا تجد الحكومة حرجا في أن يشعر الشعب كله بالخجل انتظارا لرغيف خبز قد يأتي أو لا يأتي!. ويبدو أن مشكلة زراعة القمح لم تعد تزعج الحكومة بعد أن نفضت يدها تماما من زراعة كل المحاصيل تقريبا،.. قمح وقطن وخضروات وفاكهة، نحن شعب يستورد طعامه ويعيش عالة علي قفا الدول التي تزرع وتنتج وتصدر،.. مشكلة الحكومة الكبري الآن هي كيف تضمن شراء قمح غير فاسد، وكيف تمنع الحرامية من سرقة الدقيق المدعم وتضمن وصوله سالما للمخابز،.. ثم كيف تخبز ثم توزع الخبز علي الناس بحيث يصل لمستحقيه ولا يتسرب إلي مخابز العيش الفينو؟!.. دائرة عبثية لم تفلح في فك شفرتها وزارة بحالها هي وزارة التضامن التي اعلن وزيرها قبل يومين فشله الكامل في تصنيع الخبز وتوزيعه، فعقد رئيس الوزراء اجتماعا تقرر فيه إنشاء جهاز جديد إلي جانب الوزارة تكون مهمته تأمين رصيد القمح وخبز العيش وتوزيعه، وتكتفي الوزارة بالرقابة علي سير العملية كلها!.. وكان من بين الأسباب المضحكة لإنشاء الجهاز الجديد هو انه لا يمكن أن تكون الوزارة هي جهة الانتاج وجهة الرقابة في الوقت نفسه!،.. وكأنه من المفترض أن يكون المنتج فاسدا ويحتاج لرقيب غير فاسد، لكي يحاسبه!،.. وهكذا فلا يجب أن تندهش لوجود مافيا تسرق الدقيق، لان مافيا الوزارة نفسها استأثرت ببقية الفساد، ولم تجد الحكومة بداً من إنشاء جهاز جديد لتنظيم العملية!، مع أن السؤال سيبقي قائما: ومن الذي يضمن بأن الجهاز الجديد سيكون قادرا علي انهاء أزمة الخبز في مصر ووقف المسلسل المخزي لطوابير الخبز أمام الافران،.. ثم لماذا ينشأ في الأساس جهاز جديد بميزانية جديدة وجيش من الموظفين، بينما هناك وزارة بأكملها مهمتها الأساسية تأمين احتياجات المصريين من الطعام الوحيد الذي يحميهم من المجاعة بعد انفلات واشتعال أسعار كل السلع؟! علي أية حال نتمني ألا يكون "جهاز الخبز" فشلا جديدا يضاف إلي فشل قديم فوق جبل الفشل الفاشل في كل مجال!!