يمكن القول بلا مبالغة أنها كانت "الحسنة الوحيدة في فيلم "مجنون أميرة"، فلم يكن التطابق في الشكل بينها وبين الأميرة "ديانا" هوالسبب الوحيد الذي جعلها تلفت أنظار من شاهد الفيلم، بل لأنها تمتعت بقدرة من التلقائية التي تنفي عنها كونها التجربة الأولي لها أمام كاميرا السينما المصرية، ومع التلقائية كان الحضور الذي ميز أيضاً نورا رحال المطربة اللبنانية ذات الأصول السورية. هل سبق لك الوقوف أمام كاميرا السينما قبل تجربتك في "مجنون أميرة"؟ - حدث هذا بالفعل في فيلم سوري يحمل عنوان "زمن الترحال" إخراج ريمون بطرس. وكيف جاءت ظروف مشاركتك في فيلم "مجنون أميرة"؟ - اتصلت بي المخرجه إيناس الدغيدي، وبعد استطلاع رأيي في التجربة وعلمت بموافقتي أجرت "تست" - اختبار- وبعدها مباشرة أعلنت اختياري للبطولة، وبدأنا التصوير. هل ساد اعتقاد لديك أن الشبه وتقارب الملامح بينك وبين الأميرة "ديانا" هوالسبب الوحيد لاختيارك لتجسيد الدور؟ - لا أنكر أن التشابه بيني وبين الأميرة "ديانا" لعب دوراً كبيراً في هذا الصدد، وكان السبب الرئيسي وراء اختيار المخرجة إيناس الدغيدي لي، لكن لو لم أكن موهوبة، ورصدت هذا عندما اختبرتني أمام الكاميرا، لما اختارتني، لأن الشبه وحده لا يكفي فقد اختارتني لتجسيد الشخصية، وهي تعلم إنها تخاطر باسمها ومكانتها ومستقبلها، والحمد لله أن النتيجة كانت طيبة جداً أثناء التصوير، وهذا ما ابلغتني به، وأحسست به من خلال كلمات الاشادة والاستحسان من الجميع. هل فكرت في لحظة أن "إيناس" ستورطك في دور قد يثير لك المتاعب؟ - علي الإطلاق، بدليل إنني لم أخش خوض التجربة، ولم أتوقف كثيراً عند جرأة المخرجة إيناس الدغيدي، بل يمكن القول إنني معجبة كثيراً بهذه الجرأة في اختيارها لأفكارها وتناولها لموضوعات أفلامها القريبة من المجتمع بدرجة كبيرة، كما أنني في المقابل لا أقل كثيراً في جرأتي عن تلك التي تميز شخصية إيناس الدغيدي. هل تمنيت في لحظة أن تضع لك المخرجة أغنية في الفيلم لكونك مطربة في الأصل؟ - لو أن أحداث الفيلم تسمح بهذا أو فيها صلة بهذا الغناء لما ترددت المخرجة نفسها في أن تجعلني أغني، لكن القضية ومن قبلها الشخصية الدرامية، لا تسمح إطلاقاً بهذا، لذا كنت سعيدة بأنني سأمثل فقط لأثبت إنني "ممثلة" إلي جانب كوني "مطربة". ألم يساورك الخوف من وجود ممثل مثل مصطفي هريدي أمامك،وتمنيت في لحظة أن يشاركك البطولة نجم كبير أم اقتنعت به لكي تسلط الأضواء عليك وحدك؟ - "أنا عمر مادورت علي اسم نجم ليشاركني البطولة"، فأنا واثقة من نفسي ومن اختياراتي، وفي المخرجة إيناس الدغيدي التي اختارت هذه الصيغة، وصورت في جو من الارتياح مع هريدي، وحازم سمير وكان كل شيء رائعاً، وعموماً طبيعة الشخصيات الدرامية هي التي تحدد شكل الممثلين .. واختياراتهم. هل تتصورين أن التجربة يمكن أن تكون بوابتك للدخول إلي الساحة السينمائية المصرية؟ - لا أتصور أن الظروف كان يمكن أن تقودني إلي تجربة أفضل من تلك التي تعاونت فيها مع إيناس الدغيدي، فقد كنت أنتظر أن أشارك في مثل هذه النوعية من الأعمال التي تحمل رسائل مؤثرة، ووجدتها بالفعل في فيلم "مجنون أميرة" مع مخرجة لها مكانتها مثل إيناس الدغيدي، وما أود توضيحه أنها ليست المرة الأولي التي يُعرض علي فيها المشاركة في فيلم مصري، فقد تلقيت أكثر من عرض من قبل، لكنني لم أوافق عليها، لاحساسي إنها تفتقر إلي الجرأة، و"الفن بده جرأة" ولو اخترنا الشخصيات العادية ماكنا لنقدم شيئاً مفيداً. كيف هيأت نفسك للشخصية؟ - قرأت كل ماكتب عنها، وعرفت المزيد عن جوانبها الشخصية، خصوصاً حبها للخير، ونشاطاتها الاجتماعية في بلدان العالم، وقرأت السيناريو جيداً، وتفاعلت معه بدرجة كبيرة، ونفذت كل تعليمات المخرجة في هذا الشأن. ألم يساورك الخوف في حال اعتراض الأسرة البريطانية الحاكمة علي تقديم الشخصية؟ حدث هذا بالفعل، وساورني القلق لكونها شخصية غير عادية، وليست سهلة علي الاطلاق، لكن جرأة إيناس الدغيدي كانت سببا في هدوئي وطمأنتي، بالإضافة إلي أن الفيلم لم يسء إلي "ديانا"، بل كشف عن جوانب ايجابية في حياتها، مثل فعل الخير، وحملتها لنزع الألغام من منطقة العلمين، كما قدمناها بوصفها شخصية محبوبة في الشرق كما هي كذلك في الغرب. هل أزعجك أن الدور ذهب قبلك إلي يسرا ثم غادة عادل. ورفضتاه؟ لا أملك تفاصيل حول هذا الأمر، ويكفيني أنني كنت مناسبة للشخصية وإلا ما اختارتني إيناس الدغيدي لتجسيدها في النهاية. في رأيك هل أعجب بك الجمهور لشدة التقارب الشكلي بينك وبين الأميرة فقط؟ لا.. فقد كان بداخلي نوع من التحدي ألا أجعل الجمهور يشعر أن التشابه بيننا هو العامل الوحيد لاختياري، وكان لدي احساس انني قادرة علي الألمام بجوانب الشخصية الدرامية، وبالفعل بذلت جهدا كبيرا لأصل بأدائي إلي النقطة التي تجعل الجمهور يقتنع بأدائي وليس لأنني "شبه الأميرة ديانا"! وكيف كان الاختلاف بين جو التصوير وجو الغناء؟ في الغناء انت تغنين ساعة، وتجلسين لتستريحي، لكن في التصوير للسينما لا تملك هذه الرفاهية، بل تعمل لساعات طويلة، من دون توقف أو راحة، وهناك قسوة مع تنامي الاحساس بالمسئولية لأنني لا أقدم شخصية عادية.. والمشهد الأصعب بالنسبة لي تمثل في اللحظة التي هاجمت فيها الأسرة المالكة وأنا "سكرانة". هل ظلم الفيلم في توقيت عرضه؟ أتصور هذا، حيث موسم عودة الدراسة، وانتهاء الناس من رمضان بكل مصاريفه، ثم العيد، لكنني أتوقع أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الاقبال علي الفيلم وزيادة إيراداته. هل تجدين صعوبة في النطق باللهجة المصرية؟ علي الاطلاق، فقد علمتني الأفلام المصرية هذه اللهجة المحببة، وجعلت نطقها سهلا للغاية، بدليل أنني أتحدث في حواراتي مع أصدقائي المصريين باللهجة المصرية، وقدمت من قبل أغنتين باللهجة المصرية. بمناسبة الغناء ماذا في أجندتك المقبلة؟ بعد مشاركتي في حضور العرض الخاص لفيلم "مجنون أميرة"، أسافر إلي لبنان للاتفاق علي بعض أغنيات ألبومي تمهيدا لتسجيلها في أحد الاستديوهات اللبنانية. متي تعلنين إذا كنت ناجحة في الغناء أكثر أم التمثيل؟ هذا الأمر يتوقف علي المشوار الذي أخوضه في الفترة المقبلة، فأنا أحب الفن جدا، سواء أكنت مطربة أم ممثلة، وإن كان الأصل بالنسبة لي أنني مطربة طبعا.