في كل يوم تطالعنا الصحف عن حادثة عقر كلب لمواطن.. مرة يقولون انها لحيوان جديد يسمي "السلعوة" ومرات يقولون إنها كلاب ضالة أو مسعورة.. وفي بعض الاحيان نقرأ أن المستشفيات لم يعد بها ما يكفي من الأمصال لمواجهة كثرة الحوادث!!. لا شك أن مستوي تدني النظافة في القاهرة الكبري وكثير من المحافظات، يقف وراء ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة والقوارض والقطط والعرس وغيرها، حيث ان وفرة القمامة وما تحمله من خيرات لمثل هذه الحيوانات، وفي ظل عدم وجود متابعة لحمل هذه الاكوام المتراكمة اضافة الي اختفاء أغطية صناديق القمامة.. كل ذلك وغيره يتيح وجبات وفيرة لهذه الحيوانات التي ترتع وسط الناس وتتكاثر بشكل مخيف. منذ ايام شهدت مدينة 6 اكتوبر حادثا أليما ومأساويا، عندما عثرت الشرطة علي جثة طفل نهشت الكلاب اجزاء كبيرة من جسده، ليذهب الطفل إسلام الذي يبلغ من العمر 5 سنوات ضحية الكلاب الضالة، كما ذهب غيره كثيرون نتيجة ترك الكلاب تتكاثر وتنطلق دون اي مقاومة.. ولعل الكثيرين منا قد صادفوا الزمن الجميل الذي كنا نشاهد فيه سيارات شرطة متخصصة لصيد الكلاب الضالة اولا باول، وكان المواطنون يتفاعلون مع هذه الخدمة، فيقوم المواطن بالإبلاغ عن وجود كلب ضال في منطقته، لتتحرك سيارة صيد الكلاب علي الفور لاصطياده.. أتحدي ان يكون ذلك يحدث اليوم لسببين: الاول هو ان الكلاب كبرت.. الكلاب كثرت.. في الاحياء الراقية والشعبية علي حد سواء.. والسبب الآخر هو أن الخدمة لم تعد تؤدي من قبل الجهاز الذي اختفي ولم يعد له وجود، وربما جاء اختفاؤه بسبب صعوبة مقاومة الكلاب التي انتشرت بشكل مخيف، أو لأنه ظهرت في المجتمع كلاب أخري أكثر شراسة وخطورة، فأصبح التعامل معها والتصدي لها أكثر اهمية من كلاب الشوارع والحواري!!. وقد يري البعض أن هناك مشكلات في المجتمع أكثر أهمية من انتشار الكلاب والقطط والقوارض والحشرات الأخري، حيث تقفز مشكلة غلاء الأسعار والبطالة والتعليم والصحة، وطوابير الوقوف لساعات أمام المخابز ومحطات الباصات، والمعارك الطاحنة بين الناس وسائقي الميكروباص، ومعارك الحصول علي لقمة العيش ومواجهة الاثار السلبية التي أحدثتها حكومة عاطف عبيد علي الاقتصاد والمجتمع، والمحاولات اليائسة لحكومة نظيف لعلاج تداعيات الحكومة السابقة.. كل ذلك مهم.. لكن الأمر الجدير بالملاحظة أن الناس تحملت وتتحمل كل هذه المصائب دون أن نسمع عمن تنهش أجسامهم الكلاب.. صحيح أن البعض أصابته أمراض عضال لكنهم لا يزالون علي قيد الحياة.. الآن لا يسعنا إلا أن نقول: انتبهوا أيها السادة.. الكلاب كبرت.. والله من وراء القصد.