عندما فاز الحزب الوطني بأغلبية كاسحة في الجولة الأولي لانتخابات مجلس الشعب.. قالوا إن الانتخابات مزورة.. وعندما حصدت المعارضة والمستقلون عددا مقبولا من المقاعد في جولة الإعادة.. قالوا أيضاً إن الانتخابات تم تزويرها لرفع رصيد أحزاب المعارضة والمستقلين!! الحزب الوطني فاز بأكثر من 420 مقعداً حتي الآن في الجولتين من إجمالي 508 مقاعد.. ولكن النتائج النهائية الرسمية لم تعلن بعد. فالوطني حصد الاغلبية الكاسحة.. بينما نصيب المعارضة لم يرق للمستوي الذي يحقق معارضة قوية تحت قبة البرلمان.. وهو ما يثير مخاوف الناس من انفراد الحزب الوطني بالقرارات وإصدار التشريعات. البعض لا يعلم أن الحزب الوطني يضم بعض شخصيات وعناصر وكوادر أكثر قسوة في نقدها للحكومة من المعارضة.. وأشد ضراوة من ممثلي التيارات والقوي السياسية الأخري. الجولة الثانية للانتخابات اسفرت عن فوز بعض نواب معارضة ومستقلين أعتقد أن من بينهم من لديه القدرة علي تمثيل المعارضة تمثيلاً قويا وجادا تحت قبة البرلمان.. وأيضاً نجحت بعض عناصر في الحزب الوطني ستضفي حيوية ونشاطاً وسخونة في مناقشات المجلس للدفاع عن مصالح الناس والوطن. مجلس الشعب المفترض أنه يضم نوابا يعبرون عن جموع افراد الشعب.. مشاكلهم وآلامهم وطموحاتهم.. ولا يمكن أن يكون برلمانا ناجحا إلا إذا عبر بصدق عن هموم الأمة.. ودافع عن مصالح الناس بالتشريعات التي تحميهم وتصون كرامتهم وترفع مستوي معيشتهم وبالرقابة التي تمنع الفساد.. وتتعقب المفسدين لمحاكمتهم. الناس تريد برلمانا.. يمثل ضمير الأمة.. ويتبني مشاكل الناس وحلولها. والناس لا تعترف بالبرلمان.. ولا تحترم قراراته إلا إذا كان معبرا عنهم بصدق ومتحدثاً بلسانهم بأمانة. فالناس تريد المجلس الذي يعبر عن نبضهم ويدافع عن مصالحهم.. والحزب الوطني يضم نوابا كسبوا ثقة الناس والمعارضة أيضاً نجح منها نواب استحقوا ثقة الجماهير. نأمل أن يعمل النواب وطني ومعارضة تحت قبة البرلمان لصالح كل الناس.. ولا نجد بينهم مافيا أو سمساسرة أراض.. أو تجار كيف.. أو مفسدين يستغلون الحصانة والعضوية لتحقيق المنافع الخاصة والثراء الفاحش السريع.