فاز الحزب الوطني الحاكم ب419 مقعدا من اجمالي 508 مقاعد في مجلس الشعب المصري بينما حصلت احزاب المعارضة مجتمعة علي 15 مقعدا والمستقلون علي 70 مقعدا، وفقا للنتائج النهائية التي اعلنتها مساء الاثنين اللجنة العليا للانتخابات. وبذلك يهيمن الحزب الحاكم علي اكثر من 80% من مقاعد مجلس الشعب الجديد بينما لا يزيد تمثيل احزاب المعارضة بما فيها الاحزاب الصغيرة التي لا تتمتع بأي ثقل حقيقي علي 3,9%. واكتسبت الانتخابات التشريعية هذا العام اهمية خاصة كونها تأتي قبل اقل من عام من الانتخابات الرئاسية المتوقع اجراؤها في تشرين الاول/اكتوبر المقبل 2011. وسيؤدي الرئيس المقبل اليمين الدستورية امام مجلس الشعب المنبثق عن هذه الانتخابات. واكدت اللجنة العليا ان الحزب الوطني حصل علي 210 مقاعد في الجولة الثانية للانتخابات التي اجريت الاحد بينما فاز المستقلون ب63 مقعدا وحزب الوفد الليبرالي بأربعة مقاعد وحزب التجمع اليساري باربعة مقاعد وكل من حزب السلام الاجتماعي والجيل بمقعد واحد. وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية 27 بالمئة وفي الجولة الاولي 35 بالمئة بحسب الارقام الرسمية. وكان الحزب الوطني فاز في الجولة الاولي ب209 مقاعد وحزب الوفد بمقعدين واحزاب التجمع والعدالة والغد بمقعد لكل منها بينما فاز المستقلون بسبعة مقاعد والغت اللجنة العليا الانتخابات في دائرتين '4 مقاعد'. واعلنت جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوي المعارضة المصرية، وحزب الوفد، اهم الاحزاب القانونية انسحابهما من الانتخابات الاسبوع الماضي احتجاجا علي ما شاب الجولة الاولي للانتخابات في 28 تشرين الثاني/نوفمبر من "تزوير وعنف". ورغم اعلان الاخوان والوفد انسحابهما من الجولة الثانية الا ان مرشحيهما ظلا ضمن القوائم الرسمية في الجولة الثانية اذ ان القانون المصري يحظر الانسحاب بعد بدء عمليات الاقتراع. وكانت الجولة الاولي للانتخابات شهدت بحسب المنظمات الحقوقية المصرية المستقلة التي راقبت عمليات الاقتراع انتهاكات واسعة من بينها حشو صناديق الاقتراع ببطاقات مزورة وشراء اصوات فضلا عن اعمال عنف. وانتقد الاتحاد الاوروبي الاثنين الظروف التي جرت فيها الانتخابات التشريعية في مصر معربا عن الاسف لما تخللتها من انتهاكات لحقوق المعارضة واعمال العنف الدامية احيانا. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاترين آشتون في بيان انه قبل جولتي الانتخابات في 28 تشرين الثاني/نوفمبر و5 كانون الاول/ديسمبر "رحبنا بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة والمفوضية العليا للانتخابات لتحسين شفافية العملية الانتخابية بما في ذلك وجود مراقبين علي المستوي المحلي". واضافت "للاسف كان تطبيق هذه الاجراءات غير كاف" معربة عن "القلق" ل"المخالفات وعدم السماح الا للقليل من المراقبين المستقلين وممثلي المرشحين بدخول مكاتب الاقتراع، وللقيود التي فرضت علي الصحافة واعتقال ناشطين للمعارضة". واعربت اشتون ايضا عن الاسف ل"لانسحاب جزء كبير من المعارضة" من الجولة الثانية للانتخابات. وقالت "شعرت خصوصا بالاسف لاعمال العنف التي ادت بعضها الي سقوط قتلي". ومع تاكيدها علي ان مصر لا تزال "شريكا رئيسيا" للاوروبيين شجعت اشتون "السلطات المصرية علي الرد علي هذه المخاوف". وقالت ان "الاتحاد الاوروبي لا يزال مستعدا لتقديم المساعدة" في انتخابات قادمة في مصر حتي "تسمح الحكومة المصرية لمراقبين دوليين ومحليين بمتابعة سيرها".