إن الدروس المستفادة من حرب اكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التي يقومون بتشغيلها.. فالإنجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم انها تمت تحت بصره.. وتكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية في عداد المستحيل. هذا ما قاله الجنرال فاراهو كلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني عن حرب اكتوبر المجيدة التي تحتفل بها مصر والعرب اليوم وكانت بوابة الطريق إلي السلام.. لان النصر عضد الموقف المصري وجعل الزعيم الراحل محمد انور السادات يعبر من بوابة الانتصار في الحرب الي طريق السلام بقوة المنتصر الشجاع. نصر أكتوبر مسح عار هزيمة 1967 التي احس المصريون بعدها باليأس والاحباط وعاشوا أسوأ سنوات العمر منذ لحظة الانكسار في يونيو الحزين 1967 حتي جاء قرار السادات الشجاع بخوض معركة العبور التي استطاع فيها المقاتل المصري ان يمحو أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لايقهر واستطاع فيها المقاتل الطيار محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية حينذاك ان يطلق الضربة الجوية الأولي التي أربكت حسابات العدو وكانت مفتاح النصر حرب اكتوبر التي قدم فيها رجال القوات المسلحة تضحيات عظيمة.. وسطر فيها جنودنا بطولات بأحرف من نور ستظل نصرا تاريخيا لن تنساه الاجيال علي مر العصور وسجلا مشرفا في عالم فنون الحرب والقتال لان المقاتل المصري أذهل العالم بتحطيم خط بارليف وعبور اكبر مانع مائي والقضاء علي أسطورة جيش اسرائيل الذي لايقهر.. في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بذكري الانتصار العظيم يجب ان نكرر الاشادة بصاحب قرار الحرب الشجاع الزعيم الراحل محمد انور السادات ونهنئ الرئيس محمد حسني مبارك صاحب الضربة الجوية الاولي التي فتحت الطريق الي النصر ونوجه التحية والتقدير لكل مقاتل مصري من رجال القوات المسلحة الذين يؤمنون بأن السلام دائما يحتاج لدروع وقوة تحميه. لقد غيرت حرب اكتوبر ايقاع الحياة في مصر وفتحت لنا ابواب الخير في سيناء والسلام الذي ننعم به وقبل كل هذا بددت ظلام هزيمة يونيو 1967 وما ترتب عليها من يأس واحباط.