أزمة كبيرة تعاني منها المستشفيات والمرضي والعاملون بداخل المستشفيات بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات ففي مستشفي كفر الشيخ العام تسبب انقطاع التيار الكهربائي في توقف أجهزة الغسيل الكلوي وحضانات الأطفال كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي فى تأجيل عدد من العمليات الجراحية في مستشفي دسوق العام وطالبت إدارة المستشفي الأهالي بأخذ أطفالهم الموجودين بالحضانات ومغادرة المستشفي خوفاً علي حياة الأطفال وعدم وجود مولدات بقسم الحضانات بالمستشفي لأخذ أطفالهم ووضعهم في حضانات خاصة. أما في مستشفي الإسماعيلية العام فقد قام الأطباء في المستشفي بإجراء عملية جراحية كبري وهي استئصال رحم علي أضواء كشافات هواتفهم المحمولة وقامت إدارة المستشفي بإحالة الأطباء الذين أجروا العملية للتحقيق بدعوي انتهاكهم لحرمة المريض وعدم التزامهم بزي الجراحة بل وأعلنت إدارة المستشفي أنه تم التنبيه علي الأطباء والجراحين ألا يتم عمل ألي عمليات جراحية في القسم لحين إجراء صيانة بكابلات الكهرباء إلا أن الأطباء بالمستشفي أجروا العملية يوم الاثنين الماضي تحت أضواء الهاتف المحمول لانقطاع التيار الكهربائي وتوقف مولدات المستشفي. ومن ثم قامت إدارة المستشفي بإحالة الطاقم الطبي للتحقيق. وقال أحد الأطباء العاملين بمستشفي الإسماعيلية العام ليس صحيحاً أن الطاقم الطبي أجري تلك العملية الجراحية بناءً علي توقيع من مدير المستشفي ورئيس قسم العمليات بالمستشفي ورئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفي والمريض كان معداً لإجراء تلك العملية مسبقاً في قائمة العمليات ويوم إجراء العملية حضر الطاقم الطبي كاملاً من اخصائي وستشاري نساء وتوليد وطبيب التخدير وتم إجراء العملية والكهرباء متوفرة لمدة 45 دقيقة إلا أن الكهرباء انقطعت فجأة ولفترة طويلة مما اضطر الأطباء للاعتماد علي هواتفهم المحمولة لإنارة الحجرة واتمام العملية والأجهزة معطلة حيث توقفت أجهزة التكييف والكي الإلكتروني وشاشات مراقبة الوظائف الحيوية المريض. وأكد الطبيب أنه كان من الصعب ايقاف العملية لأنه كان لابد من ربط الأوعية الدموية في الوقت ذاته المولد الكهربائي الخاص بحجرة العمليات كان معطلاً والمولد الموجود خارج غرفة العمليات هو الذي يعمل فقط ولذا يعاني الأطباء منذ تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي ولفترة طويلة منذ 3 أعوام من تعطل التكييفات والأجهزة. وتابع طبيب مستشفي الإسماعيلية قائلاً: إن إدارة المستشفي تزعم أنها أبلغت الأطباء بوجود صيانة في كابلات الكهرباء للمستشفي ورغم ذلك الإدارة لم تخطر إدارة الإسعاف بعدم ارسال أية حالات لها واستقبال الطوارئ مستمر 24 ساعة يومياً كما أن إجراء العملية صعب في ظل وجود الأجهزة التي تحتاجها وفي ظل توافر الكهرباء فكيف يقرر الأطباء إجراء العملية في الظلام! وقال الدكتور أحمد فكري طبيب تخدير مقيم بمستشفي المنشاوي العام إنه من المفروض أن تتوافر مولدات بالمستشفيات لتشغيل الأجهزة بل إن أي مستشفي لا يمكن أن تحصل علي ترخيص إلا إذا توافر بها مولد كهربائي. وأضاف الدكتور فكري أنه توجد مولدات كهربائية بالمستشفيات ولكن لا يتم عمل صيانة لها لذا عندما ينقطع التيار الكهربائي لا يجد الأطباء أي بديل إلا الاعتماد علي امكانياتهم الذاتية لإنقاذ حياة المريض حيث تتعطل أجهزة التنفس الصناعي ويضطر الطبيب لعمل هذا التنفس يدوياً. لذا يجب أن تتوقف المستشفي عن العمل طالما أنه لا يتوافر بها مولد كهربائي. وأضاف الدكتور فكري قائلا: إن المستشفيات الحكومية لا تتوافر بها امكانات وليست المولدات الكهربائية فقط فهي لا تتوافر بها أدوية ولا جهاز ضغط وأجهزة قياس النبض معطلة لذا الأطباء يعملون بشكل بدائي ويتم تحويل الحالات المرضية لمستشفيات أخري فالمولد الكهربائي بالنسبة لبعض المستشفيات يعتبر »رفاهية«. وقال الدكتور محمد مصطفي طبيب نساء وتوليد بمحافظة مطروح إن المستشفيات تحتاج لمولدات تعمل بالديزل أثناء انقطاع الكهرباء ويتم تشغيل المعامل وأقسام المبتسرين العمليات والعناية المركزة لأن تلك الأقسام إذا انقطع فيها الكهرباء وتعطلت الأجهزة بها فهى تؤثر علي حياة المرضي. فأجهزة التنفس الصناعي إذا انقطع التيار الكهربائي عنها فهذا يعني أن المريض »مات«. وتقول الدكتورة هبة تاج الدين طبيب مقيم أمراض قلب بمستشفي العامرية العام: إن المستشفي توقفت عن استقبال الحالات التي تحتاج للتنفس الصناعي لأن المولدات الكهربائية بالمستشفي احترقت وتم تكهينها ويتم إجراء الصيانة بأحدهما منذ 5 شهور. وقال الدكتور محمد سعودي رئيس اللجنة التشريعية بنقابة الصيادلة: إن العاملين بالصيدليات في سوهاج أرسلوا شكاوي للنقابة لعدم وجود مولدات لحماية الأمصال لأنه يمكن قطع الكهرباء عن الصيدليات وللاهمال الذي يسود منظومة الدواء بمصر لذا صار من الطبيعي أن يتم نقل عبوات الدواء في درجات حرارة تصل ل60 درجة مئوية علي موتوسيكل وتبرر الحكومة ذلك أن هذا ليس به خطورة علي الأدوية لأنها ليست مثل الأنسولين! وأكد الدكتور سعودي : الكثير من الامصال تحفظ باردة ومع انقطاع التيار ترتفع الحرارة فتفسد ورغم ذلك يتم تداولها حتي لو فسدت لأن تاريخ صلاحيتها مازال سارياً وذلك لأن المنظومة الصحية كلها منهارة. يذكر أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اصدار أوامر بعدم قطع التيار الكهربائي عن المستشفيات ولكن مازال التيار ينقطع في بعض المستشفيات بالإضافة لصدي الأزمة الأولي التي قضت علي حياة بعض المرضي في المستشفيات من جراء انقطاع التيار الكهربائي قبل قرار رئيس ملجس الوزراء سالف الذكر.