مدير مستشفى الإسماعيلية: تم إبلاغ الأطباء بقطع الكهرباء مرتين وأصروا على إجراء العملية.. وتصوير المريضة "جريمة" وجاري التحقيق في الواقعة مدير الإدارة الهندسية بالمستشفى: أبلغنا جميع الأقسام بقطع الكهرباء.. وكنا سنواجه حريق كامل لو لم يتم قطعها
انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر على مدار اليوم، لم يكفِ المسئولين، ليزيدوا معاناة المرضى والأطباء أيضا، وتعاني المستشفيات من الانقطاع الكهربائي، رغم خطورة ذلك على حياة المرضى والأطفال، لذا قام أطباء مستشفى الإسماعيلية العام بإجراء عملية جراحية كبرى على أضواء كشافات الهاتف المحمول ظهر الإثنين، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وتعطل مولدات الكهرباء بالمستشفى.
ساعتان تحت كشافات الهواتف المحمولة قضاهما الفريق الطبي في إجراء عملية استئصال رحم لمريضة، وذلك بالاستعانة بكشافات الهواتف المحمولة على موضع العملية، ورغم معاناة الفريق الطبي بسبب ضعف الإضاءة إلا أن العملية تمت بنجاح، والمريضة في حالة صحية مستقرة.
وتداولت صفحات مواقع التواصل الإجتماعى والمواقع الإلكترونية، مؤخرًا صوراً تفيد بقيام أطباء النساء والتوليد بمستشفى الإسماعيلية العام بإجراء عملية (استئصال رحم) لسيدة في العقد الرابع من العمر على ضوء كشافات الهاتف المحمول بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وقال الطاقم الطبى القائم على العملية أن المستشفى يوجد بها 12 مولد كهربائى وجميعها كانت معطلة.
وصرح الدكتور أحمد صالح، مدير مستشفى الإسماعيلية العام، فى تصريحات خاصة ل"الفجر"، أنه جاري التحقيق فى واقعة إجراء عملية استئصال رحم لإحدى المريضات بالمستشفى على ضوء كشافات الهواتف المحمولة أثناء انقطاع التيار الكهربائى، مضيفاً أنه يوجد تحقيقين الآن أحدهما فى المستشفى والثانى فى مديرية الصحة بالإسماعيلية.
وقال صالح، إنه يوجد بالمستشفى عدد 2 مولد كهربائى مربوط عليهما الأقسام الحيوية فى المستشفى مثل غرفة العمليات الكبرى والحوادث والاستقبال والطوارئ والحضانات والرعاية المركزة ووحدة الأشعة ومعمل التحاليل الطبية، بينما غرفة عمليات النساء والتوليد ووحدة الغسيل الكلوى غير موصلتين بالمولدات الكهربائية وتم التعاقد مع شركة الكهرباء وشركة المقاولون العرب لعمل المقايسات الخاصة بربط جميع الأقسام بالمستشفى بما فيها عمليات النساء والتوليد ووحدة غسيل الكلى بالمولدات الكهربائية وهو ما تم الاتفاق على إنجازه فى خلال أيام وقبل نهاية الشهر الجارى.
وأضاف صالح أنه يوجد بعض أعمال الصيانة الخاصة بالكهرباء فى المستشفى وكان لابد من إجرائها فى أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى أن عمليات الطوارئ تعمل بالمستشفى أيام الأحد والثلاثاء والخميس والجمعة من الأسبوع، أما عمليات الطوارئ أيام السبت والأثنين والأربعاء يتم عملها فى مستشفى جامعة قناة السويس وهو نظام تسير عليه المستشفى منذ سنوات، وبناءاً على ذلك تم اختيار يوم الأثنين للانتهاء من أعمال الصيانة وتم إبلاغ جميع أقسام المستشفى رسمياً قبل ذلك بيوم وهو يوم الأحد والتنبيه مرة أخرى يوم الأثنين صباحاً، قائلاً: "رغم ذلك قام الأطباء بإجراء العملية فى مخاطرة كبرى بحياة المرضى ومنتهى اللامبالاة بالتنبيه بقطع الكهرباء".
واتهم صالح الأطباء بقسم النساء والتوليد، الذين قاموا بإجراء العملية وهم الدكتورعاطف السماك استشارى النساء والتوليد بالمستشفى والدكتور نادر محسن اللبيدى أخصائى النساء والتوليد، بتعمد تعريض حياة المريضة للخطر وعدم الالتزام بالتعليمات الإدارية من أجل الإساءة للمستشفى والوضع السياسى العام فى مصر، موجهاً الاتهام لهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المحظورة وتعمدهم القيام بإجراء العملية رغم إعلامهم مرتين بانقطاع الكهرباء، إضافة إلى أن عملية استئصال الرحم هى عملية غير طارئة وإذا كان من الضرورى عملها يوم الأثنين فكان من الممكن إجرائها بمستشفى الجامعة كما هو متبع فى أيام السبت والأثنين والأربعاء من كل أسبوع.
وأوضح أنه تم العرض على الأطباء إجراء العملية بغرفة العمليات الكبرى بالمستشفى، حيث أنها موصلة على المولدات الكهربائية بدلاً من غرفة عمليات النساء ولكنهم رفضوا وصمموا على إجرائها فى غرفة عمليات النساء والتوليد، مشيراً إلى أن إجراء العملية بدأ فى تمام الساعة 10.30 مساءاً، وتم قطع الكهرباء فى تمام 11.15 مساءاً، مؤكداً أن مثل هذا النوع من العمليات حينما يقوم بها طبيب استشارى مثل الدكتور عاطف سمك لا تأخذ أكثر من نصف الساعة لإجرائها.
وآشار صالح إلى أن الأطباء لم يبالوا بأى مخاطر من إجراء العملية فى هذا الوضع، مضيفاً أن المريضة كانت تحت مخدر نصفى وليس كلى، ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الأجهزة الطبية التى لابد من استخدامها ولا غنى عنها فى مثل هذه العمليات وتحتاج الكهرباء مثل جهاز "الدياثرمى وأجهزة ضخ المحاليل والأدوية بالتنقيط"، إضافة إلى أن مثل هذا النوع من العمليات من الوارد حدوث مضاعفات خطيرة، وقد يحتاج الأمر إلى وضع المريضة على جهاز التنفس الصناعى وبعض الأجهزة الأخرى، لافتاً إلى أن المريض له حرمة وأخلاقيات العمل بالمهنة تفرض على جميع العاملين بها مراعاة حرمة المريض وخصوصية جسده، قائلاً: "كيف يقوم الأطباء بتصوير السيدة فى هذا الوضع وبهذه الطريقة المنافية لكل أخلاقيات المهنة".
بينما نفت المهندسة سحر عطية، مدير الإدارة الهندسية بمستشفى الإسماعيلية العام، ما نشرته بعض المواقع وما أذاعته بعض المحطات التلفزيونية عن أن المستشفى يوجد بها 12 مولد كهربائى، مؤكدة أن المستشفى يوجد بها مولدين فقط أحدهما 1100 كيلو فولت أمبير والآخر 1000 كيلو فولت أمبير، قائلة إن عمليات النساء والتوليد غير مربوطة بهذه المولدات كما أذاع البعض.
وآشارت عطية، في تصريح ل"الفجر"، إلى أن المستشفى موجودة بين خطين كهرباء خط الزهور (حى الزهور) والآخر خط جامعة قناة السويس، موضحة أنه فى حالة انقطاع التيار الكهربائى عن أحدهم يتم التحويل مباشرة على الخط الآخر.
وتابعت أنه كانت توجد بعض الأعطال الفنية بالمحول رقم (3) وهو المغذى الرئيسى للمستشفى وأعطال آخرى بعلب النهايات بالكابلات، حيث كان يصدر منها شرز وكانت معرضة للانفجار فى أى وقت وربما كان سيؤدى ذلك إلى حريق كامل بالمستشفى، مؤكدة أنه كان لابد من قطع الكهرباء لإصلاحها كما لا يجب تأجيل هذه الإصلاحات أكثر من ذلك وإلا كنا سنواجه كارثة محققة، قائلة: "بناء على ذلك اخترنا يوم لا يوجد به عمليات طوارئ وهو يوم الأثنين الماضى وتم إبلاغ جميع الأقسام بذلك".
وقالت نقابة الأطباء، في بيان لها، إن الأطباء قضوا ساعتين تحت كشافات الهاتف المحمول لإجراء عملية استئصال رحم لمريضة، وذلك بالاستعانة بكشافات الموبايل على موضع العملية، وعلى الرغم من معاناة الفريق الطبي بسبب ضعف الاضاءة إلا أن العملية تمت بنجاح، والمريضة في حالة صحية مستقرة.
وتابعت النقابة أن الطبيب عاطف السماك، استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفى الإسماعيلية العام، والطبيب نادر محسن اللبيدي، أخصائي النساء، والفريق الطبي المرافق لهما أجروا جراحة "استئصال رحم" لسيدة في العقد الرابع على اضواء كشافات المحمول بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتعطل مولدات الكهرباء، نتيجة اعطال في مولدات الكهرباء المتواجدة بالمستشفى منذ فترة طويلة وزيادة أعطال الكهرباء.
وأضافت: "إدارة المستشفى أبلغت قسم الصيانة لإتمام الإصلاحات اللازمة للمولدات لتشغيلها لكن المولدات سرعان ما تتعطل مرة اخرى، وأن توقف 12 مولد عن العمل تسبب في توقف تشغيل الأجهزة الطبية في أقسام الخارجي والأشعة والاقسام الداخلية والحضانات".