يشعر العامل والموظف وكل فرد يعمل في الدولة أو اي مكان آخر انه لايوجد رقيب عليه كما انه يضرب عرض الحائط بكل ما يواجهه من مشكلات ولايهتم بمصالح الآخرين وهو في هذا يقول انا اعمل علي اد فلوسهم فإذا كانت هذه النظرة حصيصة فما السبيل الي علاجها. يعتبر نظام الاجور والمكافآت والجزاءات من اهم العوامل في تحديد العلاقات الانسانية الطيبة داخل المؤسسة ولايجب ان يكون نظام الاجور والمكافآت والجزاءات عادلا فحسب بل انه يجب ان يعرف علي انه كذلك ويجب ان يكون من الممكن فهمه بوضوح فمثلا يكون من الخطأ ادخال نظم اجور للعاملين لايستطيع تفهم تفاصيلها الا عبقري مالي أو ان تنفيذ هذه النظم يتم بطريقة لاتدع مجالا للنزاع بالتنافس بين افراد العمال علي حساب تعاون الجماعة فالتنافس شيء قيم جدا الا ان المدافعين عنه غالبا لايستطيعون ان يدركوا ان هناك فرقا كبيرا بين المتنافسين داخل اطار العمل للجماعة. كما في مباراة كرة القدم والمتنافسين خارجها الذين يتصارعون لغايات انانية خالصة واخيرا لايجب ان يغالي في نظام المكافآت المادية علي حساب رغبة العمال في احترام الذات والاعتراف الاجتماعي فليس هناك مبلغ من المال يستطيع ان يعوض عدم معاملة الناس ككائنات انسانية. والعقاب هو ما وصفه علماء النفس بأنه باعث سلبي وبينما يجذب الباعث الايجابي الانسان في الاتجاه المرغوب فإن الباعث السلبي يدفعه بعيدا نحو الاتجاه الخاطئ والفرق الجوهري هو انه بينما ترشد المكافأة بوضوح الشخص الي السلوك المرغوب فإن العقاب لايسبب بأي حال ضبطا كاملا فإذا قدم المدير في مؤسسة ما الي رجاله بواعث ايجابية فسيميلون الي اداء العمل المنوط بهم عن طيب خاطر (اذا كانت البواعث مرضية) اما اذا هددهم أو تعسف معهم، فقد يكفون عن الكسل (او السلوك غير المرغوب فيه ايا كان شكله النوعي) وبدلا من ذلك يحطمون المعدات، أو يتظاهرون بالانشغال أو يسرقون المؤن وبعبارة اخري فمن الممكن بتقديم المكافآت المناسبة جعل الشخص يرغب في عمل شيء ما ولكن لن يجعله اي قدر من العقاب يؤدي عمله الا كارها، ويؤدي العقاب والتهديد ايضا الي التبرم الذي قد يتطلب وقتا طويلا لاخماده، وقد قال (ماي) (انه ما ان يبدأ عقاب وتقييد الحرية، حتي تزداد الحاجة الي مزيد منها ويصبح الموقف اكثر سوءا). وحتي يتوافر مناخ إنتاجي نحن في حاجة الي: - المعاملة الطيبة وهي لاتعني التسيب ولكن مراعاة الجوانب الانسانية. - وضع نظام اجور يتمشي مع القانون وطبيعة العمل وكذلك مع قدرات الافراد. - لايجب ان نعتمد علي مقولة وجود بطالة والذي تجده افضل من لاشيء. - يجب ان تكون هناك عدالة في وضع نظام المكافآت والجزاءات وتكون قواعده واضحة للجميع ومفهومة. - المساواة والشفافية. - العقاب الصارم في حالة الخطأ. وعلي الافراد بدورهم واجبات تتمثل في: - ان يعلموا انه لاتوجد بطالة وان مقولة ان هناك بطالة خالية من الصحة وعلي الفرد ان يبحث عن العمل الذي يرضيه ويحاول ولايرضي بأي شيء. - علي الافراد ان يطوروا قدراتهم حتي تتمشي مع متطلبات سوق العمل. - اذا رضي الفرد بعمل ما لابد ان يعلم ان عليه اداءه بإتقان وتفان لمصلحته ومصلحة مجتمعه لان الذي لايؤدي عمله بإتقان سوف يصطدم بفرد في مكان عمل آخر لايؤدي له ما يريد بإتقان. - علي الافراد تطوير انفسهم لكي يستفيدوا.. ففي بلادنا اي فرد يعمل في مكان ما لايطور نفسه ويخرج من الوظيفة أو العمل دون اضافة له أو للوظيفة وهذا في حد ذاته انانية لانك تأخذ اجرا مقابل انك لاتعمل وهذا ادي الي الحال السيئ الذي نحن فيه كأفراد ثم نلوم الدولة والحكومة. ولكن علي الدولة دور ايضا لكي يكتمل المثلث: - ان تعلم الجميع ان من لايعمل لا يأخذ ولابد ان نترك مقولة (حرام العقاب) لأن هذا لم يرد في قانون أو دين. - وضع نظام متطور للثواب والعقاب. - اعادة النظر في هيكل الاجور وان يكون علي اسس جديدة من حيث القدرات العقلية والدرجة العلمية واللغات والمهارات الاخري. - وضع نظام لكل موقع من مواقع الدولة يتناسب مع هيكل هذا الموقع واهميته فكيف نساوي بين موقعين من مواقع العمل في الاجور والمكافآت والجزاءات وطبيعة العمل مختلفة. اذا علم الجميع ان هناك قواعد مبسطة ومفهومة وان هناك ثواباً وعقاباً فإن الامور في هذا المجتمع سوف تتغير سريعا.