الحكومة توافق على قرارين.. بينهما مشروع قانون تنظيم مرفق مياه الشرب    «الشعب الجمهوري»: مصر تلعب دورًا رياديًا كبيرًا في ملفات القضايا العربية    103 ملايين جنيه إسترليني تضع ليفربول في ورطة بسبب محمد صلاح.. ما القصة؟    فيلم السرب يحقق 26 مليون جنيه إيرادات بعد أسبوعين في دور العرض    «النقد الدولي» يوافق على قروض بقيمة 20.99 مليون دولار لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    الانتهاء من تنفيذ خط طرد محطة بيجام بشبرا الخيمة    البنك الأهلي المتحد يفتتح أحدث فروعه "شبين الكوم" بالمنوفية    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    مواصفات الدروع العسكرية الجديدة لجنود الاحتلال الإسرائيلي.. ضد النار والانفجارات    6 يوليو.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمركز التعلم المدمج ببني سويف    أنشيلوتي: هذه أفضل بطولة دوري في مسيرتي.. وحددت من سيحرس مرمى الفريق في آخر مباراتين    "تعليم القاهرة" توجه تحذيرات مهمة للطلاب.. ماذا قالت؟    مصرع طفل غرقًا في بحر النزلة بالفيوم    رئيس جامعة القناة يُعلن أسماء الفائزين في مسابقة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي    السبت.. المتاحف وإدارة الفن ندوة ثقافية بمعهد الموسيقى العربية    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    الزعيم عادل إمام: افتقدت أكبر حب فى حياتى بوفاة والدتى    أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant: قصة صعود ملاكم من الطبقة العاملة    أغاني الجنوب مع كرم مراد، حفل فني في بيت السحيمي    ضمن "حياة كريمة".. الكشف على 1317 مواطنا خلال قافلة مجانية في المنيا    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    وفد اليونسكو يزور معهد الموسيقى العربية    بث مباشر.. حجز شقق جنة في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بالقرعة العلنية    لا تصدقوهم.. إنهم كاذبون!    14 مليار دولار.. رئيس الوزراء: تسلمنا الدفعة الثانية من صفقة تطوير رأس الحكمة    محافظ بورسعيد للطلاب: "بتأخذوا دروس خصوصية علشان تنزلوا الشارع" - صور    اليوم الأول لمهرجان كان.. لقاء مفتوح مع ميريل ستريب وإعادة فيلم الافتتاح    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    المرور: ضبط 14 ألف مخالفة على الطرق والمحاور خلال 24 ساعة    الصحة تنشر طرق التواصل مع البعثة الطبية للحج.. وتوجه 4 نصائح مهمة    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    «دون شكاوى».. 8682 طالبًا وطالبة يؤدون امتحان الشهادة الإعدادية الأزهرية 2024 بالمنيا    انهيار جزئي بمنزل دون إصابات بسوهاج    «التضامن»: في مقدمة المخاطر والويلات التي تشهدها المنطقة الحرب الإسرائيلية على غزة (تفاصيل)    وزير الرياضة يعلن عودة الجماهير للملاعب ويتوعد المخالفين    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    انطلاق الامتحانات العملية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طرائف وأسرار في ذكرى شاعر الأمير و.. أمير الشعراء
نشر في محيط يوم 20 - 10 - 2007


أسرار شاعر الأمير وأمير الشعراء
رب جار تلفتت مصر توليه.. سؤال الكريم عن جيرانه
بعثتني معزيا بمآقي وطني.. أو مهنئاً بلسانه
كان شعري الغناء في فرح الشرق.. وكان العزاء في أحزانه
هو عربي، تركي، يوناني، وجركسي، أما ولادته فكانت في مصر، كما يقول عن أصله.. أول من إبتكر الشعر المسرحي.. وأول من توجه الشعراء أميراً لهم.. في ذكري رحيل أحمد شوقي
محيط - شيرين صبحي
فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 16 من أكتوبر 1870م لأب شركسي وأم من أصول يونانية، كان جده كردي الأصل جاء إلي مصر في عهد محمد علي الذي ألحقه بقصره ، وقد بدد والد شوقي ثروته فكفلت جدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، بتربيته ونشأ معها في القصر.
في الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية وتم إعفاءه من المصروفات في المدرسة التجهيزية الثانوية لتفوقه ونبوغه.
التحق بمدرسة الحقوق وانتسب إلى قسم الترجمة، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.
بعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي.
وفي تلك الرحلة تكونت منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين "جمعية التقدم المصري"، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي. وارتبط بصداقة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.
تزوج من السيدة خديجة شاهين ابنة حسين بك شاهين (من أصل تركى)، وكانت رقيقة طيبة القلب حتى أن شوقى كان يشبهها بقطة من أنقرة لشدة رقتها وطيبة قلبها.
شاعر الأمير
عندما رجع شوقي إلى مصر وجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز.
كان شوقي ينشد قصائده في مدح الخديوي توفيق بحكم تربيته في القصر، وقد نشرت أولى قصائده في جريدة الوقائع
في شبابه
المصرية في 7 إبريل سنة 1888م، وبعد عودته إلى مصر وإلتحاقه بقسم الترجمة بالقصر ظل يتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا لهذا القسم، وأصبح قريبًا من الخديوي عباس حلمي وأنيس مجلسه، وأخذ شوقي يمدحه بقصائده، حتى سمي "شاعر الأمير".
وكان لشوقي موقفه السلبي من ثورة عرابي وهو ما جعله يستقبله بعد عودته من المنفي بقصيدة يقول في مطلعها : صغار في الذهاب وفي الإياب / أهذا كل شأنك يا عرابي؟ . وقد أعلن شوقي لأصفيائه أنه نادم علي ذلك وأنه كان مخطئا في حق الزعيم عرابي.
وعندما أراد الخديوي عباس أن يضم إلى صفه أبناء الشعب ليضغط على قوى الاحتلال الإنجليزي حتى يستجيبوا لمطالبه، جاء دور أحمد شوقي الذي أخذ ينادي بالحرية والإستقلال وينشد قصائده في حب الوطن، ويساعده على ذلك الخديوي عباس ويشجعه.
سنوات المنفى
عندما أعلنت انجلترا الحماية علي مصر عام 1914م قامت بخلع عباس الثاني وتولية حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من شوقي مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا.
ومن شدة حنينه لمصر أرسل إلى حافظ إبراهيم أبياتاً يقول فيها:
يا ساكني مصر إنا لا نزال على عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم شيئاً نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
وأجابه حافظ بهذه الأبيات التي يقول فيها:
عجبت للنيل يدري أن بلبله صاد ويسقي ربا مصر ويسقينا
والله ما طاب للأصحاب مورده ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا
لم ننأ عنه وإن فارقت شاطئه وقد نأينا وإن كنا مقيمينا
ومن قصائده الأخري التي تعبر عن شدة حنينه إلى مصر قوله:
أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعة ولم يخل حسي
وبعد فترة طويلة من النفي صدر العفو عنه، وعاد إلى مصر في فبراير سنة 1919م واستقبله الشباب استقبالا حارا
مع سعد زغلول
واحتشد الآلاف لتحيته وكان على رأس مستقبليه شاعر النيل حافظ إبراهيم، فأخذ ينشد:
وكلُّ مسافرٍ سيعود يومًا *** إذا رُزِقَ السَّلامةَ والإيابا
ولو أني دعيت لكنت ديني *** عليه أقابل الحتم المجابا
أدير إليك قبل البيت وجهي *** إذا فهت الشهادة والمتابا
وقد سبقت ركائبي القوافي *** مقلدة أزمتها طرابا
تجوب الدهر نحوك والفيافي *** وتقتحم الليالي لا العبابا
مبايعته بالإمارة
يعتبر شوقي الرائد الثاني للمدرسة الكلاسيكية في الشعر بعد البارودي، وقد احتضن جيلا جديدا من الشعراء هم جماعة ابولو التي اسسها الشاعر الدكتور زكي أبو شادي وضمت شعراء من جيل الشباب وقتها منهم إبراهيم ناجي وحسن كامل الصيرفي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل وصالح جودت وسواهم الذين أوكلوا أمر الرئاسة إلي شوقي .
وكان شوقي بعد عودته من المنفي قد انقطعت علاقته بالقصر وأصبح شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، ويصف طه حسين التحول الذي اعتري أشعار شوقي بعد المنفى قائلاً: "إنه قد تحوّل تحولاً خطيرًا حقّا لا نكاد نعرف له نظيرًا عند غيره من الشعراء الذين سبقوه في أدبنا العربي .. إن شعره التقليدي قد تحرر من التقيد بظروف السياسة .. واستكشف نفسه، وإذا هو شاعر قد خلق ليكون مجدّدًا".
وقبل رحيل شوقي بخمسة أعوام توافد شعراء العرب لإقامة مهرجان تكريمي له في دار الأوبرا الملكية بمناسبة اختياره عضواً في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات"، وهناك ألقي حافظ ابراهيم قصيدته الشهيرة التي بايع فيها شوقي بإمارة الشعر قائلا:
بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
أعيدي على الأسماع ما غردت به براعة شوقي في ابتداء ومقطع
أمير القوافي قد أتيت مبايعًا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
بينما وقف شاعر القطرين خليل مطران يقول:
يا باعث المجد القديم بشعره ومجدد العربية العرباء
أنت الأمير ومن يكنه بالحجا فله به تيه علي الأمراء
وعن تفرد شوقي يقول أحمد الزيات صاحب مجلة الرسالة: "يكاد النقاد يجمعون علي أن شوقي كان تعويضا عادلا عن عشرة قرون خلت من تاريخ العرب بعد المتنبي، لم يظهر فيها شاعر موهوب يصل ما انقطع من وحي الشعر ويجدد ما اندرس من نهج الأدب"
ويقول عبد العزيز البشري: "لقد ضرب شوقي في كل قصد وجال في كل غرض وعارض الفحول من متقدمي الشعراء".
إنتاجه الشعري
ألف شوقي ديوانه "الشوقيات" ويقع في أربعة أجزاء ويتضمن سيرته ومجمل شعره ، وأنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته الشعرية وقد استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، وأخري من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحية نثرية هي "أميرة الأندلس" ، ومسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".
في مدح الرسول (ص)
نظم شوقي العديد من القصائد في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) تعتبر من أبدع شعره ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته ومنها يقول:
رزقتَ أسمح ما في الناس من خُلق *** إذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه والهوى قدرٌ *** لو شفّك الوجدُ لم تعذل ولم تلم
لقد أنلتك أُذناً غير واعيةٍ *** وربَّ منتصتٍ والقلبُ في صمم
وتعتبر قصيدة "ولد الهدى" مع قصائد "سلوا قلبي" و "نهج البردة" من أهم القصائد الإسلامية لشوقي، وتقع قصيدة "ولد الهدي" في مائة وواحد وثلاثين بيتًا، اختارت منها أم كلثوم أربعة وثلاثين بيتًا، وأعادت ترتيبها على غير ترتيبها في الديوان وغنتها من ألحان رياض السنباطي ومنها:
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
ومن قصائده التي يرد فيها على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف يقول:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
عشقه للموسيقى والغناء
كان شوقي عاشقا للموسيقي والغناء وقد احتضن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وفي هذا الصدد يقول عبد الوهاب
الشوقيات بخط صاحبها
"كان له الفضل في التحاقي بمعهد الموسيقي الشرقية وتقديمي إلي القادة والزعماء وأحاطني بعنايته وخصص لي مدرساً يعلمني الفرنسية وأخذني إلي باريس لأذهب إلي الاوبرا والمتاحف ليطلعني علي الفن الحقيقي.
وقال لي : ارجوك يا محمد آلا تهمل شعري بعد أن أموت .. تغني قصائدي .. فخلودي في أن يردد الشعب شعري .. وأنت كفيل بأن تجعل الشعب يردده."
وذات يوم وجه شوقي دعوة لأم كلثوم التي لبت الدعوة وقامت بالغناء في كرمة ابن هانىء ومن اعجابه بالغناء قدم لها كأسا من الخمر ولكنها لم تكن تشرب الخمر فتصرفت بلباقة وذكاء ورفعته علي شفتيها فقط دون أن ترتشف منه شىء وقد اعجب شوقي بلباقتها فكتب لها قصيدة - يقال أوصلها بنفسه في الصباح التالي - وقد ظلت القصيدة منذ عام 1932م إلي عام 1944 حيث عهدت بها لرياض السنباطي لتلحينها وغنتها بعد أن تم تغيير كلمات بيتين ورد فيهما اسم أم كلثوم ، يقول شوقي في مطلع القصيدة :
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مست ثناياها
طرائف حياتية
من الغرائب التي روتها حفيدته إقبال العلايلي " بولا " إلي الكاتب كامل زهيري ونشرها بجريدة "الجمهورية" انه كان لا يدخل حمامه في الصباح الإ إذا دلقوا زجاجتين كاملتين من العطر الفرنسي علي البلاط.
ومن طريف ما يروي ابنه حسين عنه أنه عقب خلع السلطان عبد الحميد باعوا محتويات قصره في مزاد علني واشتري
كتاب أصدره ابنه مؤخرا
شوقي من المزاد كلبين وقطة ارستقراطية اسمها "زنبل" لا تنام الإ علي رجل زوجته ولا تأكل سوي صدور الفراخ وعندما ذهب شوقي للمنفي تركها أمانة عند أحد خدمه وأوصاه بشراء دجاجة لها يوميا ورتب له مالا لذلك وعلم في المنفي بوفاتها عقب سفره بشهرين ، وبحث في الأمر وعرف أن الخادم يأكل الدجاجة ويلقي لها بالعظم فأضربت عن الطعام حتي ماتت".
وعن صفاته يقول حسين: "كان والدي لا يحب التقيد بنظام أو مواعيد تراه يعود للمنزل ويخلع ملابسه ويرميها .. لا يحب العمل والالتزام .. يسهر حتي الثالثة او الرابعة فجرا ولا يصحو قبل العاشرة ويحب مصاحبة رؤساء تحرير الصحف ليكتبوا أخباره وينشروا قصائده في الصفحات الأولي .. ويحب أيضا مصادقة الفنانين".
ويروي أحمد محفوظ أفندي للكاتب ياسر قطامش عن الجوانب الخفية في حياة شوقي قائلا: "متواضع يحترم الكبير والصغير لكنه ملول سريع التقلب ، حاد المزاج بسبب إصابته بتصلب الشرايين وذات يوم قابله شاعر ثقيل وأصر أن يسمعه قصيدة من تأليفه ، ملوله وسخيفة وبايخة .. واضطر شوقي أمام إلحاحه أن يستمع إليه حتي انتهي منها وسأله رأيه وانفجر شوقي قائلا " وحشة وحشة قوي .. يا ناس ارحموني هو مافيش حد بيشعر غيري في البلد" كما انه موسوس يخاف من الأمراض وخصوصا مرض السرطان ولديه أدوية كثيرة يتناولها بسبب أو بدون سبب ويتشائم من صوت الغربان والبوم أو أي شخص منحوس أو أي خبر سىء .. وفي مجالسه الخاصة يميل إلي المرح وله أصدقاء ظرفاء مثل محمد البابلي والدكتور محجوب ثابت وعبد العزيز البشري وله مداعبات شعرية كثيرة مع الدكتور محجوب وبعض أصدقاءه وأقاربه ومنهم ابن خالته الذي كان يتميز بأنف طويل وقال له شوقي مداعبا عقب عودته من الحج:
لك أنف يا ابن خالتي .. تعبت منه الأنوف
أنت بالبيت تصلي .. وهو بالركن يطوف
شوقي وحافظ
كان يحلو للشاعرين حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، أن يتمازحا أحياناً. ولكن كان شوقي جارحا في رده على الدعابة. ففي إحدى الليالي أراد حافظ إبراهيم أن يستحث شوقي ليخرج عن رزانته المعهودة فأنشد قائلا:
يقولون إن الشوق نار ولوعة فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
فرد عليه أحمد شوقي بأبيات لاذعة قال في نهايتها:
أودعت إنسانا وكلبا وديعة فضيعها الإنسان والكلب حافظ
نهاية الرحلة
كان شوقي يخشي من الموت بشدة فكان يخاف من ركوب الطائرات، ويرفض أن يضع ربطة عنق لأنها تذكرة بحبل المشنقة، وكان ينتظر كثيرا قبل أن يقرر عبور الطريق لأنه كان يشعر دائما أن سيارة ستصدمة فى يوم من الأيام، كما كان يخاف المرض لذلك كان يرتدي دائما زيه الصوفى بالكامل في الصيف والشتاء.
وعندما رحل شاعر النيل حافظ إبراهيم شعر شوقي باقتراب أجله فسافر إلى الإسكندرية ليقضى بها آخر أيام حياتة، وفي الواحدة والنصف من صباح 14 اكتوبر 1932م رحل أمير الشعراء.
ولا تلقوا الصخور على قبرى
ألم يكف هما فى الحياة حملته
فاحمله بعد الموت صخرا على صخر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.