تميل الفنانة منال عمر للبيئة الشعبية الأصيلة في معرضها الأخير الذي أقامته في قاعة الأرض بساقية الصاوي تحت عنوان "الجمال الحائر بين الأصالة والنسيان". محيط رهام محمود ضم المعرض نحو ثلاثين لوحة زيتية, من مراحل مختلفة للفنانة خاضتها في معارض سابقة, تقول الفنانة أن أهم هذه المرحل هي المرحلة الشعبية لأنها تحمل أشياء بداخلنا جميعا, فلذلك هي أقرب أليها. في أعمالها نرى الأحياء القديمة بمبانيها وأزقتها, كما نشاهد فلاحين وبدو من واحة سيوة, فهي رسمت الفلاحات وهم يجنين العنب من الغيطان, واهتمت بإظهار ملابس البدو المزخرفة لكي تظهر طابع البلد الذي ينعكس على ملابسهم. رسمت الفنانة المرأة في العديد من اللوحات قاصدة أبراز عيونها مع إخفاء جزءا من وجهها؛ لأن العيون هي مرآه الروح كما قالت الفنانة, فبعضهن يخفين وجوههم بالبرقع البدوي فالغموض دوما ما يثير الفضول, كما صورتهن بظهورهن لكي يحدث حوار بينهن وبين المتلقي فيتساءل مع نفسه أين سيذهبون؟. ومن بين لوحاتها وجوه مجردة للمرأة توحي بالقيود التي تفرد عليها في المجتمع, وهذا بالرغم من ظهور وجهها وشعرها المنساب في بعض اللوحات. البحر في لوحاتها ظهر بأشكال متنوعة, فالفنانة رسمت بحر الإسكندرية, ومرسى مطروح, وشرم الشيخ وكل بحر له لونه وصخوره المختلفة, فمن بين لوحات المعرض منظر رسمته الفنانة في شرم الشيخ لجبلين يتوسطهما صخرة وكأن أب وأم يحتضنا طفليهما. يضم المعرض أيضا لوحات طبيعة صامتة, فالفنانة تقول أنه حين سفرياتها كانت ترسم داخل القصور القديمة, فمن بين هذه الرسومات رسمت قطعة خزفية مرسومة عل حائط قصر قديم في تركيا, وبعد أن رسمتها أضافت أليها بعض الفاكهة لتعطيها شيء من الحياة. كما أنها ترسم في منزلها القطع الخزفية القديمة التي تقتنيها, لتظهر ما بها من أصالة وشموخ مهتمة بالضوء والظل. ففي لوحة رسمت الفنانة عين الحسد الزرقاء المزخرفة التي توضع في قطعة خرز صادفتها في تركيا, فجذبتها زخرفتها المتقنة المشغولة بالمعدن. من الملاحظ أن الفنانة اهتمت بأن يكون البرواز قديم, كي يوظف ويتناسب مع الأحياء القديمة التي رسمتها.